الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعم الاجتماعي للمسنين يعينهم على تحمُّل آلام الشيخوخة

الدعم الاجتماعي للمسنين يعينهم على تحمُّل آلام الشيخوخة
23 أغسطس 2008 23:43
تكالب المرض والوحدة لتسلبا عبدالله أحمد رغبته في الحياة، فبات يحلم بـ''غفوة أبدية'' تخلصه من براثن أمراض الشيخوخة التي ألمت به مع تقدم العمر· ويقول عبدالله إن ''الحياة أصبحت رتيبة وموحشة بانشغال أبنائه عنه، وتوقفهم عن زيارته لاسيما أنهم كانوا الحضن الذي يأوي إليه ليستمد منه طاقته ورغبته في مواصلة الحياة''، معتبرا أنه بات ''كسقط المتاع''· وتشكو أم محمد، التي اتكأت على عصا غليظة تعينها على السير خطوات محدودة في فناء بيتها، بسبب ما تعانيه من صعوبة في المشي والحركة نتيجة لوجود تآكل غضروفي في ركبتها، مضيفة أنه غيض من فيض ما جرَّته عليها الشيخوخة· وتخشى أم محمد من أن تصبح عالة على أبنائها تتكل عليهم، وتزعجهم ما يجعلها قلقة ومتوترة· في المقابل، يستقبل آخرون الشيخوخة بمرونة أكبر تعينهم على تحمل أعباء المرحلة وتبعاتها، ومن بينهم راشد جمعة الذي استقبل شيخوخته بروح شابة جعلته يقبل على الحياة، ويقول: ''لا مفر من مرحلة الشيخوخة وأعراضها المؤلمة التي تسبب العجز، وتجر الاكتئاب والعزلة على بعض الأفراد الذين أصبحوا أسرى لها''، لافتا إلى أنه يرى الحياة من زاوية أخرى مليئة بأشياء جميلة ورائعة· ويبين جمعة أنه يستعين بأدوات لتقبل الشيخوخة من بينها: مجالسة أحفاده والحديث معهم، وممارسة الهوايات، والقيام برحلات، وبناء قاعدة اجتماعية متينة من الأصدقاء والمعارف· اضطرابات نفسية وصحية وتترافق مرحلة الشيخوخة باضطرابات نفسية وصحية تصعِّبها ما لم تجد بيئة اجتماعية تخفف وطأتها، إلى ذلك، تقول الطبيبة إيمان سيف الدين: ''إن مرحلة الشيخوخة ليست مرتبطة بسنوات معينة تنطبق على جميع الناس، فقد تأتي مبكرة نتيجة العيش في ظروف اجتماعية وصحية سيئة، وقد يصل الفرد إلى التسعين وهو في صحة جيدة''· وأسهم التقدم الطبي والتكنولوجي، حسب سيف الدين، في زيادة متوسط عمر الفرد في المائتي عام الأخيرة من 52 عاما إلى 66 عاما، بينما يصل إلى 70 عاما في بعض البلدان العربية ومن بينها الإمارات وقطر، والبحرين، إلى جانب دول أجنبية على رأسها الولايات المتحدة، وكندا، والصين· وفي عام 1998 تم تسجيل ما يزيد عن 135 ألف معمر تعدوا المائة عام، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المعمرين 3 ملايين معمر عام ·2050 وتعرف الشيخوخة في أدبيات الطب بأنها ''الزيادة في عمليات الهدم الذاتي، وضعف آلية الترميم، بسبب تغير تركيب البروتينات وعمليات التمثيل الغذائي، وضعف كفاءة الجهاز المناعي المدافع عن الجسم من أي هجوم خارجي من الفيروسات والأمراض المختلفة· بالإضافة إلى التغيرات الفسيولوجية التي تحدث نتيجة تقدم السن وتستمر بصفة تصاعدية''· وتشير سيف الدين إلى أن التغيرات تطرأ على البدن من الخارج، فيفقد الجلد مرونته ويبدأ في الترهل وتظهر التجاعيد، كما يدب الكسل في أجهزة الجسم المختلفة خصوصا إذا لم يكن الشخص محافظا على لياقته، وغذائه المتوازن، ومهتما بإجراء فحوص طبية دورية· وتضيف أن أبرز ما يزعج المسنين ''اضطرابات النوم'' التي تنتج عن خلل في كيمياء المخ يتسبب في عدم نيل المسن كفايته من النوم إما لقلة ساعات نومه أو تقطعها، مبينة أن ذلك راجع لجملة أسباب من بينها: آلام المفاصل، وصعوبة التنفس أو توقفه أثناء النوم، وكثرة إدرار البول بسبب السكري أو خلل في البروستاتا، والاكتئاب، بالإضافة إلى زيادة حركة الساق أثناء النوم أو ''الساق المتوترة''· وتنصح الطبيبة المسنين باتباع خطوت من شأنها تحسين النوم منها: النشاط البدني، والتعرض للضوء قدر الإمكان أثناء النهار، وتجنب كثرة استخدام الأدوية وبالأخص المنومة، وتجنب تناول المشروبات المنبهة في الفترة المسائية مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، والانتظام في مواعيد النوم لكي تنضبط الساعة البيولوجية· النسيان وليست اضطرابات النوم وحدها ما يلم بالمسنين، وفق سيف الدين، التي تشير إلى أن النسيان من أشهر الأعراض التي يشتكون منها نتيجة تصلب شرايين المخ، وما ينتج عنه من نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ فيبدأ في نسيان الأحداث القريبة، ويشتكي منه 10% فوق 65 سنة، و20% فوق 80 سنة· وتلفت سيف الدين إلى أن كبار السن يعانون أحيانا من الاكتئاب والإحساس بالحزن والهم والغم، وقبض الصدر والانكسار، وهبوط المعنويات مع قلة الرغبة في الاستمتاع بأي شيء من الأنشطة أو الهوايات التي كان يمارسها المريض· وعادة ما تكون هذه الحالة مصحوبة بزيادة أو نقصان في الشهية، مضيفة أن ذلك يؤدي إلى بطء الاستجابة وردود الأفعال، وفقد الطاقة والتعب المتواصل، وعدم القدرة على التفكير والتركيز، والشعور بالذنب والإحساس بعدم فائدته، والتفكير في الموت مع أفكار تراوده عن الانتحار· ولتجنب إصابة المسن بالاكتئاب، تقول سيف الدين إن الدعم الاجتماعي هو أفضل طريقة إذ لابد من أن يعيش المسن ضمن أسرة، وأن يداوم على زيارة الأصدقاء القدامى والمقربين، وتشجيعه على ممارسة أنشطة خفيفة، والحرص على تناوله أطعمة صحية· آلام المفاصل من جهته، يبين استشاري جراحة العظام والمفاصل أحمد بشر، أن معظم كبار السن يعانون من آلام في العظام والمفاصل لأن العظام تدخل في مرحلة الضعف والوهن وتقل صلابتها ما يسهل كسرها، مشددا على ضرورة الاهتمام بحركة المسن وإزالة العوائق من طريقه لحمايته من التعرض للكسور· ويبدو أن العلماء لم يقفوا متفرجين على هذه الشريحة من المجتمع حيث أسهم عدد منهم في إنشاء علم جديد حمل اسم ''علم الشيخوخة'' بدأ يدرس في كليات الطب· كما نشأت هيئات ومعاهد علمية جعلت شعارها: ''لقد استطعنا أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء'' تضع منهجية علمية، وخططاً مدروسة، كما رصدت مواد وأدوية وهرمونات معينة أمكن بها إيقاف هذه العجلة المتوالية من التغيرات بل وأمكن، وفق معلومات منشورة على الشبكة العنكبوتية، إعادة بعض نشاط الجسم إلى سابق عهده·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©