ارتفعت أسعار مواد غذائية في مجمعات تجارية وأسواق شعبية بقطر بنسب تتراوح بين 25-35%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب مستهلكين ومسح جزئي لـ''الاتحاد'' في أسواق شعبية·
وارتفع معدل التضخم في قطر إلى 14,8 في المئة في الربع الأول من العام، مقترباً من مستواه القياسي بفعل ارتفاع الإيجارات وأسعار المواد الغذائية، وأعلن جهاز الإحصاء القطري أمس أن المتوسط الشهري لإنفاق الأسر القطرية بلغ 40757 ريالاً (11190 دولاراً) في عام 2007 بزيادة 82,2 في المئة عن مستواه في عام ·2001
وربط بعض المستهلكين بين ارتفاع أسعار السلع الغذائية واللحوم الحمراء والبيضاء مع اقتراب شهر رمضان الكريم، وطالبوا بعودة التسعيرة الجبرية على السلع الغذائية، وتفعيل دور الجهات المعنية بحماية المستهلك·
وقال عبدالله السعدي ''مواطن قطري'': المواد الغذائية أصابتها حمى الارتفاعات، وتوقع ''أن تزداد أسعار السلع ارتفاعاً خاصة مع قدوم شهر رمضان''·
وقال جهاز الإحصاء القطري في نتائج مسح إنفاق السرة الذي نشره على موقعه على الانترنت: إن الأسر الوافدة المقيمة في قطر أكبر دول العالم تصديراً للغاز الطبيعي المسال أنفقت 13329 ريالاً في الشهر العام الماضي بزيادة 46 في المئة عن إنفاق عام ·2001
وكان للإسكان النصيب الأكبر من الإنفاق الشهري للمقيمين في قطر، التي يبلغ عدد سكانها 1,45 مليون نسمة، وتعتمد اعتماداً كبيراً على العمالة الوافدة من جنوب آسيا، مع نمو اقتصادها الذي يبلغ حجمه 69 مليار دولار·
وأظهرت البيانات أن الإسكان والمياه والكهرباء تمثل 29,3 في المئة من المصروفات الشهرية بزيادة 17,6 في المئة عن عام ·2001 وبالنسبة للوافدين مثلت مصروفات الإسكان 30,8 في المئة من الإنفاق الشهري عام 2007 ارتفاعاً من 21,7 في المئة عام ·2001
وأظهرت البيانات أن إنفاق الأسرة القطرية على الغذاء والمشروبات والتبغ العام الماضي بلغ 11,2 في المئة من إجمالي المصروفات انخفاضاً من 17,5 في المئة عام ·2001 وانخفض إنفاق الوافدين على الغذاء إلى 13,8 في المئة من 19 في المئة·
وفي إطار مساعيها لاحتواء التضخم طبقت قطر هذا العام تجميداً للإيجارات لمدة عامين، ورفعت قيمة دعم أسعار السلع، وقررت تثبيت أسعار الصلب والإسمنت لمدة ثلاث سنوات·
إلى ذلك، اتهم عدد من رواد المجمعات التجارية في قطر هذه المنشآت بتقديم عروض تخفيضات وهمية، وأشاروا إلى أن القائمين على هذه المجمعات يقومون برفع الأسعار بنسب تتراوح ما بين 30 الى 40%، ثم يقدمون عروض التخفيض التي تنزل بالأسعار بمعدل 5 أو 10 %·
هذا وقد بدأ عدد كبير من المواطنين والمقيمين استقبال شهر رمضان المبارك بشراء كميات كبيرة من السلع والمواد الغذائية الأساسية وتخزينها مثل الأرز والدقيق واللحوم والخضراوات والفاكهة والألبان والجبن والبيض والمكسرات تجنباً لمزيد من الارتفاعات المنتظرة مع حلول شهر الصوم·
وقال مستهلكون: إنهم لجأوا إلى شراء نصف الكمية التي اعتادوا عليها من الخضراوات والفواكه بسبب ارتفاع أسعارها·
وارتفعت أسعار التفاح في الأسواق الشعبية القطرية من 4,5 ريال-6,5 ريالات للكيلو منذ اقل إلى ما بين 5,5-8 ريالات للكيلو على حسب النوعية، وارتفع سعر السمك من نوع البوري المصري إلى 31 ريالاً بعد أن كان سعره لايتجاوز 23 ريالاً قبل شهرين·
أما أسعار اللحوم فشهدت هي الأخرى سواء كانت حمراء أو بيضاء زيادات كبيرة خلال الأيام الماضية وبعد أن كان كيلو الخروف الأسترالي يباع بنحو 25 ريالاً أصبح الآن يطرح في المجمعات بأسعار تبدأ من 33 ريالاً، وارتفع سعر كيلو العجل الباكستاني الى 24,75 بعد ان كان سعره لايتجاوز 21 ريالاً قبل أيام، والخروف السوري ارتفع سعر الكيلو منه الى 43,5 بعد أن كان يباع باقل من 39,5 ريال، فيما ثبت سعر كيلو اللحم من الخروف السوداني عند 27,75 ريالاً
وشهدت أسعار الدجاج ارتفاعاً كبيراً خلال الايام القليلة الماضية حيث وصل سعر كيلو الدخاج الطازج 16 ريالاً بعد أن كان سعره لايتجاوز 14 ريالاً في السابق ووصل سعر كيلو الدجاج الفيليه نحو 36 ريالاً·
وقال عبدالله السعدي ''مواطن قطري'': ''المواد الغذائية أصابتها حمى الارتفاعات، فأصبحنا لا نجد الآن أي نوع من الأنواع لم تطله هذه الزيادة، وهذا يمثل عبئاً على كاهل المستهلكين''، وأكد أن أسعار الخضراوات والفواكه واللحوم وكذلك المعلبات، ارتفعت بنسبة 30%، وتساءل هل تعاني الأسواق من ندرة في أي نوع من السلع؟ ويرد قائلاً: إن جميع السلع متوفرة في الأسواق وبكميات كبيرة، ورغم ذلك نجد الارتفاعات تتواصل يوماً بعد يوم مع العلم انه لا يوجد نقص في أي نوع·
وتوقع السعدي أن تزداد أسعار السلع ارتفاعاً، مع قدوم شهر رمضان، مشيراً الى أن الأسعار الآن يحددها التجار بعد إلغاء المزاد والتسعيرة الاجبارية التي كان معمولا بها في السابق من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة (القطرية)، وطالب بعودتهما مرة أخرى ''حتى لا يتم ترك الحبل علي الغارب للتجار ومضارباتهم ويكون الضحية هو المستهلك''·
وحول استعدادات المجمعات لاستقبال شهر رمضان قال مدير المواد الغذائية بأحد المجمعات: ''هناك عروض كثيرة سنقوم بطرحها بمناسبة هذا الشهر العظيم، وسوف نحاول تثبيت أسعار المبيعات قدر المستطاع عن طريق تقليل هامش الربح''·
من جانبه، أكد مسؤول كبير في الشركة القطرية لانتاج الدواجن أن سوق الاستهلاك يشهد تطورات مهمة مع الزيادة التي طرأت في أعداد السكان خصوصاً من جانب الوافدين، وقال: إن الشركة تحاول مواكبة هذه التطورات من خلال التوسعات التي تجرى علي المصانع القائمة·
وأضاف: ''بمناسبة دخول المدارس وقدوم شهر رمضان طرحنا عروضاً خاصة في الأسواق وتم زيادة الانتاج من المجمد وبدأت هذه العروض الخاصة من 25 يوليو الماضي·
عدد اليوم
