الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أقلام .. تشهر إفلاسها!

15 يونيو 2010 21:39
هُناك إصرار غريب من قبل صناع الدراما العربية، على تقديم وإنتاج السير الذاتية لرموز الفن العربي والمصري على الشاشة الصغيرة، رغم أن أغلب أعمال السير الذاتية في السنوات الأخيرة قد عزفت على أوتار الفشل، بسبب ضعف الورق، وتهلهل السيناريو والحوار، وشطط بعض المؤلفين أو “الحكايين” بخيالهم والإبحار في الوهم، بعيداً عن الواقع، والإتيان بأحداث منافية للحقيقة، بسبب سيطرة “المزاجية”- في تناول سيرة هذا أو هذه - على أقلامهم. ولا أحد ينكر أن مسلسلي “العندليب” أو السندريلا، اللذين رصدا مسيرة حياة عبدالحليم حافظ، وسعاد حسني، لم يحققا النجاح المأمول منهما، بسبب الاعتماد على السطحية في تناول الأحداث، والزج بأسماء لا علاقة لها بحياة هذين النجمين، إضافة إلى افتراءات طاردت حليم وسعاد من خلال المسلسلين قد تتنافى مع الحقيقة، الأمر الذي أدى إلى رفع دعاوى قضائية من بعض أفراد أسر النجمين، وبعض جهات أخرى، ضد المؤلف أو المخرج، بعد أن أساء المسلسلان لهما أكثر من الثناء على ما قدماه من أعمال فنية خالدة. ورغم كل ذلك هُناك منَ ْيتجه هذا العام من صناع الدراما إلى إنتاج دراما تتناول السير الذاتية، رافضين استيعاب الدرس، فقد نرى على مائدة رمضان المقبل، مسلسلات تتناول قصة حياة “حسن البنا” المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، من خلال مسلسل “الجماعة:”، وهُناك مسلسل آخر يتناول تاريخ ومشوار نجيب الريحاني، وأيضاً الملكة كليوباترا، وشيخ العرب همام الذي يخرج علينا من أعماق صعيد مصر بأجنحة أسطورية.. وغير ذلك، من الأعمال التي تشير إلى إفلاس مؤلفي الدراما التلفزيونية، وعدم قدرتهم على تجسيد قضايا المجتمع العربي ووضعها أمام مشاهد يلمس ويعيش هذه الهموم ويكتوي بلهيبها. هذا العجز الذي أصاب أيدي الإبداع دفع البعض إلى البحث في “دفاتر نجومنا القديمة” لتناول قصص حياتهم ومسيرتهم الفنية، التي لا أعتقد أنها ستفيد المشاهد في شيء، في حالة قراءتها أو رؤيتها..! وقد يراهن البعض - واهماً - على نجاح هذه الأعمال، خاصة أن مسلسل “أم كلثوم” الذي قامت ببطولته النجمة صابرين، قد حقق قفزة هائلة في عالم دراما السير الذاتية بعد أن حمل كل مقومات النجاح من بداية اختيار الممثلين وحتى إدارة كاميرا المخرجة إنعام محمد علي.. ولم يُراهن البعض على فشل مسلسل إسماعيل يس، الذي قدّمه العام الماضي أشرف عبدالباقي في وجبة فنية أصابت المشاهد بالغثيان، وغيره أعمال أخرى لا مجال لذكرها. فهل معنى هذا أن إبداعات مؤلفي الدراما قد أصيبت بالشلل، أم أن أقلام المؤلفين قد جفت، ولم تعد قادرة على سرد قصص وحكايات تعبر عن مشاكلنا، أم هذا نوع من الاستسهال الدرامي والذي لا يكلف المؤلف سوى الجلوس في “أرشيف فني” للحصول على قصة حياة نجم أو نجمة، ليكتبها على ورق عليل ويقدمه على شاشة تحتضر..؟! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©