الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

معجزة زايد.. صحراء الإمارات حدائق وبساتين

معجزة زايد.. صحراء الإمارات حدائق وبساتين
8 مايو 2018 21:38
هالة الخياط (أبوظبي) شكلت مقولة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، رؤية واضحة لسياسة وطنية انتهجها القائد المؤسس لتغيير وجه الأرض، والشرارة الأولى لتحويل الصحراء القاحلة إلى رقعة خضراء. وظهرت الزراعة مبكرًا في بعض المناطق مثل رأس الخيمة، الفجيرة، العين، وبعض الواحات مثل واحة ليوا، وبالكاد كانت تسد حاجة الأسرة، لكنها لم تتحول إلى حرفة ومصدر للخير والنماء إلا بعد أن تولى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في العين عام 1946. وأدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أهمية الزراعة لتحقيق الاستقرار، وربط المواطن بالأرض التي يزرعها، لذا عمل منذ توليه الحكم في مدينة العين على تغيير نظام السقاية الذي كان منتشرًا في ذلك الوقت، ووضع خطة لتطويره تعتمد على: إصلاح الأفلاج القديمة التي فقدت قيمتها نتيجة الإهمال وحفر أفلاج جديدة لتوسيع شبكة الريّ الضرورية للزراعة. ويسجل التاريخ أنه، رحمه الله، قام بنفسه بحفر فلج الصاروج في مدينة العين، وعندما انتهى من حفره أصر على إلغاء نظام السقاية وتجارة مياه الريّ، بادئًا بنفسه وأهله، وأعلن على الملأ تنازله عن حقوق وأرباح هذه التجارة، ثم طلب الاجتماع مع أعيان مدينة العين، ومع تجار المياه، وأبلغهم قرار إلغاء تجارة الماء. عنوان الحضارة وفي عهد زايد، أخذت الزراعة منحى آخر في أبوظبي وبقية الإمارات باعتبارها مبعث الاستقرار ومصدر الأمان والطمأنينة، كما أصبحت واحدة من دعائم الاقتصاد الوطني، وعنوان الحضارة، ترجمة لمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.واعتقد الكثيرون أن لا مكان للزراعة على هذه الأرض، في ظل هذا المناخ شديد الحرارة، والصحراء شديدة البأس، وشح الموارد والإمكانيات، لكن عزيمة الشيخ زايد، وإخوانه حكام الإمارات ذللت كل الصعاب، فتم غزو الصحراء بزراعة ملايين الأشجار والغابات، وانتشرت المزارع، وأصبح هناك واحات غناء تبعث في النفوس الأمل في مستقبل مشرق. مصدر للدخل وبدأ عصر غزو الصحراء مع تولي المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد حكم أبوظبي عام 1966 خلفاً لأخيه الأكبر الشيخ شخبوط، حيث أدرك أن النفط وحده لا يكفي لبناء الحضارة، فاتجه إلى تكوين بنية تحتية لقاعدة اقتصادية قوية، تعتمد على الصناعة والزراعة ونجح في زراعة قسم كبير من الصحراء، وتم تسطيح الكثبان والتلال الرملية، وتهيئتها للزراعة، بعد فرش طبقة طينية فوقها، وتقسيمها إلى مزارع بعد تطويقها بالأشجار والنباتات المثبتة للتربة لتحميها من الرياح، وقام بتوزيعها على المواطنين، ثم عمل جاهدًا على مساعدة المزارعين، وتدريبهم على الزراعة، وسبل ترشيد استهلاك المياه، كما عمل على إنشاء السدود، وتحلية مياه البحر، وزراعة أشجار القرم، وبعد أن كانت الزراعة بدائية تحولت إلى محور أساسي من محاور اهتمام الدولة. مؤسسات زراعية وأكد الدكتور هلال حميد الكعبي في كتابه عبقرية «زايد في الزراعة والبيئة»، أن المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أنشأ المؤسسات الزراعية المختصة، وبادر إلى توفير قاعدة سليمة لبناء إمارة أبوظبي وأجهزتها وضمن المرسوم الأميري رقم 3 لسنة 1966 الذي تضمن إنشاء الدوائر الحكومية، وتوزيع اختصاصاتها في الإمارة، وتضمن المرسوم تأسيس «دائرة الزراعة». وكان توجه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يقيم الدوائر الزراعية المختصة، ويدعمها بالأجهزة والاختصاصيين في مختلف العلوم والاختصاصات الزراعية لزيادة الفاعلية في تنفيذ مشاريعه الزراعية الطموحة، والنهوض بمسؤوليات تلك الدائرة لمضاعفة الإنتاج في الإمارة، وفق أحدث الطرق والوسائل العلمية. 40 مليون نخلة المسيرة الخضراء التي قادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على أرض الدولة، أدت إلى استصلاح 723 ألفاً و737 هكتاراً من الأرض الجرداء، منها أكثر من 300 ألف هكتار هي مشاريع غابات. ووفقاً للإحصاءات فإن تطوراً كبيراً حدث في أعداد المزارع، وفي المساحات الزراعية في الدولة منذ قيامها، حيث ارتفع عدد المزارع من 4940 مزرعة في عام 1973 إلى 38 ألفاً و548 مزرعة في عام 2003، بنسبة ارتفاع قدرها 680%، وزادت المساحة الزراعية من 125 ألفاً و691 دونماً في 1973، لتصل بنهاية 2003 إلى مليونين و607 آلاف و324 دونماً. وارتفعت البيوت الزراعية المحمية من 7 آلاف و611 بيتاً محمياً عام 2003، بعد أن كانت 1678 بيتاً محمياً عام 1986. كما ارتفع عدد أشجار النخيل من 2,3 مليون شجرة عام 1978 إلى 40,7 مليون شجرة عام 2003، وارتفع إنتاج التمور في الدولة من 38 ألفاً و990 طناً عام 1978 إلى 757 ألفاً و601 طن عام 2003. المعرض الزراعي كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، شديد الإيمان بأن الزراعة عامل أساسي من عوامل النهضة، وأنها ليست مجرد نشاط اقتصادي يستفيد منه المواطن، بل أداة مهمة لإحداث تغيير في نمط حياة أفراده، فعمل على التشجيع عليها، وتذليل العقبات التي تواجه المزارعين، وتقديم الدعم اللازم لهم. وفي الصورة القائد المؤسس يفتتح المعرض الزراعي السنوي في مدينة العين عام 1972م. محطة أبحاث في عام 1968 تم تأسيس أول محطة للأبحاث والتجارب الزراعية على أرض إمارة أبوظبي، بمساحة ألف دونم في الجانب الشرقي لمدينة العين، حيث تم إجراء التجارب والأبحاث الزراعية العلمية على إنتاج الخضراوات ومواعيد زراعتها وزراعة الأشجار المثمرة، وإنتاج شتلات الخضار والأشجار الحرجية وغراسة الزينة والفاكهة، وإجراء الدراسات حل اقتصاديات الإنتاج لمعرفة مدى إمكانية إقامة الصناعات الغذائية، ووضع البرامج لحل المشكلات التي تواجه الزراعة والحد من استهلاك المياه واتباع الطرق الاقتصادية في الري. وصاحب اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالنشاط الزراعي والبيئي، سن القوانين والتشريعات العديدة للمحافظة على الثروة الزراعية والبيئية على أرض الدولة. ففي أوائل سبعينيات القرن الماضي، أصدر قراراً يمنع فيه الإضرار بالأشجار مهما كان نوعها، وتضمن القرار منع الاحتطاب من الأشجار الصحراوية، ومنع قلع أي شجرة، ومن يرتكب ذلك يعد مخالفاً، ويخضع للقانون مهما كان شخصه. مراكز متطورة للإرشاد الزراعي ووقاية النباتات عملت دائرة الزراعة والإنتاج الحيواني بالعين منذ إنشائها عام 1966، ومع تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم فى إمارة أبوظبي، على استخدام الأساليب الزراعية الحديثة لتحقيق التوسع الزراعي المنشود وزيادة الإنتاج، عبر إنشاء محطات للتجارب الزراعية، ومراكز متطورة للإرشاد الزراعي ووقاية النباتات، ومراكز للتسويق الزراعي بعد التوسع الكبير في المزارع، وزيادة إنتاجها، بالإضافة إلى دخولها ميدان التصنيع الزراعي لاستيعاب فائض إنتاج المزارعين وتحسين دخولهم. وأسهمت الدائرة في نشر اللون الأخضر بزراعة الطرق الخارجية بأحزمة واقية من الأشجار لوقف زحف الرمال على جانبي الطرق والمناطق الزراعية والسكنية وإقامة الحدائق العامة والاستراحات والمسطحات الخضراء.. كما أسهمت توجيهات ودعم القائد المؤسس في النهضة الزراعية الشاملة بالدولة من خلال تطوير وتحديث الأساليب الزراعية في منطقة العين (المنطقة الشرقية سابقا) والتوسع الأفقي في المساحات المزروعة، وزادت المساحات المزروعة من 477 دونما في عام 1978 إلى أكثر من 44 ألفا، و131 دونما عام 2000 مزروعة بكافة أنواع المحاصيل التي تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين. وحققت الدائرة خلال تلك الفترة قفزات نوعية نحو تطوير وتوسيع رقعة الأراضي الزراعية، في إطار حرصها على الإسهام في توفير الأمن الغذائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©