الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حياديته تمنحه المشروعية وترسخ ثقة النساء بآرائه

حياديته تمنحه المشروعية وترسخ ثقة النساء بآرائه
5 نوفمبر 2009 23:30
) - لطالما طالبت المرأة بالمساواة بينها وبين الرجل في حق العمل، وها نحن نرى حلمها وقد تحقق بوقوفها بجوار الرجل تعمل معه في مختلف المهن التي كانت يوما حكراً له، إلا أنه لا تزال هناك بعض من المهن تقدم خدماتها لجنس واحد فقط ولا تقبل بوجود الآخر، كما هو الحال في محل حلاقة الرجال، فزبائنه من الرجال فقط وكذلك ممتهن الحلاقة رجل هو الآخر، وخياط الرجال رجل أيضاً، ولا يمكن للمرأة أن تقتحم عالم الرجل هذا في بيئتنا المحلية، إلا أن الحال ليس بالمثل في عالم المرأة الخاص، فالرجل موجود في معظم المهن التي تقدم خدماتها للمرأة حصراً، وهناك من يرى هذا الأمر طبيعياً نظراً للتطور الثقافي الذي نشهده اليوم في تقبل ما كان إلى الماضي القريب مدرجاً في خانة المحظورات. في حين لا تتقبل بعض النساء التعامل بأي شكل من الأشكال مع الرجل، في بعض الأمور التي قد تراها خاصة بها فقط. المجتمع لا يتقبل يقول أحد العاملين في أحد محال بيع المواد التجميلية والذي رفض التصريح عن اسمه: «لا أرى أي عيب في عملي، فهو عمل يحتاج إلى ذوق وأسلوب محترم في التعامل مع المرأة، وأنا لا أخجل منه، إلا أن المجتمع يرفض تقبل هذه الفكرة فهناك العديد من السيدات يرفضن التعامل معي، وفي المقابل هناك نساء يفضلن الاستماع إلى نصيحتي في أمور المكياج والألوان الملائمة لهن، لثقتهن في رأي ولشعورهن بالأمان في تقبل النصيحة من رجل في ظل غياب عنصر الغيرة التي قد تشعر بها المرأة عند تعاملها مع امرأة مثلها، فالرجل في نظر النساء حيادي في الحكم، ولو لم تر الشركة التي اعمل بها مميزات عمل الرجل في هذا المجال لما كنت اعمل هنا حاليا، فهي بكل تأكيد ستفكر بطريقة ربحية ووجود الرجل مربح في بعض الأوقات». نظرة الرجل تهم المرأة تؤكد على ما سبق ورود وردي العاملة في محل آخر لبيع المواد التجميلية فتقول: «عمل الرجل في هذا المجال قد يتم تقبله في بعض الإمارات مثل دبي، ولكن ليس في أبوظبي والعين مثلا، لأني اعتقد بأن نسبة كبيرة من سكان دبي هم من الأجانب، وبالتالي فإن النساء هناك لا يمانعن في التعامل مع الرجل في الأمور التجميلية، بل قد يفضلن رأي الرجل عن المرأة التي تعمل في نفس المجال، وهذا ما قد أقوم به، فأنا عن نفسي أفضل أن استمع لرأي الرجل في ما يخص جمالي، فالرجل له نظرة في المرأة مختلفة عن نظرة المرأة للمرأة». وتقاطعها زميلتها مؤيدة:» وأنا أيضاً أفضل أن أخذ بنصيحة الرجل في بعض الأمور، لذلك لا أمانع في عمل الرجل في هذه المهن فهي تهم بعض النساء، ولكن بالتأكيد يجب أن يكون هذا الأمر غير متعارض مع عادت المجتمع، فقد يسبب توظيف رجل في محل مكياج عزوف بعض النساء عن الإقبال على هذا المحل، وهذا بالتأكيد لن يخدم سياسة المحل، وسيسبب خسائر مادية جسيمة، فطبيعة المجتمع هنا محافظ لذلك لا يمكن أن تقبل المرأة في هذه الحالة التعامل مع الرجل في هذا المجال، وإلا ستكون قد خرجت عن المألوف». حسن السيرة والسلوك نبيه سمعان البارودي، موظف في أحد محال بيع الأزياء النسائية، يصرح عن رأيه في هذا الموضوع فيقول:»لم أحلم يوماً أن أمتهن هذه المهنة ولا أرى نفسي فيها، ولكنها لقمة العيش، وأنا سعيد بها وأبذل أفضل ما عندي للقيام بعملي على أكمل وجه ولا أرى أي حرج فيه، لأني اعتقد بأنه علينا أن نتقدم إلى الأمام ولا نعود إلى الخلف في أفكارنا، وهذا ينطبق على فكرة تعامل المرأة مع الرجل والتي كانت صعبة في الماضي أما الآن فاعتقد بأن المرأة اصبح يهمها ذوق الرجل في طلتها، فنحن نقدم لها النصيحة ونعمل على خدمتها بكل احترام، وعلى هذا الأساس يتم اختيار العاملين هنا، فيجب أن يكون الرجل المتقدم للعمل حسن السيرة والسلوك، كما نقوم بتدريبه على كيفية معاملة الزبونات بطرق لا تسبب لها الضيق، أما بالنسبة إلى إقبال المرأة لتعامل مع الرجل فهذا يتوقف على طريقة تربيتها، فلا يمكنني القول إن كل النساء لا يمانعن في التعامل معنا، فهناك نساء يفضلن أن يسألن نساء مثلهن، وأيضا لا يمكنني أن أقول إن عملي كرجل في هذه المهنة مربح دائما فهناك العديد من الرجال يمنعون نسائهم من الدخول إلى المحل لمجرد رؤية أن الموظف فيه رجل، فكل شخص يتعامل مع الموضوع بحسب معتقداته ونظرته في تحليل الأمور». المرأة أفضل تتردد أميرة الأميري قبل أن تسأل الموظف في المحل عن مقاس الثوب الذي أعجبها وتبحث عن امرأة لتسألها وإن لم تجد تقرر الخروج من المحل على أن تقاوم خجلها، وتقول عن رأيها في موضوعنا: «لا أرى عيبا في عمل الرجل في بعض المهن التي تخص المرأة إلا أن هناك بعض المهن التي يجب أن تكون حكرا على النساء مثل محال الخياطة، فلا اعتقد بأن هناك نساء كثيرات يقبلن بأن يقيس الخياط لهن، لهذا يلجأن إلى جلب مقاس سابق، وتضطر عندها إلى تعديل المقاسات، مما قد يسبب بعض الأخطاء، أما عن محال الملابس الجاهزة فلا مانع في هذا إلا أني أجد صعوبة في التعامل معهم، فأفضل التعامل مع المرأة غالبا، واعتقد بأن هناك الكثير من الفتيات مثلي يشعرن بالخجل عند التعامل مع الرجل في أمور تخصهن، ولكني لا يمكن أن اعترض فهذا العمل هو مصدر رزقهم، وبالتأكيد لن تبدر منهم تصرفات مسيئة يمكن أن تهدد بطردهم من العمل». قد يسبب هذا الأمر الإحراج لأميرة وقد يسبب الضيق لأخريات، فمن إحدى عادات مجتمعنا أن تغطي السيدة وجهها أمام الرجل الغريب، فكيف لها أن تتسوق بحرية وتقوم بتجربة مواد التجميل عند وجود الرجل أمامها، وقد تحرج بعضهن لمجرد ذكر تفاصيل مقاسات ثوبها للخياط الرجل، ولكنها مضطرة لعدم وجود البديل، فقلة هن النساء اللاتي يعملن في مجال الخياطة، وبالتالي ليس هناك حل أمام النساء سوى أن يتغلبن على خجلهن عند التعامل مع الرجل في بعض الأوقات، ويتقبلن فكرة وجوده لخدمتهن حصرا!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©