الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وكــز!!!»

23 ابريل 2014 00:35
أصبحت العقول بحاجة إلى زخم ثقافي وتوعوي، وجرعات مكثفة من الاتزان العقلي، والتوازن الفكري، فاليوم العقل أصبح خالياً، مجوفاً فارغاً لا يحمل إلا هواءً «لا يسمن ولا يغني من جوع».. نحن بحاجة إلى عقول كالقناديل تُضيء وتشتعل نوراً كلما زادت العتمة، لتنير لنا الطريق، عقول مملوءة، متشبعة بالتفكر والتبصر، والتمحور والتبلور وتحليل المعجزات، وتجليل المنجزات لاستدراك ما يدور حولها لإنتاج الجديد والفريد من نوعه.. لماذا نحن دائماً نعاكس ونشاكس أنفسنا، ونتناول جميع المواضيع من دُبرٍ ثم نمضي في غياهيب.. أصبحنا اليوم بأنفسنا نساهم في تخريم الذات، وتهشيم الأنا الإنسانية، لتصبح هشةً لا تقوى على المجابهة والمواجهة.. أصبحنا اليوم تلهبنا الأمور التي لا معنى لها، ونهول الأحداث، ونفبركها، لتصبح «نكتة الموسم»، ونرددها ونمررها ما بيننا سواء كان «تويتر» أو ما شابه ذلك من مواقع التواصل الاجتماعي.. هذه المواقع التي خُلقت مؤخراً من أناس عرفت معنى الحياة الحقيقي، وأدركت معنى الإضافة للناس «العادية»، نحن الذين نتسلم الفكرة جاهزة لنقلبها، و«نشقلبها» رأساًعلى عقب.. فنحن أصبحنا اليوم نقضي وقتنا فقط بانتظار الحدث القادم لنا، لكي نروّج، ونهرّج، ونفرّج عن ما بداخلنا من تراكمات، وضغوط نفسيه، ويصبح الحديث الأكثر تداولاً ما بين الصغار والكبار، في المجلس والصالة.. أصبحنا لا نفرق في المجلس ما بين الأعمار؛ لأن العقول أصبحت واحدة، لا تحمل فكراً، بمجرد معلومات خفيفة جاءت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والجميع أصبح مشتركاً بها.. وفي الصالة، للأسف يتهاوى الكبار من أعيننا حين نراهم بهذه السذاجة العقلية، والسماجة الفكرية لما يحملونه في جعبتهم من تفاهاتٍ وخرافات.. نحن اليوم في دولةٍ فازت ونالت وحازت، وسُطرت في بقاع الأرض قصيدة جزلة كلماتها أنشودة، أطربت آذان العالم بها، طالما كانت تحت ظل قيادة رشيدة سديدة تحذو بخطواتٍ شاسعة واسعة نحو الرفعة لخدمة الذين أحبوا بصدقٍ، وأخلصوا وتفانوا، ووضعوا أمام ونصب أعينهم الوطن والمواطن.. فيجب علينا نحن كآباء ومربين للأجيال القادمة التي ستكمل المسيرة، أن نكون على قدر الثقة التي أنيطت بنا، والأجيال القادمة بحاجة ماسة إلى آباء يساهمون في صياغة الاختزال الفكري، والبناء التوعوي الرصين، المتين، الرزين المبني على العلم، والثقافة، طالما كانت الثقافة ركيزة لنمو الذات.. وهذه «وكز!!!» للتذكير بلغة العصر. هزاع المنصوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©