الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أيام الشارقة التراثية» تشيّد نماذج بيوت قديمة بالحجم الطبيعي

«أيام الشارقة التراثية» تشيّد نماذج بيوت قديمة بالحجم الطبيعي
11 ابريل 2012
ئرض ركن البيئة الجبلية بساحة التراث نماذج لبيوت بأحجامها الأصلية التي كانت شاخصة على قمم الجبال، لتجسد جمهور أيام الشارقة التراثية، في دورتها العاشرة، بيئة تفاعلية حية، غنية بتفاصيل أنماط العمارة التقليدية التي ازدهرت منذ القدم في جبال الإمارات، مثل بيت القفل وبيت الصفَّه وبيت الرحى والبرك وغيرها من مرافق المعيشة، بالإضافة إلى عرض حي لعدد كبير من مهن البيئة الجبلية، وعروض الفنون الشعبية، وعروض عادات وتقاليد الحياة الفريدة لأهل الجبل. محمد الحلواجي (الشارقة) - تأخذ أيام الشارقة التراثية على عاتقها مسؤولية إبراز الموروث الإماراتي بكل تفاصيله لاسيما المساكن القديمة، وفي إطار فعالياتها التي تنظمها إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحت شعار «عقد من التراث»، أقامت نماذج لبيوت جبلية سكنها الإماراتيون قديما تعكس الأنماط المعمارية التي كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية. ولم تغفل الفعاليات الأفكار التراثية الخلاقة التي تحلّق بالموروث الإماراتي إلى فضاء رحب، وتبرز جمال المفردات التراثية الإماراتية، في سبيل تعريفها لأبناء الوطن، كي يستقوا منها العبر والقيم والعادات الأصيلة، وتبين ما تملكه هذه المنطقة الفريدة من هوّية وقيم حضارية أصيلة بهدف الحفاظ على تراث هذا البلد وربط أجياله الحالية والمستقبلية به. جديد الركن قال راشد الظهوري، المشرف على جناح البيئة الجبلية بأيام الشارقة التراثية «تشرفت أنا ومجموعة من المهتمين بالحفاظ على التراث الإماراتي، بالإشراف على ركن الحياة الجبلية بأيام الشارقة التراثية منذ الدورة الخامسة، ولم يكن ليكتب النجاح لهذا الركن التراثي المميز والذي يعرض أمام الجمهور بشكل دائم في ساحة التراث طوال العام، لولا الدعم والتسهيل والتعاون الكبير من قبل العاملين بإدارة التراث وعلى رأسهم الباحث عبدالعزيز المسلم مدير دائرة التراث والمنسق العام لأيام الشارقة التراثية». وحول ما تميز به الركن هذا العام، قال «هذه مشاركتي السادسة في أيام الشارقة التراثية في ركن البيئة الجبلية، إلا أن هذا الركن تميز هذا العام بالتوسع والتجديد بمناسبة مرور عقد من الزمن على انطلاقة أيام الشارقة التراثية، حيث تمت إضافات عديدة وبخاصة فيما يتصل بمحتويات البيوت الجبلية، كما قمنا بإضافة مهن وحرف جبلية جديدة مثل صناعة باب بيت القفل، والطب الشعبي والغزل والنسيج، وكيفية صناعة واستخدام عُدَة المواشي في الجبال، وأضفنا كذلك معرضا مصغرا للأسلحة التقليدية المستعملة في جبال الإمارات قديما، مثل «الجرز» وهي أداة شبيهة بالفأس وتستخدم للزينة والدفاع عن النفس، و»البيشك» وهو عبارة عن سكين لها استخدامات متعددة في الزينة وعملية ذبح الماشية وسلاح للدفاع عن النفس، وكذلك عرضنا السيف و»الكتّارة» وهي السيف المقوّس والحاد النصل من جهة واحدة فقط بخلاف السيف الحاد من الجهتين، بالإضافة إلى عرض بعض البنادق القديمة (مثل البَرْنَو والصَمْعة والمشَّرَخْ والفِلْسِي والكَنَدْ والمَانْيَة) وغيرها الكثير». وأضاف «جديد ركن البيئة هذا العام تمثل أيضا في عرض صناعة الطبل المستخدم في الأفراح الجبلية، و»المهبة» وهي صناعة مادة الجصّ قديما، حيث كانت تستخدم في بناء البرك المائية وبناء موارد المياه الطبيعية التي تنبع من الجبال، وكان مادة الجص تستخدم بشكل نادر في البيوت التي كانت تعتمد على استخدام مادة الطين لكساء الجدران الحجرية، حيث يتميز الطين ببرودته في الصيف ودفئه في الشتاء». بساطة وهدوء يشارك سعيد سبت الظهوري، في أيام الشارقة التراثية للمرة الخامسة، وعن بيت القفل قال «هذا البيت من أجمل البيوت الجبلية القديمة التي كانت تحمينا من برد الشتاء القارس في رؤوس وقمم الجبال، كما كان يحمينا من لهيب الحر في الصيف، وهو يبنى عادة من الحجارة الكبيرة الحجم، ويتم الدخول إليه من ممر ضيق متصل بباب صغير، أما عمقه فيصل لمسافة مترين فقط، وهو مسقوف بجذوع الأشجار الغليظة والتبن والطين، ورغم صغر هذا البيت الهادئ والبسيط فهو عندنا أجمل من بيوت هذه الأيام الحديثة». ويشارك سعيد راشد الظهوري للمرة الخامسة بركن البيئة الجبلية، وعن عن الصفه وبيت الرحى، أوضح «الصفه مكان جميل كان يعد لاستقبال الضيوف، ويتم بناء الصفه على مستوى سطح الأرض، ولها فتحات تهوية تمرر الهواء البارد، وهي مثل بيت القفل يتم سقفها بالطين أو بالخوص أو «العسبق» وهو شجر ينمو في الجبال، أما بيت الرحى فهو حجرة صغيرة تضم حجري الرحى الموضوعين فوق بعضهما بعضا، وكانا يحركان في الماضي بعصا بواسطة اليد من أجل طحن الحبوب بأنواعها». في حين تحدث حمدان الظهوري، وهو شاب مهتم بالتراث من منطقة دبا، عن المطبخ فقال «كان المطبخ في الجبال عبارة عن حجرة لها فتحات علوية، وكان يوضع فيها جميع أدوات وأواني الطبخ، كما يوضع في جوانبها عدة مواقد لإشعال النار، وبجانب المطبخ كان يوجد تنور مبني من الصخور التي ترتفع بشكل دائري عن سطح الأرض، والتنور له فتحة علوية لإيقاد النار، وكان يستخدم لتحضير خبز البر، كما يوجد قريبا من التنور والمطبخ منطقة تسمى «المحطبة»، وهي مكان مخصص لجمع الحطب الذي كانت تجلبه النسوة من البراري». الرعي والزراعة عن الزرب قال الشابان علي راشد الظهوري وعلي محمد الظهوري، وهما يشاركان للمرة الخامسة بأيام الشارقة التراثية، «تعتبر حرفة رعي المواشي والأغنام من أهم ما يميز أهل الجبال، ولهذا كانوا يقومون ببناء أماكن مخصصة لمواشيهم بحيث تكون على مقربة من مساكنهم، وكانوا يسمونها الزرب، ويتكون الزرب من فناء وحجرة مسقوفة بالطين، إضافة إلى «لليدره» التي تحفظ فيها صغار الماشية، كما كان يوضع على فناء الزرب ما يسمى بالزريبه أو «الحَوَر» وهي أشواك بعض الأشجار التي كانت تمنع الحيوانات من الهرب، وكان يغلق باب الزرب باستخدام قطع بعض قطع الأخشاب». من جهته، تحدث راشد محمد الظهوري عن بناء البرك في الجبال قائلا «لا يستطيع الإنسان أن يحيا دون الماء، وكانت حياتنا في جبال الإمارات في الماضي تتميز في أحيان كثيرة بشح الأمطار، ولهذا كان يقوم أهل الجبال بحفر البرك قريبا من مناطق عيشهم، وذلك من أجل جمع مياه الأمطار في تلك البرك التي كان بعضها مستطيلا وبعضها دائريا أو مربعا، وكان عمق البرك يبلغ عدة أمتار، وهي مطلية من الداخل بمادة الجص، أما المياه تخرج منها إما الدلو أو الميدب». وحول الزراعة الجبلية، قال عبدالله راشد الظهوري «قدميا كانت توجد في الجبال حقول يزرع فيه أهل الجبل الحبّ والبرّ ويسمونها الوعب، وكانت تعينهم على تدبر أمور حياتهم، حيث كانت تتم هذه الزراعات في فصل الشتاء بعد سقوط الأمطار، وبعد الحصاد يتم دق الحبوب في «الينور»، أما حديقة المنزل في الجبل فكانت تسمى «المفسل»، ويتم فيها زرع أواع معينة من الأشجار والنباتات، وهي النخيل والتين والسدر والسقب وهو شجرة أكبر من شجرة التين ولها ثمرة شبيهة بثمرة التين إلا أنها أصغر حجما، وتعيش هذه الأشجار طويلا دون الحاجة إلى الكثير من مياه الري».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©