أبوظبي (الاتحاد)
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، أن التجربة المصرية في التعايش تمثل نموذجًا يحتذى به، بخاصة أن القانون في مصر لا يفرق بين أبناء الشعب المصري وهو ما يؤكد أن مصر تطبق مبدأ المواطنة الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأشار خلال ترؤسه للجلسة الثانية للمؤتمر والذي عقدت تحت عنوان «من فقه الضرورة إلى فقه المواطنة»، أن فكرة التوطن كانت موجودة عند الصحابة وأخذوها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لافتاً إلى أن الدين الإسلامي أول من أسس وأقر قيم المواطنة والتعايش حيث طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ ووضع وثيقة المدينة المنورة التي تؤسس للتعايش بين جماعات متعددة ونشر قيم التسامح والرحمة والتعاون جمعهم على مبدأ المواطنة وهو الأساس لبناء المجتمعات.
وقال: الانتقال من فقه الضرورة إلى المواطنة أصبح ضرورة نظرًا للظروف المجتمعية وأن حاجة المجتمعات الآن لفقه المواطنة والتعايش هو السبيل لنشر قيم السلم ودعم الاستقرار». وأضاف: الأمة الإسلامية هي أمة بناء وسلام وتعايش واستقرار، وأن رسالة الإسلام موجهة للعالم والبشرية جمعاء. وتحدث معالي الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل شيخ مبارك عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، حول وثيقة المدينة المنورة، «دستور المواطنة» والتي أوضح أنها أول وثيقة مكتوبة ضمنت التعايش بين أهل المدينة، وأشار فيها إلى المعاني التي تضمنتها الوثيقة، وأنها تعد الركيزة للتعايش بين المجتمعات. وأكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي جمهورية مصر العربية في ورقته «نحو تأصيل جديد لفقه المواطنة» أهمية فقه الواقع، وأن المواطنة أساس التعايش للمجتمعات المسلمة المقيمة في الغرب ومختلف دول العالم.
من جانبه، قال الدكتور رضوان السيد، المفكر والأكاديمي بجامعة لبنان أن السياسة الانفصالية أهلكت المجتمعات الإسلامية من قبل 200 عام، لافتاً إلى أن المتطرفين هددوا الجيل الثاني من المهاجرين في هويتهم الدينية.
وأوضح أن سوء التفاهم بين المسلمين ومجتمعاتهم في بدايات الهجرة في هذا العصر ساهم في توسيع الفجوة والانعزال، وهو ما يستدعي وجود عملية تصحيح كبرى في علاقتنا بالعالم، مشيراً إلى أنه آن الآوان للعمل على جلب المصالح والأمر بالمعروف.
عدد اليوم
