الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفن لا عمر له.. والإبداع لا يشيخ

الفن لا عمر له.. والإبداع لا يشيخ
11 ابريل 2015 22:36
هيفاء مصباح (دبي) توقفه هذه المرة لم يكن لمدة عشرين عاماً، كما حدث في المرة الأولى في خمسينيات القرن الماضي، فقد غاب ثلاث سنوات منذ أقام معرضه الأخير «عودة فنان» في 2012 بندوة الثقافة والعلوم، وها هو التشكيلي الإماراتي علي سعيد آل ثاني الفلاسي الملقب بـ «بيكاسو رأس الخيمة» يعود للمشاركة في معرض فنون العالم في مركز دبي التجاري، ليجذب حضوره العريق إلى جانب لوحاته الأنيقة الجمهور العربي والأجنبي. وفيما يتحلق الكثيرون حول الفنان السبعيني (75 عاماً) لالتقاط الصور معه، وسط دهشتهم من أناقة لوحاته التي لوّحتها سنون العمر التي تركت آثارها على محيّاه، تؤكد جماليات اللوحات أن هذه السنوات نفسها تركت على ريشته أيضاً أثر الاحتراف الذي يؤكد أن الفن لا عمر له، وأن الإبداع لا يشيخ ولا يقاس بعدد السنين. في حديث لـ «الاتحاد» أعرب الفنان الفلاسي عن سعادته بالمشاركة، وقال: «إن المعرض يضم 18 لوحة من وحي ذاكرته التي وثقت المكان والإنسان». في المعرض يلمس الزائر آثار الذاكرة؛ ذاكرة الدراسة في الشام تأتي عبر مجموعة من اللوحات توثق البيوت الدمشقية التقليدية الدافئة في حضور لنساء ورجال بالزي التقليدي السوري القديم.. أما ذاكرة دبي القديمة فيعود من خلالها الفنان بالجمهور ملامح الحياة البسيطة في الصيد والبحر وغيرها من تفاصيل المكان. ومن رأس الخيمة، حيث نشأ وترعرع، يقدم مجموعة من اللوحات التي تعلي من قيمة التفاصيل وعنها يقول: «هذه اللوحة تكشف عن طريق جديد خطت بين الجبال في حين أن اللوحة الأخرى لنفس المكان توثقه قبل شق الطريق». وفي لوحة أخرى أبدع في إفراد تفاصيل الصيادين بشباك الصيد وعنها يقول: «عشت حياتي في البحر، هذه حياتنا الأولية التي عشقناها ولم ننس تفاصيلها وفي كل مرة أحمل الريشة وألوان تقفز مني إلى اللوحات». وثمة لوحات أخرى تجسد جمال الطبيعة، منها واحدة تتقصى جماليات اللون وتدرجاته في رسم لحبّات الرمان، وثلاث بورتريهات حملت ملامح «امرأتين» تعلو محياهما براءة بزي أبيض نقي تنعكس إسقاطاته على الملامح، ولوحة أخرى «بورتريه» للفنان في ريعان الشباب.. غير أن ما يلفت الانتباه لوحة تتوسط المعرض، وتحتل بؤرته الرئيسية، وهي عبارة عن مركب كبير في عرض البحر. اللوحة هي الأكبر بين لوحاته وليست مكتملة وإنما يعكف الفلاسي على إكمالها خلال المعرض.وحول المدة التي تستغرقها اللوحات، قال الفنان: «من 15 يوم إلى شهر» بحسب طبيعة اللوحات، لافتاً إلى أن المشاهد التي تحتويها هس من وحي ذاكرته، عندما درس الفن بمعهد الفنون بالقاهرة وسوريا، وتفاصيل حياته في رأس الخيمة التي شغف بها وببساطتها وحملت أجمل أيام العمر. يحرص الفلاسي على اقتناء أدواته بنفسه من المواد الخام والألوان، وعن ذلك تقول ابنته مريم آل ثاني: «لا يزال والدي حريصاً على أن ينتقي أدواته وألوانه بنفسه، ولا يقبل أن نقوم بشرائها؛ فهو يتمتع بمزاج الفنان الشغوف والحريص على فنه»، وتابعت بأن عائلتها تفخر كثيراً بموهبة والدها التي لم تطمسها السنون والتقدم بالعمر والمرض، موضحة أن والدتها تحرص على دعم والدها وتشجيعه على ممارسة هذه الهواية، خاصة بعد إصابته بجلطة دماغية أقعدته عن الحركة، ومن ثم عاد تدريجياً لممارسة حياته الطبيعية من خلال عودته للرسم في عام 2012. وأشارت إلى أن أول صورة لوالدها كانت بورتريه للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نشرت وقتها في صحيفة الأيام المصرية، ليلقب والدها، خاصة في رأس الخيمة بـ «بيكاسو رأس الخيمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©