الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلابنا في الخارج رمضان.. حنين للأهل والوطن

طلابنا في الخارج رمضان.. حنين للأهل والوطن
13 يونيو 2017 22:17
هناء الحمادي (أبوظبي) تتداخل مع شهر رمضان ذكريات زمن جميل، ومعها يتضاعف الشعور بالحنين والشوق إلى الأسرة ومحيطها الدافئ.. إنه واقع لا يغادر حال الطلبة المغتربين أبداً خلال فترة بعدهم عن أسرهم، خاصة ممن اعتادوا ممارسة طقوس وعادات جميلة تربوا على أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتجليات وروحانيات الشهر الفضيل. الشهر الفضيل بالنسبة للطلبة المغتربين تمسك بالعقيدة وحنين أكبر للأهل، ومثلما يرمز شهر رمضان للصوم والصلاة والعبادة، فهو يرمز كذلك للتجمعات العائلية في أوقات خاصة على مائدة الإفطار والسمر مع الأصدقاء، وأن تشعر بذلك في بلدك شيء جميل على عكس من أبعدته ظروف الدراسة إلى ديار الغربة، خصوصا في بلاد بعيدة من أجل التفوق والنجاح.. لذلك بات الشعور بالحنين واقعاً يعيشه الكثير من الطلبة الذين أجبرتهم الظروف للدراسة في الخارج، حيث يشعرون بالشوق للأهل والوطن لاسيما في المناسبات والأعياد وشهر رمضان خاصة، وإن كانت ممارستهم للشعائر الدينية لا تتبدل، إلا أنّ نمط قضائهم نفحاته قد تختلف بتواجدهم بين بلد وآخر خصوصا في بلاد أجنبية، حيث يفتقد الكثير من المغتربين لرموز معينة بشهر رمضان لاسيما الجو العائلي. أول مبتعث الطالب سيف العتيقي الجنيبي مبتعث لدراسة الماجستير في جامعتي نانيانج التكنولوجية في سنغافورة وميونخ التكنولوجية في ألمانيا، تخصص الإلكترونيات الخضراء، يؤكد أن رمضان في الغربة بعيداً عن الأهل تجربة صعبة لها تحدياتها، ففي الغربة يعني شعوراً يختلط فيه الشوق للأهل والوطن مع أجوائه الإيمانية. ويذكر الجنيبي أنه صام رمضان في بريطانيا 3 مرات، بينما في سنغافورة سنة واحدة، لكن في كلتا الدولتين الوضع قد يكون مختلفاً نوعاً ما، من حيث التوقيت وتواجد المغتربين من الطلبة، ووضع الدارسة الذي كثيراً ما يبدأ من التاسعة صباحا إلى الثالثة عصراً، من محاضرات متواصلة ضمن البرنامج المكثف في الجامعة، بينما وقت العصر فيخصص لقراءة القرآن والسيرة النبوية، وبعد ذلك تجهيز الفطور البسيط، ومن ثم أداء صلاة المغرب تليها صلاة التروايح، وبعد ذلك يأتي وقت الاستعداد للامتحانات ما بين المذاكرة ودراسة المواد. ولفت الجنيبي إلى أنه لا تسمح له ظروفه الدراسية بإعداد الإفطار مع الشباب المغتربين.. ويقول «بالفعل التميز عنواني والنجاح هدفي، وكل ما وصلت له كان بفضل دعاء والدي وسعيي الدائم إلى التميز في كل مجالات حياتي، وهذا الأمر يتطلب الكثير من الجهد والمذاكرة للوصول إلى الهدف ورد جميل الوطن، ورغم مرارة الغربة والحنين للأهل والوطن فان ذلك يهون من أجل الدراسة والنجاح. ويتابع «دائماً ما يبقى الشوق للأهل وذكرى مجالستهم كل رمضان لا تزول، ولكن معرفتي بأني مغترب لأجل أهلي ووطني تبقيني صابراً على غربتي، وأحاول استمرار التواصل مع الأهل ومشاركتهم وقت إفطارهم بتطبيق سكايب أو إرسال صوري خلال تجهيز الوجبات. اشتياق وفخر المغتربون عامة ممن يعيشون خارج الوطن، تعتصر قلوبهم ذكريات مع الأهل حول مائدة الإفطار، ويشتد بهم الشوق، لدرجة أن تلك الأوقات تحول في بعض الأحيان إلى إحساس بالألم... طالب بن محمد الهنائي، يدرس دكتوراه في «الطائرات دون طيار» من جامعة إمبريال كولج لندن عاش خلال رمضان في الغربة شعوراً غير اعتيادي في بادئ الأمر، خاصة في أول سنة قضاها في الخارج، حيث شعر فعلاً بنعمة صيام رمضان بين الأهل والأصحاب والوطن. ويقول الهنائي: طقوس رمضان تكمتمل بالعبادة سواء كان في البيت أو في الغربة، فللمرة الخامسة على التوالي اضطر لأن أقضيه في بريطانيا، بسبب ظروف الدراسة، وبإذن الله ستكون آخر مرة بعيداً عن الأهل والوطن لأنني في سنة التخرج. وأوضح الهنائي أن الصيام في الغربة ساعده على الاستفادة من وقته بشكل أفضل.. ويقول نظراً لطول فترة الصيام التي تصل إلى أكثر من 18 ساعة يقتصر جدولي على الذهاب للجامعة في فترة النهار، وأمكث فيها مواصلاً الدراسة حتى قبل الإفطار بساعة ومن ثم أعود للمنزل لتحضير وجبة الإفطار وأخصص الفترة المسائية القصيرة للعبادة والراحة والاستعداد لليوم التالي. وفي جو مفعم بالتعاون والمحبة يجتمع الهنائي مع مجموعة من الطلبة المغتربين في عطلة نهاية الأسبوع لإعداد وجبة الإفطار معاً حرصا منه على المحافظة على الأجواء الرمضانية وتعاون بعضهم البعض على صيام وقيام رمضان، وسط شعور بالحنين ممزوجا بالفخر والعزم على رفع راية الوطن بالعِلم والعودة إليه في أقرب فرصة. وتتوالى في ذاكرته المشاهد الجميلة والتي في تفاصيلها القيام بكل الشعائر الدينية من صلاة تراويح وقراءة قرآن وتعبد، لكن مع السنة الأولى دراسة خارج الوطن تختفي تلك التفاصيل نوعا ما.. الطالب عبد الرحمن محمد العمادي، هندسة كيميائية، جامعة مانشستر في بريطانيا يجد رمضان في الغربة تحديا بالنسبة له، حيث لم يقض في السابق وقت الشهر الكريم بعيداً عن الأهل والوطن أو الأصدقاء، لكن من أجل الدراسة والاغتراب والتفوق والنجاح يتطلب الوضع الصبر والتغلب على الشعور بالغربة في شهر رمضان، من خلال خلق جو شبيه بذلك الذي اعتاده منذ زمن. ويقول: تجربة صعبة لم اعتد عليها، لكن لابد من التأقلم، فمع طول ساعات الصيام والتي تصل إلى 18ساعة ووجود الكثير من الشباب المغتربين حولنا والتعاون والمحبة التي تجمعنا كل شيء يهون، فوجودهم يخفف من الغربة والحنين والشوق للأهل والوطن، كما أنني حاليا في فترة الامتحانات التي تتطلب التركيز والانتباه وأداء الاختبار بشكل جيد، لافتاً إلى أن جدوله في رمضان لا يختلف كثيرا عن بقية المغتربين من حيث إعداد المائدة الرمضانية بشكل يومي وتوزيع الأدوار بينه وبين الزملاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©