الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدايا تذكارية

15 يونيو 2010 21:26
في نواحي المراكز والمولات التجارية تتوزع “أكشاك” صغيرة تبيع الهدايا التذكارية الإماراتية للسياح، هذه الهدايا التي يفترض أن تعكس هوية البلد وتحمل في أحجامها الصغيرة انعكاساً لثقافة المكان وروحه، يغلفها المسافر بحرص ليضعها دليلا حياً على وجوده يوماً ما في الإمارات. ربما لم نفكر نحن أصحاب الأرض والثقافة بالاقتراب من هذه الأكشاك لكننا لو فعلنا لرفعنا حواجب الدهشة عالياً لما سنجده فيها، من قطع تراثية وفنية مشغولة بحرفية عالية، لكنها وللأسف الشديد لا تعكس هوية الإمارات ولا تقدم شيئاً منها للسائح المتعطش لثقافة المكان. على الأرفف الزجاجية الشفافة، تستقبل السائح نماذج غريبة، أفيال مثلا ومع أن خبراء الآثار عثروا على أضخم سن فيل أحفورية بالشرق الأوسط في منطقة الرويس عام 2002 ، إلا أن الفيلة ليست من التراث الثقافي والاجتماعي في الإمارات. هناك أيضاً من قرر بيع الجمل “ أبو سنامين” في محال البضائع التذكارية، ناسياً أو جاهلا بأن هذا النوع من الإبل لا يعيش إلا في آسيا الوسطى، وهي بعيدة آلاف الأميال عن الإمارات التي لا يعيش فيها سوى الجمل ذي السنام الواحد. من الأعاجيب في محال بيع التذكارات أيضا مصباح علاء الدين، والغريب أن هذا المصباح تحديداً يشدد باعته على أنه كان وسيلة إضاءة استخدمها أهل الإمارات فيما قبل البترول! ولا ألومهم فمثلهم لا يعرف أساساً بوجود “الفنر” و”الصراي” فكيف له أن يدرك أن مصباح علاء الدين لم يسمع الإماراتيون بقصته إلا مع الرسوم المتحركة. من الهدايا اللطيفة التي يجدها السياح أيضا دمية ماتريوشكا Matryoshka doll الروسية الشهيرة، وهي تلك الدمى الملونة التي تخفي كل واحدة منها دمية في بطنها! هذه الدمية التي تباع ملونة وتحمل رسم رجل يرتدي “غترة وعقالا” من انتاج الصين، جزء عريق معروف من التراث الروسي يباع في أكشاكنا على اعتبار أنه تذكار إماراتي. قس على ذلك مختلف التذكارات الأخرى، من خواتم إيرانية يزينها العقيق والفيروز، سبحات الكهرمان، صناديق الأرابيسك والأهرامات المصرية، وغيرها من المنتجات. لسنا بالطبع ضد بيع منتجات الدول الأخرى وتذكاراتها لكننا نود أن يتعرف السياح القادمون لزيارة الإمارات على ثقافة الإمارات، وليس أي ثقافة أخرى، ولدينا بالطبع قائمة لا حصر لها من المنتجات التراثية والثقافية والحضارية التي تستحق أن يحملها السائح معه ليهدي أهله ومحبيه جزءا حقيقياً من ثقافة الإمارات، شيئاً بهياً جميلا يشبه روعتها وجمالها الفعلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©