حركة غزة الحرة تنجح في كسر الحصار الإسرائيلي

في حادثة غير مسبوقة، وصل نشطاء حركة ''غزة الحرة'' الدولية للتضامن مع الفلسطينيين إلى ساحل قطاع غزة مساء أمس على متن زورقيهم ''الحرية'' و''غزة الحرة'' في أول مسعى من نوعه لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف العام الماضي، فيما احتشد آلاف الفلسطينيين لاستقبال السفينتين في مرفأ الصيادين قرب مدينة غزة، بعدما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار على زوارق صيد أقلت فلسطينيين لاستقبالهم في عرض المياه الإقليمية الفلسطينية · ونجح النشطاء، البالغ عددهم 44 فرداً في الوصول إلى ساحل غزة رغم تشويش البحرية الإسرائيلية على أجهزة اتصالات الزورقين اللذين واجها أيضا أمواجاً هائجة وحقل ألغام بحرية خلال رحلتهما من ميناء لارنكا القبرصي حيث انطلقا أمس الأول وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها قررت السماح للزورقين بالوصول إلى غزة ''كي لا يتسنى لركابها تنفيذ خطتهم الاستفزازية''· ورسا الزورقان في محطتهما النهائية بعد انطلاقهما من اليونان وتوقفهما في جزر رودوس وكريت وقبرص، حاملين 200 قطعة من الاطراف الصناعية و5 آلاف بالون للأطفال وسماعات طبية للأطفال الصم ، رافعين علم اليونان· وقد حذرت إسرائيل المتضامنين من دخول المياه الاقليمية للقطاع لكنها سمحت لهم بالمرور لاحقا· وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية افيف شيرون لصحفيين في تل أبيب ''يريدون استفزازا في البحر، لكنهم لن يحققوا مبتغاهم· نعلم من هم ركاب السفينتين وما تحملان، لذلك لا نرى أي مشكلة في تركهما يدخلان ولن يحصل أي احتكاك بين البحرية (الاسرائيلية) والسفينتين''· وقال المتحدث الآخر باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أرييه ميكيل ''سمحنا للزورقين بالوصول الى غزة من أجل تجنب استفزاز يحظى بتغطية كبيرة في عرض البحر''· وأضاف انه لم يجر أي اتصال بين البحرية الإسرائيلية والنشطاء· وأبلغ طاقما الزورقين منظمي الرحلة في لارنكا بأن أنظمة الاتصال الهاتفي لديهما تعرضت للتشويش· وقال ناشط في قبرص يدعى رمزي ان الزورقين وقعا ضحية ''قرصنة إلكترونية'' ولكن أمكن إجراء اتصال معهما بعد فترة طويلة من الصمت· وذكر أن حالة البحر كانت سيئة الى حد ما وواجه الزورقان أمواجاً هائجة الليلة قبل الماضية· وقال رئيس ''اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار'' في غزة جمال الخضري خلال مؤتمر صحفي في ميناء غزة ان السفينتين تعرضتا لحقل ألغام بحري لكنهما تمكنتا من الخروج منه· وقال مسؤولون في حركة ''حماس'' في غزة ان 13 زورقاً انطلقت في البحر بهدف تحية الناشطين أجبرت على العودة بعدما أطلقت سفينة تابعة للبحرية الاسرائيلية نيرانها في الهواء· ورحبت الرئاسة الفلسطينية في غزة بمبادرة المتضامنين الأجانب لفك الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على قطاع غزة· وقال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في تصريح صحفي ''إن ''هذه المبادرة وغيرها من الأنشطة التضامنية مع شعبنا تعد ثمرة للجهد الدؤوب والطويل الذي بذلته منظمة التحرير الفلسطينية ومكاتبها وممثلياتها في الخارج لتعزيز الالتفاف الدولي الشعبي والرسمي حول الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني''· وأضاف أن السلطة الفلسطينية وحكومتها ''لم تأل جهدا في مواجهة الحصار، وفي دعم صمود أبناء شعبنا في غزة، على الرغم من الانقلاب الذي أضعف قضيتنا وأعاق التركيز على أهدافنا الوطنية العامة'' كما رحب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال في غزة اسماعيل هنية بالمبادرة وقال ''لقد أظهرت حركة التضامن طبيعة الحصار الظالم المفروض على غزة برا وبحرا وكشفت النوايا الحقيقية من وراء هذا الحصار '' · ودعا الى المزيد من هذه الخطوات التضامنية على الحلبة الدولية فضلا عن الساحة العربية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني· وقال مسؤول العمل الجماهيري في مكتب التعبئة والتنظيم لحركة ''فتح'' في قطاع غزة أكرم العايدي إن الحركة تراقب باهتمام المبادرة الإنسانية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة تقف بكل احترام أمام المتضامنين الأجانب من أصدقاء الشعب الفلسطيني · وقال الناطق باسم ''اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار'' رامي عبده ''ان ما يحدث هو عبارة عن رسالة الى العالم أجمع بأنه لا يمكن استمرار الحصار الظالم على قطاع غزة ''· وأضاف ''هؤلاء أحرار وليسوا مسلمين ولكنهم تحركوا ونأسف لعدم تحرك الأمة العربية والإسلامية لنجدة قطاع غزة من حصاره''·