السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«زينة القاعات» تحول الناشئ إلى «روبوت» وتقتل الموهوبين!

«زينة القاعات» تحول الناشئ إلى «روبوت» وتقتل الموهوبين!
22 ابريل 2014 23:57
مراد المصري (دبي) «من شبَّ على شيء شاب عليه»، كلمات دقيقة، وتصيب الهدف المقصود بـ «سهم الدقة»، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالصغار الذين يكونون «عجينة» سهلة التشكيل، وحتى لا نذهب بعيداً عن السياق، فإن حديثنا يقتصر على اللاعبين الناشئين بالمراحل السنية لكرة القدم، فهناك من يركز على صقل الموهبة، وتعليم المهارات الأساسية، وآخرون يرون أن المهم هو حصد الألقاب حتى لو كانت بطولة «لا تثمن أو تغني من جوع» في بطولة ودية، أو منافسات المراحل السنية، ومعها يتحمل «الصغير» فوق طاقته. صحيح أن الفوز مطلوب، ولكن ليس على حساب تدمير موهبة صاعدة، وأحياناً تتم عملية غرس ثقافة الفوز بشكل خاطئ، ويعود السبب الأساسي إلى الضغط الكبير الذي يبدأ من إدارة نادٍ تبحث عن كأس تزين به قاعة الاستقبال، لينتقل الضغط إلى الجهاز الفني، ومنه بصورة أو بأخرى إلى الناشئين، ويسلبهم حب اللعبة تدريجياً، في الوقت الذي يتحولون فيه ما يشبه «الروبوت» الذي يديره صانعه بجهاز التحكم عن بُعد، وسط خوف مبالغ فيه من ارتكاب الأخطاء، وإدراك حقيقة كرة القدم، بسبب اهتزاز الثقة بالنفس لديهم، لنجد أنفسنا يوما صنعنا فرقاً على مدار سنوات، ضاعت فيها المواهب الحقيقية، وأصبح لدينا فجوة أجيال، تلقي بظلالها على الفريق الأول في المدى البعيد. وأكد عدد من المتخصصين أن الإعلام مطالب بدوره بتغيير أساليب التغطية لمباريات قطاعات الناشئين بالتعاون مع الأندية، من خلال التركيز على الأمور بشكل عام، وإبراز الصاعدين دون التطرق إلى النتائج في المقام الأول، حتى لا تكون الغاية التي يتطلع إليها الناشئون. وفي المقابل، من المهم التركيز على انتقاء الكوادر التدريبية، واختيار الأفضل منها، للتعامل مع اللاعبين في هذه المرحلة العمرية المهمة على صعيد تكوينهم الجسدي والذهني، مع العمل على وضع خطة محددة الأهداف والقياسات الفنية، وفق رؤية ثاقبة وقادرة على تميز الخامات، وتجنب الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها أندية عريقة لم تهتم بالموهوبين وكانت سبباً في اختفائهم نهائياً، بسبب عدم القدرة على التعامل معهم بالشكل الصحيح. وأكد عبيد مبارك المدير الفني لاتحاد الكرة، أن الضغط الذي يمارسه مدربو فرق المراحل السنية، يعود في المقام الأول إلى ما يتعرضون له شخصياً من إدارات الأندية التي تطالبهم بتحقيق النتائج للاستمرار في عملهم، وهذا ينعكس بشكل ملحوظ خلال مباريات بطولات الفئات العمرية، من حيث الاعتراض على قرارات الحكم، وتأخير اللعب والتوتر والعصبية المبالغة فيها. وأشار عبيد مبارك إلى أن مرحلة الناشئين مهمة للغاية، في عملية تطوير اللاعبين، ومنحهم الفرصة لاكتشاف إمكانياتهم ومواهبهم. وقال «إن تدريب الناشئين على المهارات الأساسية مطلب أساسي في هذه السن، ولكن الأمور تأخذ المنحى السلبي نسبياً خلال المنافسات مع الضغوطات الكبيرة للمدربين على اللاعبين، وإدخالهم في أجواء متوترة، بالاعتراض المتكرر على الحكم، بما يجعل الأمر ينتقل إلى اللاعبين أيضاً». وأضاف: «هناك أمر آخر، وهو قيادة المدربين أحياناً للاعبين بما يشبه «الريموت كنترول»، من خلال التحكم بقراراتهم كافة، بما يقتل لديهم طموح ابتكار خطواتهم الخاصة أو تطوير موهبتهم، وانتظار قرار المدرب لتحديد ما يجب القيام به، إذا نظرنا لهذا الأمر في دول أميركا الجنوبية نجد أنها دائماً ما تفرز لاعبين موهوبين بسبب منحها حرية نسبية للاعبين للإبداع». وأشار عبيد مبارك إلى أن التركيز بالمقام الأول يجب أن يكون على الأداء العام بغض النظر عن النتائج، وقال: «أعتقد أن تحديد هدف رئيسي يتمحور حول اكتشاف 5 لاعبين صاعدين أهم من البحث عن الكؤوس التي تنساها الذاكرة بعد فترة من الزمان، فيما يبقى الإنجاز الحقيقي بتطوير لاعب يدعم الفريق الأول، ويعزز صفوف المنتخبات الوطنية». جمال عيسى: صقل موهبة يساوي حصد بطولة وصف جمال عيسى مدير أكاديمية كرة القدم بالنادي الأهلي، اكتشاف وتطوير لاعب موهوب بأنه بطولة في حد ذاتها، تضاهي الفوز بلقب بطولة فئة سنية، وقال: «يجب أن يكون التركيز في الفئات السنية على اكتشاف وتطوير المواهب والأداء العام، وأعتقد أن وضع خطة مع الأجهزة الفنية بداية الموسم لتحديد المطالب والاحتياجات الأساسية، تعد أمراً رئيسياً في هذه العملية، مع التوعية بأن الفوز بلقب حافز إضافي، وليس غاية لدى المدرب المسؤول عن الناشئين». وأضاف: «إن اكتشاف لاعب موهوب يوازي حصد بطولة، ونفخر بالنادي الأهلي أن هذه السياسة أثمرت خلال السنوات الماضية، بإفراز عدد من اللاعبين الذين أثروا الفريق الأول والكرة الإماراتية عموماً، مثل: أحمد خليل وماجد حسن وغيرهم، وحققوا بطولات على مستوى الناشئين، لكن النجاح الحقيقي، يتمثل في الإضافة التي قدموها بعد ذلك». وأشار إلى أن القياس الحقيقي للعمر الكروي يجب أن يمتد إلى ما بعد البطولة، وقال: «بالطبع يجب إيجاد نوع من الحافز لدى اللاعبين الناشئين للفوز بالبطولة، لكن دون أن نجعل من الفوز باللقب المقياس الذي تنتهي عنده الأمور، يجب أن تستمر العملية بما يسهم في تغذية الفريق الأول، من خلال حماية الموهوب ومنحه المساحة اللازمة للإبداع وتطوير قدراته». وقال إن الإعلام يجب أن يحاول تغيير من عملية متابعة هذه الفئات بالتعاون مع الأندية، وأن الجميع يريدون تبرير فوزهم باللقب أو تحقيق نتيجة كبيرة، وهذا المفهوم يجب تغييره تدريجياً، من خلال التركيز على الصاعدين أنفسهم، حيث إن تسليط الأهمية النتيجة فقط، من شأنه أن يغرس في اللاعبين أمور سلبية على المدى البعيد». (دبي - الاتحاد) شوم: المبالغة بالتكتيك تقتل حب «الساحرة» في القلوب قال برنارد شوم خبير قطاع الناشئين، المدير الفني لأكاديمية الجزيرة، إن التكتيك المبالغ يسلب حب اللعبة من الناشئين تدريجياً، وقال خلال متابعته مباراة منتخبنا للشباب أمام نظيره الإندونيسي ودياً، «عندما تنظر إلى الروح التي يلعب فيها المنتخب الإندونيسي، والطريقة التي يركض فيها باستمرار والروح القتالية، دون الالتفات إلى قرار الحكم، أو غيره من المؤثرات، فإن ذلك يذكرنا بأساسيات اللعبة والغاية الرئيسية من أجلها، وهو الاستمتاع بها، وتقديم الموهبة بأفضل ما يكون». وأضاف «الضغط الكبير على اللاعبين الناشئين، وجعلهم يتطلعون إلى تحقيق النتيجة، يحولهم إلى مجسمات خشبية، تنظر التعليمات من المدرب، وسط محاولات دائمة لطلب الأخطاء من الحكم والتعلق بالمؤثرات الخارجية، وينسى اللاعبون كيفية لعب كرة القدم بالمقام الأول». وضرب شوم مثالاً بفريق بايرن ميونيخ الألماني، وقال «هناك نجوم في «البافاري» منهم فرانك ريبيري، وارين روبن يخوضون أكثر من 30 مباراة في كل موسم، ومع ذلك، فإنهم يستمتعون خلال خوض جميع المباريات، ويحاولون دائماً تقديم شيء جديد من موهبتهم، ويتجنبون السقوط في دوامة الغرور، واللعب دون حافز». (دبي - الاتحاد) مدرب شباب فالنسيا: الإبعاد عقوبة من يرفض الخسارة! أكد روبن مورا مدرب فريق الشباب بنادي فالنسيا الإسباني، أن أسرار التفوق الإسباني في السنوات الماضية، وإفرازها للعديد من المواهب الصاعدة يعود إلى وضع تدريبات تناسب إمكانات كل لاعب والتركيز على تنمية قدراتهم على الصعيدين الفردي والجماعي، وقال: «الجميع يتطلع لتحقيق نتائج إيجابية، لكن حاولنا التركيز في قطاعات الشباب والناشئين على دراسة وتقييم قدرات كل لاعب، ومحاولة وضع التدريبات بما يناسبه، ويسهم في تطويره على المدى الطويل، وهذا الأمر أثمر على إفراز جيل صاعد يشكل مخزوناً طويل الأمد لنا». وأضاف: «الاستثمار الحقيقي يكون في الكوادر التدريبية المؤهلة، والقادرة على رفع مستويات اللاعبين، من خلال تفهم احتياجاتهم وآليات التعامل معهم، يجب انتقاء المدربين بشكل حذر للتعامل مع هذه الفئات العمرية، مع التركيز على إبعاد اللاعبين، الذين لا يتقبلون الخسارة، لإعادة النظر في سلوكياته داخل الملعب، وكيفية التعامل مع زملائه». وأشار روبن مورا، الذي شارك في ببطولة حمدان بن محمد الدولية للشباب بدبي، إلى أن هناك أموراً يجب التطرق إليها في كرة القدم أكثر من الفوز والخسارة تتمثل في غرس القيم الصحيحة. (دبي - الاتحاد) المطالبة بالفوز دائماً تولد الضغط النفسي كشفت العديد من الدراسات النفسية أن الأطفال والناشئين، يمرون بمرحلة مهمة في تكوين شخصيتهم التي يؤدي غرس رفض الخسارة، وعدم إدراك ثقافة الفوز بالشكل الصحيح، إلى تبعات خطيرة فيما بعد، تنعكس على سلوكهم في المنافسات، وإدراكهم للمفاهيم الأساسية للعب. وكشفت الدراسات الحديثة المختصة بعلم النفس، أن مطالبة اللاعبين الناشئين بتحقيق الفوز دائماً، يؤدي إلى تحميلهم الضغط النفسي، منذ سن مبكرة، والتي تتحول فيما بعد إلى مضاعفات ترسخ في ذهنه، بأن الفوز هو المطلب الأساسي فقط، ويتولد عنها التعصّب، ومن أبرز الأسباب الرئيسة وراء ذلك «التوبيخ» المستمر، وإلقاء اللوم عليه. (دبي - الاتحاد) الثقة بالناشئين أفرزت مواهب عالمية تتعدد الأمثلة العالمية حول اللاعبين الذي شقوا طريقهم إلى «درب النجومية» في سن مبكرة، بفضل الثقة الكبيرة في قدراتهم، خلال مرحلة تنشئتهم، ما انعكس عليهم لتقديم أنفسهم في سن مبكرة، بعيداً عن التقيد بالحذر المبالغ فيه، والمعاناة من ضغط انتصارات لن يتذكرها أحد بعد ذلك، وعلى سبيل المثال، خاض الأرجنتيني ليونيل ميسي أول مباراة له مع فريق برشلونة في السادسة عشرة، وهو حال الإنجليزي واين روني مع نادي إيفرتون قبل أن يسجل أول أهدافه مع منتخب «الأسود الثلاثة» في السابعة عشرة، فيما نال الحارس الإيطالي بوفون فرصة الدفاع عن مرمى بارما في سن السابعة عشرة، قبل أن يتحول إلى أحد أساطير حراسة المرمى. (دبي - الاتحاد) ماريا رافيتي: الصغار يقلدون المدرب الغاضب أشار جان ماريا رافيتي صاحب الخبرة الطويلة في قطاعات الناشئين مع الأندية الإيطالية الذي رافق فريق تورينو ببطولة حمدان بن محمد الدولية للشباب، أن الاستثمار يبدأ بتطوير الكوادر التدريبية في المقام الأول، وقال: «فرق الناشئين يتم تجهيزها المستقبل الذي نتطلع إليه، من أجل رفع مستوى فرق الرجال، وتطويرها يبدأ مع اختيار الكوادر المؤهلة والقادرة على التعامل مع هذه الفئات السنية، وغرس حب التفوق فيها وسط انضبط تكتيكي يواكب طرق اللعب التقليدية، لكن مع منح المجال للاعبين الموهوبين لتقديم الأداء المطلوب منهم». وأضاف: «في إيطاليا يبدأ الطاقم التدريبي للناشئين بالتعلم وإدراك الأساسيات، ووضع الاستراتيجيات التي سيتم تطبيقها خلال اللعب، وإدخالها بشكل تدريجي يتماشى مع اللاعبين المتوافرين، لأنه من المهم أن تملك هوية اللعب الخاصة،، دون إغفال عملية التطوير المستمر للمهارات والقدرات الذاتية ومنح حرية الإبداع، ما يجعل عملية التصعيد إلى الفريق الأول مستمرة، من خلال بناء جسر أساسه متين وليس عملية زمنية مؤقتة». وقال: «يجب على المدرب أن يضبط انفعالاته أمام اللاعبين في حال تعرضه للهزيمة، مع تقبل الخسارة بروح رياضية بعيداً عن الغضب، خصوصاً أن التوتر الكبير ينعكس على اللاعبين، ويؤدي إلى انفعالهم، وتقليد المدرب من خلال الاعتراض على قرارات الحكم، وعدم تقبل الخسارة». (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©