الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هَوَس «النوموفوبيا»

11 ابريل 2012
تناولنا السبت الفائت ظاهرة «هوَوس» الكثيرين بالهواتف الذكية، وتعلقهم المَرضي بالتواصل مع العالم الافتراضي إلى حد «العشق»، لدرجة انسحاب وانسلاخ هؤلاء عن الواقع، وفقدانهم التواصل الطبيعي مع الغير، لدرجة أنها باتت ظاهرة تهدد السلام النفسي والتواصل الإنساني. في دراسة علمية بريطانية حديثة، أكدت أن التحدث في المحمول يحد كثيراً من طابع الأشخاص الاجتماعي، ويؤدي إلى امتناعهم في الكثير من الأحيان عن مساعدة الآخرين في لحظات الشدة، وأنها أدت إلى الحد من شعور البشر اجتماعياً، وأدت إلى تغيير سلوكهم إلى الأنانية، حيث ينتاب الإنسان في الدقائق التي تلي التحدث في المحمول، مشاعر طاغية من الأنانية تحد كثيراً من رغبته في مد يد المساعدة إلى الآخرين، نتيجة شعوره بالاكتفاء العاطفي، بعد التحدث عبر الهاتف، ومن ثم يتراجع اهتمامهم بالتواصل بعد إشباع تلك الحاجة. فكلما جاع الإنسان أكثر زادت لهفته لتناول الطعام، ثم تتراجع هذه الرغبة لتصل إلى حد التوقف عن الأكل عند الشبع، كذلك الحال عند تواصل بعض الناس فينتابهم شعور بالفخر وتتراجع رغبتهم في التواصل مع البعض الآخر. من الطريف أيضاً أن يكشف استطلاع أميركي حديث للرأي، نقلته مجلة «تايم»، مدى شغف الأميركيين بهواتفهم الذكية، حيث يستخدم 43% من الأميركيين الهواتف الذكية لإجراء المكالمات. وأن 33% منهم يفضلون هواتفهم الذكية على قضاء أوقات حميمة مع الشريك. وأن واحداً من بين كل ثلاثة أميركيين، أبدى استعداده الكامل للتخلي عن ممارسة الجنس لمدة أسبوع، وليس هاتفه المحمول. وأعرب 55% عن استعدادهم للحرمان من الكافيين، دون التخلي عن تلك الأجهزة التي أصبحت من أهم مستلزمات الحياة، كما بلغ حد التسابق لامتلاك أحدثها، عند البعض، مرحلة الهوس. وعند المفاضلة بين مشاهدة الشريك أو الهاتف الذكي، اختار 22% من المشاركين الهاتف على الاستمتاع برفقة الحبيب، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك بإبداء استعدادهم للمشي، ولمدة أسبوع، حفاة دون أحذية لكن ليس دون هواتفهم الذكية. الجديد أيضاً أن تكشف دراسة بريطانية حديثة للغاية عن انتشار وتزايد ما يعرف بـرهاب عدم وجود الهاتف المحمول «نوموفوبيا»، التي تصيب 66% من المشاركين في البحث، بزيادة قدرها 11% عن بحث مماثل نفذ قبل أربعة أعوام. وأن هؤلاء الناس تصيبهم نوبات ذعر عندما لا تكون هواتفهم المحمولة بجانبهم، وينتابهم القلق الشديد ويبذلون أقصى ما في طاقتهم للعثور على هواتفهم المحمولة، وأن عدداً كبيراً منهم يتغيبون عن الدراسة أو العمل للبحث عن هواتفهم عندما يتعذر عليهم العثور عليها في الصباح. كما أن الـ «نوموفوبيا» تزداد بين الشباب إلى 77% بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاماً، و66% بين الفئة العمرية التالية 25 إلى 35 عاماً». كما أن النساء يتأثرن أكثر بحالة «الرهاب»، وبنسبة 70% بين المشاركين، مقارنة بـ61% بين الرجال. وأوضحت الدراسة أن الدوافع الرئيسية وراء هذه «الفوبيا» هو الملل والشعور بالوحدة، وانعدام الأمن. ليس بمستغرب أن نقرأ قريباً إعلاناً لطبيب مستعد لاستقبال مرضى الهاتف المحمول! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©