الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المقاطعة ضربت قطر في عام ذروة التحضيرات لـ«المونديال»

14 يونيو 2017 02:48
أبوظبي (الاتحاد) بعد أن أصبح في حكم المؤكد، تضرر التحضيرات لاستضافة قطر «مونديال 2022»، في ظل المقاطعة العربية التي تقودها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر لدولة قطر، فقد تم غلق المنافذ البحرية والبرية والجوية كافة، مما يعني توقف الإمدادات والمواد اللازمة للبناء، والتي كان معظمها يدخل إلى قطر من السعودية والإمارات، تظل هناك بعض التفاصيل المهمة المتعلقة بتطورات الموقف على الأرض، فقد أشارت صحيفة «التليجراف» البريطانية إلى أن قرار المقاطعة العربية، جاء في أسوأ توقيت ممكن للتحضيرات القطرية وسير العمل في المنشآت. صحيح أن الوقت لا يزال مبكراً على انطلاقة المونديال، ولا أحد يعرف تطورات الأحداث في المرحلة القادمة، إلا أن الجدول الزمني لإنجاز العمل يتضرر بشدة، ليس هذا فحسب، بل إن الكلفة المالية سوف تتجاوز ما تم رصده فعلياً من قبل، ويظل عامل الزمن والتكلفة المالية هما الأهم والأكثر تأثيراً في إنجاز أي مشروع كبيراً كان أو صغيراً. وكشف تقرير الصحيفة البريطانية على لسان بعض الشخصيات التي تعمل في المنشآت، وتقود شركات مقاولات عالمية إلى أن قطر قررت أن عامي 2017 و2018، هما من أعوام الذروة، وتكثيف العمل في بناء وتشييد المنشآت والملاعب والبنية التحتية، وجاءت المقاطعة العربية لتضرب هذه الخطط في مقتل، أو كما يقول أحد كبار المسؤولين في شركة مقاولات بريطانية، إنه لم يكن هناك توقيت أسوأ من ذلك بالنسبة للقطريين. قطر تحتاج إلى ما يقرب من 40 ألف عامل في قطاع الإنشاءات والبناء الذي يتعلق بالمونديال تحديداً، حيث يجب أن يعمل هذا العدد الكبير لعدد كبير من الساعات وبصورة متواصلة، من أجل ينجز وفقاً للخطط والجداول الزمنية التي تم الاتفاق عليها مع «الفيفا»، وسوف يكون للمقاطعة تأثير سلبي على تدفق العمالة التي تخشى المعاناة من متطلبات وحاجات الحياة اليومية. وفي شأن لا يتعلق بالملاعب والمنشآت الرياضية التي ترتبط بطبيعة كأس العالم كبطولة كروية بصورة مباشرة، فقد طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ضرورة توفير 60 ألف غرفة فندقية على الأقل، وهي ضمن متطلبات التنظيم واستضافة المونديال، وكان العمل جارياً في إنجاز عدد من الفنادق والشقق الفندقية، والتي بلغ عددها ما يقرب من 20 ألف غرفة، إلا أن هذا العمل يكاد يتوقف في ظل المقاطعة العربية لقطر، فقد أصبحت وتيرة الإنجاز بطيئة، وفي حال استمرت المقاطعة فسوف تكون التأثيرات أكثر وضوحاً. وقال جراهام روبنسون الخبير في اقتصاديات البناء لصحيفة «التليجراف»: هذه الأزمة الدبلوماسية والسياسية جاءت في أسوأ توقيت بالنسبة لقطر ولحركة البناء والتشييد في البنية التحتية الخاصة بالمونديال، هذه الأزمة سيكون لها تأثيرات كبيرة على كل شيء، بداية من العمالة وإمداداتها، وسوف تؤثر على حقوق العمال بالطبع، أعتقد أنها ضربة كبيرة للحكومة القطرية. وشدد روبنسون على أنه بعيداً عن تأثير المقاطعة التي فرضها الجيران على قطر فيما يخص العمالة، فإن التأثيرات الأكبر تتعلق بمواد البناء، سواء على مستوى كلفة الحصول عليها، وهي كلفة مرشحة للتصاعد بقوة، أو حتى فيما يخص الوقت اللازم للحصول عليها، فسوف يمتد هذا الوقت مقارنة مع الوضع السابق، أي أن الأمر يتعلق بمزيد من النفقات ومزيد من الوقت من أجل إنجاز العمل. وكشف روبنسون عن أن انخفاض أسعار البترول وغيرها من مصادر الطاقة تسبب في وقوع الضرر الكبير على مشروعات قطر المونديالية، وجاءت الأزمة الحالية مع الجيران لتجعل الوضع سيئاً إلى درجة كبيرة، وأشار تقرير الصحيفة اللندنية إلى أن اللجنة المحلية المنظمة للمونديال، وغيرها من الجهات التي ترتبط بالمونديال داخل قطر لم يعلقوا على أي أحداث في الفترة الأخيرة، وهناك حالة من الصمت ورفض التفاعل مع وسائل الإعلام العالمية. وكان «الفيفا» أكثر تفاعلاً مع الأحداث الراهنة وتأثيراتها على حظوظ قطر في تنظيم المونديال عام 2022، حيث أشار «الفيفا» في البداية إلى أنه على اتصال مع قطر لاستطلاع الموقف، وفي تصريح آخر ألمح جياني إنفانتينو إلى أنه يراهن على الوقت، وحل القضايا العالقة «سياسياً»، ومن ثم لن يكون هناك تأثيرات على تنظيم المونديال، كما أشار إنفانتينو إلى أنه يريد أن يحمي كرة القدم من عواصف السياسة، ولكن الواقع الحالي يؤشر إلى صعوبة الفصل بينهما، فقد أصبحت التأثيرات متبادلة، وخاصة فيما يخص مونديال قطر 2022.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©