ندوة بجامعة الإمارات تناقش تأثيرات «النانو» من النواحي القانونية والشرعية

نظم قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين ندوة “ النانو القانونية “ التي ناقشت أهمية و تطبيقات و وتأثير هذه التقنية على البشرية من النواحي القانونية والشرعية. وقال الدكتور شافع الحمادي مساعد العميد للبحث العلمي إنه على الرغم من ظهور تقنية “النانو” حديثاً كتقنية في مجال البحث العلمي فإن تأثيراتها تعد سيلاً من التطبيقات البشرية والطبية والأخلاقية والنفسية والقانونية و البيئية والمرتبطة بالعديد من المجالات ومنها الهندسة وعلم الأحياء والكيمياء والحوسبة وعلوم المواد والتطبيقات العسكرية والاتصالات. وأوضح خلال الندوة التي حضرها الدكتور جاسم علي سالم الشامسي عميد كلية القانون في جامعة الإمارات أن فوائد تقنية “النانو” تشمل تحسين أساليب التصنيع وأنظمة تنقية المياه وشبكات الطاقة وتعزيز الصحة البدنية الطب النانوي وتحسين طرق إنتاج الأغذية والتغذية على نطاق واسع والبنية التحتية لصناعة السيارات. وأشار إلى أن المخاطر قد تكون مرتبطة بكل من المجالات البيئية والصحية وقضايا السلامة والآثار السلبية للجسيمات الدقيقة التي يتم دراستها بجانب الآثار الانتقالية مثل الابتعاد عن الصناعات التقليدية، منوها بأن منتجات تكنولوجيا “النانو” أصبحت مهيمنة على كثير من المجالات مثل التطبيقات العسكرية والأسلحة البيولوجية والمراقبة من خلال مجسات “ النانو “ التي تثير قلق المدافعين عن حقوق الخصوصية. ونوه أن الهيئات الرقابية مثل “وكالة حماية البيئة” و “إدارة الأغذية والعقاقير” في الولايات المتحدة أو مديرية الصحة و حماية المستهلك في المفوضية الأوروبية في التعامل مع المخاطر المحتملة الناجمة عن الجسيمات النانوية. من جانبه قال الدكتور إبراهيم الشال رئيس قسم الشريعة الإسلامية “إن هذه التقنية التي ألهمت عقول العلماء ليبدعوا الأفكار والمشاريع كانت قبل فترة من الزمن تعد من ضروب الخيال ثم بدأ يتضح أن الخيال صار واقعا وأن الأفكار والعقول تبحر في “النانو” بلا قيود “ . وأشار إلى أن هذه التقنية بآفاقها ومصالحها العديدة لا تخلو من المخاوف والأخطار قد تغيب عن المهتمين في ظل التوسع الكبير لهذه التقنية لذلك جاءت هذه الندوة لتضع بين أيدينا مخاطر هذه التقنية ونظرة الشرع لها ورأي المشرعين القانونيين، معرباً عن أمله في أن تكون الندوة مبادرة لتنظيم هذه التقنية وتشريع أحكام تحفظ فيه النفس البشرية. من جانبه تناول الدكتور محمد إبراهيم عايش التصور العلمي لتكنولوجيا “النانو”، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا تعتمد على التوليف بين الجزيئات والذرات لتكوين جسيم بحجم النانو أي “ 1 على مليار من المتر”. وقال إن مصطلح “ تكنولوجيا النانو “ هو مشتق من الكلمة اليونانية “ نانو “ بمعنى “ قزم” موضحاً أن إنتاج منتجات جديدة باستخدام المواد النانوية مهم علمياً لأنه كلما انتقل حجم الجسيم إلى حجم “النانو” فإن خصائص هذه الجسيمات تتغير عن الخصائص المعروفة. من ناحيته تناول الدكتور هاني طعيمات هذه التقنية من وجهة نظر شرعية، بينما تحدث الدكتور أسامة أحمد بدر عن ملامح ضمان مخاطر منتجات “ تقنية النانو” وحول المسؤولية الجنائية عن العلاج بطب “النانو”.