روسيا ترفض الاتهامات الغربية و الناتو يطالبها بالانسحاب الفوري

رفضت روسيا الاتهامات الغربية بشأن عدم التزامها بخطة السلام في جورجيا، وهي اتهامات تواصلت أمس وانخرط فيها حلف شمال الاطلسي ''ناتو'' وألمانيا اللذين طالبا موسكو بالانسحاب الفوري من جورجيا والتراجع بقواتها إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها قبل اندلاع العمليات الحربية في المنطقة· وعلى الأرض، أبقت القوات الروسية على مراقبتها لمرفأ بوتي الجورجي الذي تظاهرة احتجاجية شارك فيها نحو ألف جورجي· وأكد نائب رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال اناتولي نوغوفيتسين أمس أن القوات الروسية تتصرف في جورجيا بما ينطبق بالكامل مع خطة السلام التي أقرت بوساطة فرنسية رافضاً بذلك الاتهامات الغربية· وقال الجنرال الروسي خلال مؤتمر صحفي إن ''كل أنشطة كتيبة حفظ السلام الروسية تستند إلى المبادئ الستة التي وقع عليها الرئيسان الروسي والفرنسي''· وكان الرئيسان الأميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي دعوا روسيا أمس الأول إثر اتصال هاتفي بينهما إلى إنجاز انسحابها من جورجيا واحترام اتفاق وقف إطلاق النار· وبحسب المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو، فإن بوش وساركوزي اعتبرا أن روسيا ''لم تلتزم'' اتفاق وقف اطلاق النار مع جورجيا، و''عليها أن تلتزم به فوراً''· وأمس أفاد مصدر رسمي في بروكسل أن الحلف الأطلسي طلب أمس مجدداً من القوات الروسية الانسحاب من جورجيا الى المواقع ''التي كانت فيها قبل أزمة السادس من أغسطس'' الحالي· وقال المصدر المأذون إن ''موقفنا يختصر بضرورة سحب القوات الروسية الى المواقع التي كانت فيها قبل أزمة السادس من أغسطس'' عند بدء النزاع بين روسيا وجورجيا للسيطرة على أوسيتيا الجنوبية· وأضاف ''إننا ندعو دائماً إلى التقيد الكامل بوقف اطلاق النار وهذا الأمر لم يتغير''· من جانبه قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن روسيا يجب أن تنسحب فوراً من جورجيا وتتراجع بقواتها إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها قبل اندلاع العمليات الحربية في المنطقة· وقال المتحدث توماس شتيج في بيان ''تتوقع الحكومة أن تستكمل روسيا الانسحاب فوراً وفقاً للخطة المكونة من ست نقاط التي وقعها أيضاً الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وان تسحب قواتها إلى الخطوط التي كانت تسيطر عليها قبل اندلاع العمليات الحربية وفقاً لما اتفق عليه''· وأضاف شتيج: ''وفقاً لمعلوماتنا بدأت روسيا الانسحاب من جورجيا لكنه لم يستكمل بعد''، مشيراً إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل تحدثت هاتفياً مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أمس· وقال شتيج ''تتوقع الحكومة الألمانية أن تنسحب أيضاً بقية القوات الروسية من المنطقة الواقعة جنوبي أوسيتيا الجنوبية وان تحل محلها آلية دولية بأسرع ما يمكن وفقاً للاتفاقات''· وميدانياً، أعادت القوات الجورجية أمس السيطرة على الطريق السريع الرئيسي الممتد بين الشرق والغرب بعد انسحاب القوات الروسية· وشاهد المراسلون أمس جنوداً روساً يحرسون نقطة تفتيش في قرية كاراليتي التي تبعد ستة كيلومترات شمالي بلدة جوري الجورجية الرئيسية وفي أرض تقول تبليسي إنه لا يحق للقوات الروسية بأن توجد فيها· وقالت وزارة الداخلية الجورجية إن على بعد نحو 300 كيلومتر إلى الغرب ما زالت القوات الروسية تحتفظ بوجود لها حول ميناء بوتي على البحر الأسود وهو ما تقول تبليسي إنه قد يمنح روسيا وضعاً مسيطراً على تجارة جورجيا· ولكن الصورة غير واضحة بشأن حجم الوجود العسكري الروسي في أماكن أخرى· ولم يكن هناك ما يدل على نقطة التفتيش التي قال الجيش الروسي إنه أقامها في منطقة قرب جوري والتي تحتل موقعاً استراتيجياً؛ لأنها تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة الجورجية بساحل البحر الأسود· وفي غرب جورجيا شاهد المراسلون قافلة روسية تضم على الأقل 150 دبابة وعربة مصفحة وشاحنات تغادر الحامية العسكرية في بلدة سيناكي والتي كانت موسكو قالت إنها ستحتفظ بوجود فيها في إطار ''منطقة أمنية'' تسعى لإقامتها· وانسحب الجنود الروس من مدينة جوري أمس الأول· وكانت دوريات الشرطة الجورجية تجوب أنحاء المدينة في ساعة مبكرة من صباح أمس وأعادت محال البقالة فتح أبوابها للمرة الأولى منذ استيلاء الروس على المدينة· وقالت زايرة بائعة التوت (79 عاماً) ''هذا أول يوم لي في السوق··· كنت خائفة لأن القنابل كانت تسقط على منازلنا· ولكن الناس سيبدأون الآن على ما يبدو العودة وكل شيء سيكون على ما يرام''· وفي مرفأ بوتي، تظاهر ما يصل إلى ألف جورجي أمس احتجاجاً على وجود نحو 20 جندياً روسياً الميناء المطل على البحر الاسود وأصروا على أن القوات الروسية لا تملك الحق في البقاء هناك· وكان جنرال روسي بارز قال في موسكو في وقت سابق إن القوات الروسية ستقوم بدوريات في البلدة المهمة بالنسبة للاقتصاد الجورجي على الرغم من أنها تقع خارج المنطقة العازلة مع إقليم أبخازيا الانفصالي، حيث تقول روسيا إن قوات حفظ السلام التابعة لها ستعمل هناك· وقال الجنود الذين كانوا يحفرون خنادق في الموقع للمتظاهرين إنهم من قوات حفظ السلام الروسية ووضعوا شارات قوات حفظ السلام· وأطلق المتظاهرون آلات التنبيه في السيارات ورفعوا الأعلام الجورجية·