عواصم (وكالات) - رفضت إيران أمس أي شروط مسبقة تفرضها مجموعة دول (5+1) قبل استئناف المحادثات النووية الأسبوع المقبل في اسطنبول، بعد تأكيدها أن هناك جولة مباحثات ستعقد في بغداد تالية لاجتماع اسطنبول. وأعلنت أنها لا رغبة لديها في إحياء صفقة لمبادلة الوقود النووي عام 2009 مع القوى الغربية فشلت من قبل، لكنها قد تقلص إنتاجها من اليورانيوم المخصب لدرجة عالية متى تتوفر لها احتياجاتها من هذه المادة.
ونقلت وكالة أنباء البرلمان الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوله أمس إن إيران لن توافق على فرض مجموعة دول (5+1) شروطا مسبقة قبل استئناف المحادثات النووية الأسبوع المقبل في اسطنبول. وأضاف أن “وضع ضغوط قبل الاجتماع يعني تحديد النتائج، وهو أمر لا معنى له ولن يقبل أي طرف وضع شروط قبل المحادثات”.
وقال صالحي “هذه القضايا أثارتها وسائل الإعلام ولا يمكن أن نصدر أحكامنا استنادا إلى بواعث القلق تلك التي انعكست في التغطية الإعلامية”. وأكد أن فريق التفاوض الإيراني سيتجاهل تلك التقارير ويدافع عن موقفه في المحادثات. وتابع “لنا آراؤنا ولمجموعة (5+1) آراؤها، لكن يجب أن نبحث عن مجالات مشتركة”.
ونقلت أيضا وسائل إعلام إيرانية عن صالحي قوله إن طهران تأمل أن تسفر المفاوضات عن اتفاق “يسمح بحماية حقوق إيران في التحكم بالطاقة النووية، وتهدئة القلق الذي تعبر عنه دول 5+1” حول النوايا الإيرانية، ملمحا بذلك إلى مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز مؤكدة أن القوى الكبرى ستطالب طهران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وإغلاق مصنع التخصيب تحت الأرض في فوردو.
ورفض صالحي التعليق على النقطتين اللتين ذكرتهما الصحيفة الأميركية معتبرا أنه مجرد مقال صحفي. لكن رئيس البرنامج النووي الإيراني فريدون عباسي دواني أكد أن بلاده لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% قدر ما تحتاج ولن تغلق منشأة التخصيب في فوردو (وسط) حتى لو طلبت القوى العظمى ذلك.
ورفض دواني أمس إحياء اتفاق المبادلة الذي انهار عام 2009 وكان ينص على إمداد إيران بوقود مخصب في الخارج لاستخدامه في أغراض سلمية بمفاعل بحثي في طهران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عنه قوله خلال مقابلة تلفزيونية إن “إيران لن تعود أدراجها وغير مهتمة بالحصول على وقود مخصب لدرجة 20% من دول أخرى لأنها قامت باستثمار”. وأضاف “قمنا باستثمار لأن القوى الغربية صدونا، ولو كانوا منحونا الوقود لما حدثت مشكلة ولكان مفاعلنا بطهران يعمل”.
وكانت طهران قد قالت مرارا إنها ليس لديها خيار بعد فشل صفقة المبادلة سوى تأمين اليورانيوم حتى يستمر المفاعل في العمل. غير أن دواني أثار احتمال تحويل الوقود الى درجة نقاء 3,5% وهو مستوى التخصيب اللازم للمفاعلات المنتجة للطاقة النووية. وتابع قائلا “متى يتم الحصول على الوقود اللازم فإننا سنقلص الإنتاج بل وربما نحوله إلى 3,5%”.
وكان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون صرح أمس أن المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني بين إيران ومجموعة (5+1) ستستأنف السبت في اسطنبول. وصرح مايكل مان “لقد اتفقنا على استئناف المحادثات في اسطنبول في 14 أبريل”. وأضاف “نأمل أن يثمر هذا الاجتماع الأول عن نتائج تسمح بتحقيق تقدم”.
ويساور الخبراء الغربيون الشك بشأن ما تعلنه طهران ويشيرون إلى أن اتفاقا معدلا لمبادلة الوقود ربما يظهر في المحادثات كسبيل لكسر الجمود. وليس واضحا ما الذي ستنتظره في المقابل لكن مطالبها ستدور حول رفع العقوبات على القطاع المالي وقطاع الطاقة والتي تسبب صعوبات مالية متزايدة في البلد.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس الأول أن الأساس لنجاح المحادثات سيكون أن توقف إيران التخصيب لدرجة 20%. ?وفي وقت لاحق قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن على ممثلي مجموعة (5+1) المطالبة في المحادثات بوقف جميع أنشطة التخصيب عند كل المستويات.
وفي حين أبدت إيران مرونة في بعض الأحيان فيما يتعلق بالتخصيب لدرجة 20%، رفضت طهران بشكل قاطع تعليق أنشطة التخصيب لدرجة منخفضة. ?وانخفضت أسعار النفط الخام أمس بعد أن وردت أنباء عن ان المحادثات ستستأنف بين إيران ومجموعة دول (5+1). وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت دولارا للبرميل. وقالت وكالة فارس للأنباء إن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أكد أن جولة ثانية من المحادثات ستعقد في بغداد.
عدد اليوم
