9 جرحى بصدامات في جنوب اليمن

أُصيب تسعة أشخاص بجروح أمس في "صدامات" بين قوات الأمن اليمني ومحتجين انفصاليين بمدينة الضالع، خلال مراسيم تشييع ضحايا القصف المدفعي على المدينة الأسبوع الماضي. وقال شهود عيان لـ (الاتحاد) إن "قوات الأمن أطلقت النار باتجاه بعض المشيعين حاولوا إنزال العلم الوطني خلال مراسيم "تشييع جثامين خمسة مواطنين قتلوا الأسبوع الماضي في قصف مدفعي للجيش استهدف أحياء سكنية بالضالع، مشيرين إلى إصابة خمسة من المشيعين الذين توافدوا من مدن جنوبية أخرى للمشاركة في عملية التشييع. وأوضحوا أن المصابين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. كما أُصيب أربعة أشخاص من أنصار "الحراك الجنوبي" الانفصالي، في صدامات مع قوات أمنية عند أحد مداخل مدينة الضالع. وقال مصدر صحفي بالمدينة لـ(الاتحاد) إن اشتباكات بالأيادي اندلعت بين عدد من أنصار الحراك، قدموا للمشاركة في التشييع، وجنود إحدى النقاط الأمنية الواقعة عند أحد مداخل الضالع، لافتاً إلى قيام الجنود بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى إصابة أربعة منهم بجروح متوسطة. وكان الآلاف من المواطنين شاركوا في عملية التشييع، التي جابت عدداً من شوارع مدينة الضالع. ورفع بعض المشيعين رايات خضراء وأعلام دولة اليمن الجنوبي سابقاً، وصورا للقتلى، ولنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ العام 1994.كما رفعوا لافتات منددة بعملية قصف الجيش للأحياء السكنية، ومطالبة بلجنة تحقيق دولية، ورفع "الحصار العسكري" على المدينة منذ مارس الماضي. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح شكل الجمعة الماضي، لجنة خاصة برئاسة وزير الدفاع السابق اللواء محمد ضيف الله، للتحقيق في أسباب ودوافع القصف على الأحياء السكنية بالضالع. ويشهد جنوب اليمن منذ العام 2007 احتجاجات شعبية متنامية تقودها قوى "الحراك الجنوبي" التي تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال وذلك بعد 20 عاماً من وحدة اندماجيه بينهما. وفي هذا السياق، قال مصدر أمني يمني أمس إن مسلحين انفصاليين قطعوا، الاثنين، التيار الكهربائي عن مدينة الحبيلين بمنطقة ردفان في محافظة لحج الجنوبية. وذكر الموقع الإخباري لوزارة الدفاع اليمنية أن "العناصر التخريبية قامت بقطع التيار الكهربائي على منطقة الحبيلين والقرى المجاورة لها، وذلك بعد أن قاموا بإطلاق وابل من الرصاص على الأبراج والمحولات الكهربائية". وأضاف:" كما قامت مجموعة أخرى بإطلاق النار على المجمع الحكومي في الحبيلين، والحقوا بالمبنى أضراراً فادحة"، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية بدأت عملية "إصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بكهرباء الحبيلين". وعلى صعيد متصل، وجهت وزارة الداخلية اليمنية السلطات الأمنية بمحافظة أبين بـ"إلقاء القبض على المتورطين" باغتيال مسؤول بجهاز الأمن السياسي السبت الماضي. وأوضح مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية اليمنية، أن الوزارة وجهت "بالتحرك السريع وإلقاء القبض على المتورطين" باغتيال الرائد جلال العثماني "الذي يعمل بفرع جهاز الأمن السياسي بمحافظة عدن"، لافتاً إلى الوزارة "ستقدم الدعم اللازم" للأجهزة الأمنية بمحافظة أبين "من أجل كشف هوية الجناة". من جهة ثانية، بدأت محكمة يمنية متخصصة بقضايا الإرهاب أمس محاكمة شخصين بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة وتنفيذ أعمال "إجرامية" أسفرت عن مقتل ثمانية عسكريين ومواطن خلال الفترة ما بين يوليو وديسمبر الماضيين. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، أن المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء بدأت محاكمة المتهمين منصور صالح سالم دليل، ومبارك هادي علي الشبواني، بتهم اشتراكهما "في عصابة مسلحة للقيام بأفعال إجرامية استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في مأرب" شرق اليمن. وأشارت إلى أن قرار اتهام النيابة الجزائية تضمن اشتراك المتهمين "في عصابة مسلحة للقيام بأفعال إجرامية استهدفت قيادات عسكرية وأمنية ووحدات من ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن والمعدات العسكرية ومنشآت حكومية وأمنية ومقاومة القوة العسكرية المكلفة بمطاردتهما وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر". وجاء في قرار الاتهام أنهما "أعدا لتلك الأفعال الوسائل من الأسلحة والمتفجرات، ووسائل النقل والمواصلات"، وأنهما نفذا هجوماً في يوليو الماضي استهدف عدداً من الجنود بمحافظة مأرب، ما أسفر عن مقتل جندي واحتجاز سبعة آخرين "ونهب الشاحنة وحمولتها". كما اتهمتهما النيابة الجزائية بقتل جنديين ومواطن "خلال محاولة رجال السلطة العامة القبض عليهما" في يوليو الماضي، بالإضافة إلى اغتيال ثلاثة ضباط وجنديين اثنين في هجوم استهدف موكبهم بمحافظة حضرموت في نوفمبر الماضي. بدورهما، نفى المتهمان اللذان أُلقي القبض عليهما في ديسمبر الماضي، التهم المنسوبة إليهما. وقال المتهم الشبواني "هذا كذب ولا علاقة لنا بكل هذا، وهذه المحكمة باطلة". وقررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى 19 يونيو الجاري.