الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فيتنام تفرض سياسة «الأرز أولاً» رغم المشاكل البيئية

فيتنام تفرض سياسة «الأرز أولاً» رغم المشاكل البيئية
11 ابريل 2015 20:55
فيتنام (أ ف ب) تسعى السلطات في فيتنام، ثاني مصدر عالمي للأرز، إلى زراعة المزيد من هذه الحبوب، لكن مطالبة النظام الشيوعي للمزارعين في دلتا ميكونج الخصب، بإنتاج المزيد تلقي بثقلها على البيئة. نجويين هيين تيين، مزارع أرز مثل أهله، أمضى آلاف الساعات في حقول الأرز، لدرجة أنه لم يزر يوما مدينة كان تو التي تبعد 10 كيلومترات لا غير عن مزرعته الواقعة في منطقة دلتا ميكونج. ويقول المزارع «عندما كنت طفلا كنا ننتج محصولا واحدا من الأرز في السنة، أما اليوم فننتج ثلاثة محاصيل، وهذا يتطلب الكثير من العمل». واعتمدت الحكومة السياسة المعروفة بـ«الأرز قبل كل شيء»، إثر المجاعة الكبيرة التي ضربت البلاد سنة 1945، وشح المواد الغذائية في سنوات ما بعد الحرب. وتنتج البلاد اليوم كميات من الأرز تفوق الحاجة بكثير لتوفير القوت للسكان البالغ عددهم 90 مليون نسمة، ولتعزيز صادراتها. ومنذ السبعينيات، ارتفعت محاصيل الأرز أربع مرات تقريبا، بفضل نوع أرز عالي المردودية وتشييد شبكة من السدود. كما أن مساحات إضافية باتت تزرع، فيما فرض نظام حصص لمنع المزارعين من الانتقال إلى زراعات أخرى. لكن هذه الزراعة المكثفة تقلق الخبراء، لا سيما فيما يخص تداعيات اعتماد ثلاثة محاصيل. ويقول الخبير الزراعي فو تونج كزوان أن «السياسيين يريدون أن تكون البلاد أول أو ثاني مصدر عالمي للأزر في العالم. أنا بصفتي عالما، أرى أنه لابد من بذل المزيد من الجهود لحماية المزارعين والبيئة». ويوضح أن إنتاج ثلاثة محاصيل في السنة يؤدي إلى تراجع النوعية، ما يدفع بالمزارعين إلى استخدام المزيد من السماد والمبيدات. ويطالب الخبير بتحسين نوعية الأرز وبيعه بثمن أغلى وتنويع المحاصيل. وتصدر أغلبية محاصيل الأرز من فيتنام بأسعار جد منخفضة بموجب عقود مبرمة بين الحكومات تديرها شركات حكومية كبيرة. وبحسب بعض المحللين، تتقاضى الشركات العامة عمولات طائلة على هذه العقود، ومن مصلحتها الحفاظ على الوضع الراهن. وبالرغم من الصعوبات المتنامية، من قبيل انتشار المياه المالحة والجفاف وازدياد الفيضانات في الدلتا والتلوث الكيميائي للمزروعات، ليس من السهل إقناع المزارعين بتغيير ممارساتهم. ويقول نجويين توان هييب، من مجموعة «سو دو أجريكالتر»، أن «المنطق السائد حاليا هو زراعة ثلاثة محاصيل، ويجدر بنا أن نشرح لهم أنه من المستحسن إنتاج محصولين لا غير». وخلال السنوات العشرين الأخيرة، رصدت هذه الشركة الحكومية أراضي أفضل لزراعة الأرز في الدلتا، وساعدت المزارعين على تطوير مزارعهم. وهي تتعامل حاليا مع 2500 أسرة في مساحة إجمالية ممتدة على 5900 هكتار. وتستثمر الشركة بكثافة في البذور العالية النوعية وتسعى إلى تحسين أنظمة الري واستخدام المبيدات والسماد. وتضر شبكة السدود التي شيدت للحد من الفيضانات بخصوبة الأراضي، على ما يشرح تران نجوك تاك، مساعد المدير في معهد الأبحاث الخاصة بالأرز في فيتنام. كما يلقي التغير المناخي بظلاله على المنطقة. ويسعى العلماء إلى استحداث أنواع أفضل من الأرز لا تتطلب الكثير من السماد، وتكون قادرة على الصمود في وجه الأحوال الجوية القصوى. ويختم تران نجوك تاك قائلا، إنه «في حال لم يغير المزارعون ممارساتهم ولم يُبتكر نوع جديد من الأرز، سيستمر التلوث وستنخفض العائدات»، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ تدابير لإنقاذ منطقة الدلتا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©