السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراصنة افتراضيون يُسخّرون مهاراتهم لتصميم برامج إغاثة المنكوبين حول العالم

قراصنة افتراضيون يُسخّرون مهاراتهم لتصميم برامج إغاثة المنكوبين حول العالم
14 ابريل 2011 20:27
يدير كرايج فوجت وكالةً اتحاديةً لإدارة الطوارئ في واشنطن، وينهج مقاربةً خاصة تُفيد أن المهارات التي يستخدمها البعض في التدمير والتشويش وانتهاك خصوصية الأشخاص الماديين والمعنويين يمكن تسخيرها لصالح الأعمال الخيرة وتحويل اتجاه بوصلتها بما يتماشى مع مصالح مؤسسات النفع العام وبما يخدم عملاءها. ليس هذا الكلام تنظيراً، بل قول كرايج فوجيت الذي صدقه ما توصل إليه من نتائج بمساعدة هؤلاء “القراصنة”. تلبيةً لطلب فوجيت، استطاع أفراد مجموعات صغيرة من القراصنة الافتراضيين خلال 24 ساعة تطوير حلين إلكترونيين. الأول عبارة عن جهاز خليوي أطلقوا عليه “أنا بخير/ أم أوكي” يرسل بضغطة زر واحدة رسالةً نصيةً قصيرةً عبر البريد الإلكتروني و”تويتر” و”فيسبوك” لنشر أي أخبار أو بيانات خاصة بطرق الاستجابة لحوادث الطوارئ. وقد طور مجموعة من قراصنة ينحدرون من أنحاء متفرقة من العالم أدوات مماثلة تُساعد مدراء إدارات الطوارئ للتعامل بفعالية أكثر مع جميع أنواع الحوادث والكوارث، وابتكروا نظاماً برمجياً آخر يُتيح التعرف على مخاطر الكوارث الطبيعية ويعمل على التقليل منها ومن الخسائر والأضرار الناجمة عنها. ومن بين هؤلاء القراصنة من لم يمض على تاريخه الأسود إلا أسابيع قليلة ومنهم من كانوا بالأمس القريب جداً يُبدعون في التشويش على عمل شركات تشغيل العمليات الافتراضية والبرمجيات الحديثة والمواقع الإلكترونية. ويقول ويل بيت من المنشأة العالمية التابعة للبنك العالمي للحد من الكوارث “نحن ننظر إلى النصف الثاني من الكأس عندما يتعلق الأمر بكلمة “قرصنة افتراضية”. ولقد ظهر بالواقع الملموس أنه من السهل إقناع عباقرة القراصنة الافتراضيين بالعمل معاً حين يكون صالح عملهم مُسخراً لخدمة الغير إنسانياً، ومُساعدتهم على اتقاء الأخطار والكوارث التي قد تأتيهم من الطبيعة أو بفعل فاعل”. ومن بين النتائج التي حققها فريق المُبرمجين الافتراضيين في شيكاجو جهاز “أنا بخير”، وهو الآن مُزود بوظيفة “أنا لست بخير/ أم نوت أوكي” التي تُطلع جهات الإنقاذ والتدخل بمعلومات عن مكان وجود من هم في خطر وتُتيح لعمال الطوارئ الاستعداد للتدخل بأقصى سرعة ممكنة أو إيصال المساعدات لمن يحتاجونها بالطرق والوسائل المناسبة. وبعد مشاركة “جوجل” و”ياهو” ومايكروسوفت” ووكالة الملاحة الفضائية الأميركية “ناسا” والبنك العالمي في مشروع “راندوم هاكس أوف كيندنيس/ Random Hacks of Kindness” الذي صممه مجموعة من القراصنة عام 2009، اجتمع هذا العام 1,500 من الأخصائيين لاستثمار طاقاتهم ومهاراتهم في القرصنة لتصميم مشاريع ذات نفع عام. فصممت إحدى المجموعات بوابةً افتراضيةً سهلة الاستخدام تحوي صوراً للناسا سهلة التحميل خاصة بالقمرين الاصطناعيين “تيرا” و”أكوا”. وقال كريستوفر جيرتي، خبير تكنولوجيا المعلومات بوكالة ناسا “لقد صُممت هذه الصور بما يُخولها تعريف الحكومات ومنظمات المساعدات الإنسانية الدولية بحجم آثار الكوارث الطبيعية التي يُخلفها فيضان أو انجراف تربة أو غيره، ومن ثم معرفة حجم المساعدات التي يمكنهم نقلها إلى سكان المنطقة المنكوبة”. وتملك وكالة ناسا ملفاً كبيراً من صور مختلف مناطق كوكب الأرض يمكن استخدام بياناتها لتجويد خدمات الإغاثة والمساعدة عند وقوع الكوارث. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأنظمة مُتاحة على الإنترنت وبالمجان ويمكن لأية جهة إغاثية استخدامها والاستفادة منها. وبينما صُممت أجهزة “أنا بخير” لتكون بمثابة هواتف، ابتُكرت أنظمة برمجية أخرى لتظل افتراضيةً وكفيلةً بتقديم العون بشأن التخطيط لتقديم المساعدة لأي كان، وفي أي مكان. وفي هذا السياق تقول ديبوراه شادون، اختصاصية تكنولوجيا بشركة “كونتيننتال كاجولتي” للتأمين “إن ما تقوم به هذه الثلة من “القراصنة” الافتراضيين لهو أمر في غاية السمو والرقي، فهم يقدمون عصارات أفكارهم لإفادة المجتمع الإنساني بمهاراتهم التقنية من أجل تخفيف المعاناة عمن قد يتعرضون للكوارث والأخطار في أي بقعة من بقاع العالم”. عن “كريستيان ساينس مونيتور” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©