أحمد مراد (القاهرة)
نابغة وعبقري من طراز خاص، يعد أشهر مهندسي العمارة الإسلامية خلال القرن العاشر الهجري «السادس عشر الميلادي» حقق شهرة واسعة في عهد الدولة العثمانية، وأطلق عليه لقب «أبو العمارة التركية».
هو يوسف بن خضر بن جلال الدين الحنفي الرومي، المعروف بـ«سنان آغا» المولود سنة 895 هجرية - 1490 ميلادية في قرية «آغير ناص أو آغريناس» التابعة لولاية قيصرية في الأناضول، منذ صغره أحب شق قنوات المياه في الحدائق، وكان شغوفاً ببناء الأكواخ وحظائر الحيوانات، وانتقل إلى إسطنبول لتلقي تعليمه في «الأوجاق»، وهي مدرسة العمارة التي تربى فيها كبار المعماريين.
![]() |
|
![]() |
برع سنان آغا في هندسة القباب، وتنسيق المساحات الواسعة داخل البناء، وترك 441 أثراً هندسياً رائعاً، من بينها 80 مسجداً سلطانياً، و50 مسجداً عادياً، والعديد من المستشفيات، والقصور الفخمة، والحمامات التركية الشهيرة، والجسور، والأضرحة، وبيوت القوافل، والخزانات لحفظ المياه للشرب، وغيرها من الآثار المعمارية.
![]() |
|
![]() |
يعد جامع السليمانية من أشهر أعمال سنان آغا المعمارية المنجزة في عهد السلطان سليمان القانوني، وفيه قدم تصميماً جديداً وجريئاً أحدث تحولاً مهماً في فن العمارة الإسلامية، واستمر في بنائه سبع سنوات، وجاء هذا المسجد تحفة هندسية ونتيجة لخبرة طويلة، وهو على ربوة عالية مطلة على القرن الذهبي، وأُلحق به دار لإطعام الفقراء ومستشفى ومدرسة للطب وحمام ودار للكتاب وأربع مدارس عليا وعدد كبير من الحوانيت، وفي الجهة الخلفية للجامع يوجد مدفن يضم ضريحين، أحدهما للسلطان سليمان وآخر لزوجته، بينما يوضع ضريح سنان آغا الذي شيده بنفسه على مقربة من الجامع.
استخدم سنان في بناء الجامع نظام القبة المتوسطة ذات الارتفاع 53 متراً، وعلى جانبيها مجموعة من القباب الإضافية، وللجامع أربعة مآذن موزعة في زواياه، ترمز إلى أن السلطان سليمان القانوني أنه رابع السلاطين العثمانيين.
توفي سنان آغا في سنة «996هـ - 1588م» وقد تجاوز عمره المئة عام.