سعيد ياسين (القاهرة)
«اطلبوا لأنفسكم مثلما طلبت أنا، قد وجدت لي مدداً ما وجدت عنه غنى، يا لنفسي بما جنت، ذهب العمر وانطوى، في طريق مشيته، بدؤه الجهل والهوى، قلت يا ربي إنني ضل قلبي وما نوى، فدعاني لقربه وهدى الروح واحتوى» مقدمة غنائية لمحمد ثروت لخصت حياة إمام العارفين ثوبان بن إبراهيم الأخميمي الشهير بـ«ذو النون المصري»، والذي قدمت قصة حياته في مسلسل رمضاني شهير عرض عام 1997، ولعب بطولته ممدوح عبدالعليم، وسميحة أيوب، وعبدالرحمن أبوزهرة، وشيرين، وهو من تأليف عبدالسلام أمين، وإخراج هاني لاشين.
وألقت أحداث المسلسل الضوء على جوانب العبقرية المتعددة لهذا الرجل، منذ مولده عام 179 هجرية في أواخر أيام الخليفة المنصور في مدينة أخميم بصعيد مصر، وهو يعد مؤسس علم التصوف، إلى جانب تميزه في الكيمياء، والطب، والفلك، وعلم الكلام، وانتهاءً بموته عن 90 عاماً.
وقال مخرج المسلسل هاني لاشين: إن شخصية «ذو النون» فتحت شهيته للموافقة على إخراجه لأنها كانت مليئة بالمتناقضات، فهو عالم ومتصوف، وواحد من الذين نجحوا في فك طلاسم اللغة المصرية القديمة وترجمتها إلى العربية الفصحى، كما تصدى للخليفة المأمون، وهو يحاول اقتحام الهرم الأكبر، وتوصل إلى الباب الحقيقي للهرم والذي عرف بعد ذلك بباب المأمون، مشيراً إلى أن ممدوح عبدالعليم برع في تقمص الشخصية التي تميزت بالغموض، فهو تارة إمام يجمع الناس ويعلّمهم الخير لينقذهم من الحرام، وتارة أخرى شاعر، وثالثة عالم يجيد اللغتين الفارسية، واليونانية، كما أنه كان يتميز بالأناقة، فيما كان يدعو إلى التصوف والزهد.
وقالت سميحة أيوب: إن المؤلف عبدالسلام أمين حرص على تقديم المسلسل ليكون رسالة لأبناء الأمة العربية والإسلامية بأن يرتفعوا فوق مستوى التحديات، ليكون شغلهم الشاغل مواجهة أعدائهم بالعلم، والغوص في بحار أجدادهم الفراعنة لاكتشاف أسرارهم العلمية والطبية والفلكية والحضارية، حيث عرض العمل نماذج من حياة هذا الرجل الذي قدم معادلة نجاح الأجداد في التغلب على المستحيل. وقالت منتجته الفنان مديحة حمدي: إن فريق عمل المسلسل بذل مجهوداً كبيراً لخروجه بصورة جيدة تتناسب مع شخصية الإمام التي كانت ثرية في شتى المجالات، مشيرة إلى أنها قرأت كثيراً عنه قبل بدء التصوير، وحرصت على نقل صور ومواقف طبيعية من حياته.
عدد اليوم
