الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أول مدرسة مصرية لتعليم الأطفال فنون السيرك والإيقاع

أول مدرسة مصرية لتعليم الأطفال فنون السيرك والإيقاع
14 ابريل 2011 20:13
مدرسة «الدرب الأحمر للفنون» في قلب القاهرة مزيج من الفن والحماس والأمل وهي الأولى في مصر التي تهتم بتعليم الأطفال فنون السيرك والإيقاع والآلات النحاسية، ويقبل عليها أطفال وشباب منطقة الدرب الأحمر الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام وثمانية عشر عاماً، والهدف فتح آفاق عمل جديدة بحيث يحترف المتميزون منهم العمل بالفن الذي أتقنه وأحبه. تتولى مشروع مدرسة «الدرب الأحمر للفنون»، مؤسسة المورد الثقافية بالتعاون مع مؤسسة «أغاخان» للثقافة والفنون ومؤسسة «سيدا» والوكالة الكندية للتنمية ومؤسسة «الفنار». وجاء اختيار منطقة الدرب الأحمر لإقامة المدرسة، كما يقول مديرها أشرف قناوي، الذي يشغل أيضا منصب مدير مسرح الجنينة بحديقة الأزهر المملوكة للمورد الثقافي، لأنها المنطقة الملاصقة لمسرح الجنينة الذي يهتم بدعوة أطفال المنطقة لحضور حفلات المسرح، وبالتالي فإن إدارة المورد على دراية وإلمام باحتياجات هؤلاء الأطفال. إعداد المحترفين يقول قناوي إن اختيار تعليم فنون الإيقاع والآلات النحاسية وفنون السيرك تحديدا يأتي من أن الإيقاع هو الأساس لكل موسيقى، كما أن الطبلة والدف أكثر الآلات التصاقا بالأطفال وبالإنسان عموما، وخاصة في المناطق الشعبية فهي توجد بكل منزل وهي الآلة الأساسية في الأفراح الشعبية. وعن فن السيرك، يقول إن «الأطفال يميلون إلى حضور حفلات السيرك والأطفال هنا قد يأملون مجرد زيارة السيرك، ولا يستطيعون وليست هناك مدرسة لتعليم فنون السيرك في مصر بل هو فن يمارسه الموهوبون بالوراثة، كما أن الأطفال في مثل هذه المرحلة العمرية أكثر قابلية لتعلم فنون السيرك». وعن مدة دراسة الفنون التي تستغرق عامين فقط كنشاط جانبي مع الدراسة وهل هي كافية لإعداد الطلبة كمحترفين، يرد قناوي «هناك الكثير من فرق الهواة الذين بعد ممارستهم العملية للموسيقى يطورون أنفسهم بالدراسة الأكاديمية، وفي المدرسة نقوم بتدريس منهج أكاديمي على يد أساتذة أكاديميين من الكونسيرفتوار لتعليم الآلات النحاسية كالساكسفون والترومبيت والترومبون، ويدرس آلات الإيقاع محترفون مثل إيهاب عبدالحميد عازف الإيقاع بفرقة «وسط البلد»، وأحمد علي عازف الإيقاع بفرقة «صحرا»، وأحمد بهاء عازف الإيقاع بفرقة «كايروكي» و»نغم مصري» وكلهم يتقاضون أجورا رمزية بالكاد تغطي مواصلاتهم». ويضيف «نظام الامتحانات مثل المدارس العادية من خلال امتحاني نصف العام ونهاية العام إضافة إلى تدريس ست مواد والمادة الأساسية هي التخصص وكل قسم يدرس اللغة الإنجليزية والكمبيوتر وقراءة النوتة الموسيقية ومادة مهارات سلوكية واجتماعية». ويضيف «المتميزون يتم دعمهم من خلال إلحاقهم بورش عمل مع فنانين محترفين مصريين وأجانب وإقامة حفلات على مسرح الجنينة والمدرسة ويتم صرف مكافآت شهرية للدارسين كنوع من التشجيع على الانتظام بالدراسة، كذلك حماية لهم من ممارسة أعمال أخرى ضد حق الطفل بدعوى المساهمة الأسرية في الأعباء المالية، إضافة إلى رفع وعي سكان وأهالي المنطقة بقيمة الفن ودوره الاقتصادي في التنمية المجتمعية والمواعيد من الرابعة عصرا وحتى الثامنة ليلا لتناسب الأطفال بعد المدرسة». ويصل عدد الطلاب حالياً إلى 120 طالباً وطالبة منهم ما بين 40 إلى 45 طالباً بقسم الإيقاع و30 بقسم السيرك ومن 20 إلى 25 بقسم الآلات النحاسية. التزام الأطفال التزام الأطفال واستيعابهم كان من المفاجآت كما قال عادل البهدلي المسؤول عن فنون السيرك في المدرسة وهو يعمل منذ 32 عاما بالسيرك المصري وخريج مدرسة السيرك ويقدم العديد من العروض. ويقول البهدلي «عندما عرض عليَّ مدير المدرسة الفكرة وعلمت أنها موجهة لأطفال منطقة الدرب الأحمر الشعبية تحمست لأن هذه الشريحة تحتاج لمن يقدم لها الفن ويوجه طاقاتها لأشياء إيجابية، وانضم لي العديد من مدربي السيرك ورحبوا بالفكرة لحماية الأطفال من الشارع، وفوجئت بهذا الحب الكبير لفنون السيرك وتعلمه وإتقانه في هذه الفترة القصيرة، فالطفل ملتزم بالمجيء والمتابعة يوميا». وعن نظام الدراسة، يقول إن فنون السيرك تشمل تدريب لياقة وتمثيل صامت وإيقاع مع قسم تتم دراسته نظريا والآخر عملي في ساحة المدرسة وهي عبارة عن توازنات على الحبل وجمباز وعروض بهلوان واللعب بالكرات. وعن المشاكل التي تواجه المدربين، يقول «أكبر ما يقف في طريق التمرينات هو نقص التغذية لدى الأطفال في هذه المناطق الشعبية لقلة المستوى الاقتصادي وكذلك قلة الوعي والإمكانات والتجهيزات، ومن المؤكد أن المكان يفرض نفسه وأن المزيد من التجهيزات ستظهر في نتائج التدريب، ونحن لم نتجاوز بضعة شهور ومع هذا فإن أداء الأطفال رائع واستجابتهم سريعة ومشجعة». أحمد علي خريج كلية التربية الموسيقية وأحد أعضاء فرقة «صحراء» وفرقة «إيقاعات» مدرب عزف الإيقاع في المدرسة والمقصود بالإيقاع الطبلة والدُف، يؤكد حماسه للفكرة منذ فترة طويلة حيث كان يبحث عن طريقة للتواصل مع الناس في المناطق الشعبية، وكان يتمنى إقامة مدرسة لتعليم الأطفال في هذه المناطق حيث يتمتعون بفطرة وموهبة ليستفيدوا من هذه الموهبة بدلا من التوجه لأعمال حرفية أخرى ودفن هذه المواهب. هدف اجتماعي يقول علي «أحببت الفكرة وسارعت بالحضور من دون نظر لأي عائد مادي فالهدف اجتماعي بحت ووجدنا إقبالا كبيرا من الأهالي فبدأنا بصورة بسيطة منذ عام خوفا من أن تكون تلك ثقافة جديدة على هؤلاء الناس، ولا يحدث استمرار ولكن عندما زاد الالتزام والإقبال من الأطفال طورنا المدرسة وأدخلنا آلات نحاسية وفنون السيرك». ويضيف «نبدأ الدراسة النظرية بتعليم الآلات وضبط الإيقاع ورغبة الطفل أو الطفلة ومقدار استيعابه توجهه لاختيار آلة فالفروق تعتمد على استعداد الطفل والنتيجة أكثر من رائعة وفاقت توقعاتنا من حسن الأداء وسرعة الاستيعاب». عروض فنية وأكروبات وعزف هي نتاج بضعة أشهر لأطفال الدرب الأحمر من التدريب على هذه الفنون قاموا بها في ساحة المدرسة. ومن بين الأطفال سارة حسين التي تبلغ من العمر 12 عاماً، وهي في الصف السادس الابتدائي، وتسكن منطقة الدرب الأحمر. تقول «أعزف الإيقاع وتمنيت كثيراً أن أتعلم العزف الموسيقي، ولم تتح لي فرصة حتى تم فتح هذه المدرسة وعرفت عنها من صديقاتي وجيراني فجئت منذ بضعة أسابيع وأنا سعيدة فقد حققت أمنيتي بتعلم العزف على الآلات واستفدت بوقتي». وتضيف «اختلفت ابنتي تماماً بعد اشتراكها فأصبحت سعيدة ومتحمسة وتحب مدرستها الصباحية لرغبتها في ممارسة نشاط المدرسة. والمدرسة مجانية لا تحملنا أي أعباء مالية إضافية، بل تهذب سلوك الأطفال، وتعطي مساحة لممارسة هواياتهم الفنية، لذلك فابنتي تأتي مع صديقاتها للمدرسة فأكون مطمئنة عليها عندما أذهب لعملي». ميرنا وأخوها مصطفى يمارسان الأكروبات. وتقول ميرنا (9 سنوات) المدرسة جميلة والمدربون يعاملوننا كأولادهم وكنت أتمنى منذ فترة مجرد زيارة السيرك القومي ولم تكن هناك فرصة، وكنت أحب فقرة السيرك في التليفزيون، وعندما أعلنوا عن نشاط السيرك في المدرسة صممت على الاشتراك، وهو مجاني وبلا مقابل وأخي يحب الأكروبات وكان يمارس هذه الحركات في البيت وفي الشارع مع الأصدقاء، أما اليوم فنحن نتعلم في المدرسة هذا الفن. ويقول أخوها محمود (11 سنة) جئت وكل أصدقائي للمدرسة فهي في نفس منطقة سكننا ومواعيدها تناسبنا فبعد المدرسة الصباحية نأتي ونتمرن وتعطينا سعادة وثقة بأنفسنا وأتمنى عندما أكبر أن أصبح لاعب سيرك.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©