السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تذكرة رقم «91/971» على الدرجة الروحية والفكرية

تذكرة رقم «91/971» على الدرجة الروحية والفكرية
9 مايو 2018 21:25
نوف الموسى (دبي) أين كنّا سنسمع عن أُناس مدينة فاراناسي، الواقعة على ضفاف نهر الغانج، في ولاية أوتار براديش، وهم يلقون أنفسهم في النهر المقدس، دون اهتمامهم أبداً بمستوى ما يشوبه من نسبة تلوث، يقفزون نحوه بحرية يستغرب منها القادم من المدينة، بل يستوقفه هذا الالتحام الرهيب بين النهر والناس في لحظة التماس مع الماء. وكيف كنّا سندرك أثر شجرة الغافة الشجرة الأشهر في الإمارات إذا ما تم زرعها هناك بجانب النهر، أو العكس، أن يأتي أحدٌ من هناك ويروي شجرة الغاف بمياه نهر الغانج؟ السفر الاعتيادي بالطائرة إحدى تلك الطرق السريعة، لممارسة فعل الانصات البديع للأشياء المجهولة، ولكن السفر على الدرجة الروحية والفكرية، تضعنا دائماً أمام مواجهة حيّه يقودها «الحوار»، أن تجلس على طاولة مع شخص غريب، يقطن بجوار بيتك، ويستوقفك حبه للاكتشاف، وتبدأ معه رحلتك الداخلية، إنها المحبة غير المشروطة، الكبيرة في أثرها، الصعبة في تجربتها، لذلك يأتي «ملتقى مجتمع»، ضمن سلسلة مشروعات «مجتمع»، للأديبة الإماراتية صالحة عبيد، مقدماً حواراً بصرياً عبر فوتوغرافيا الهند للمصورة سونا نامبيار ومشهدية قصيرة للفيلم الإماراتي «غافة» للروائية والكاتبة إيمان اليوسف، مساء أول من أمس، في مدينة دبي، عبر حجز تذكرة رقم «91/‏971»، للعبور عبر المكان نحو هوية التلاقي الأبدية بين الحس الإنساني لثقافات العالم، والتي بدورها تجعلنا أكثر قبولاً للاختلاف، وأكثر إيماناً بفضاءات التعددية. ويرمز رقم التذكرة، الذي كان عنوان الأمسية، إلى كودي الاتصال الدولي لكل من الإمارات (971) والهند (91). المصورة الفوتوغرافية سونا نامبيار تعيش في الإمارات منذ فترة طويلة، كفيلة بأن تجعلها تنساب مع ذاكرة المكان، ابنتها جاسمين مامبيلي، ولدت هنا، وبدأت بطرح الأسئلة حول ذاتها والمكان، تلك الأسئلة الضخمة التي تحتمل عدة مسارات وأقدار من بينها أن تجد نفسك متضامناً مع هوية ما أو أن تدخل في صراعات جدلية مع عدة هويات، وأهم تلك المسارات وأكثرها ألماً وتحولاً ونضجاً أن تبدأ بتأسيس هوية خاصة فيك، وبشكل أكثر وعياً أن تدرك هويتك الحقيقية. والطريق إلى ذلك يكون بالذهاب إلى الجذور، كما أوضحت سونا نامبيار، في جلستها النقاشية حول الصور الفوتوغرافية التي التقطتها في رحلتها إلى الهند، واللافت في حديثها، هو إثارتها لموضوع صراعها المتشكل في اللحظة التي عادت فيها من الهند إلى مدينة دبي، قائلة: «عندما رجعت إلى دبي، فعلياً شعرت فجأة بصراع داخلي، حاولت مجاراته بالرجوع إلى الروتين الاعتيادي، وهو شعور يراودني كل سنة بين فترات متباعدة، لا علاقة له بالمكان، بل بصوت داخلي يعيش في»، لتثير بذلك سونا نامبيار سؤالين أولهما: ما الذي حدث في رحلتها الفوتوغرافية على المستوى الروحي والفكري، وثانيهما: وما الذي تسبب بالارتياب والقلق إبان لحظة عودتها، هل خافت من فقدان شيء ما أو شعور معين أو اتصال كوني فريد من نوعه؟ عفوية المصورة سونا نامبيار، التقت بمتاهات النساء في فيلم «غافة» للكاتبة إيمان اليوسف، ففي اللحظة التي ولدت فيها الشخصيات السينمائىة، بدأت المصورة سونا نامبيار، بالمرور بما أسمته Mind Shfit، وبالنسبة للمتابع، لأثر رحلتها الفوتوغرافية، أن هذا الفعل أقرب إلى نموها الروحي، المرتبط بما أسمته المصورة سونا نامبيار أيضاً بـ«التوازن»، والتعرف على حقيقة الناس، والابتعاد عن مبدأ التصنيف كما يطلق عليه البعض «Bad People» أو «good people». وأثارت المصورة سونا نامبيار، مسألة الوحدانية التامة مع تفاصيل الحياة، التي تنشأ من فهم الثقافات والاتصال بما تثريه نقاط التشابه فيما بينها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©