الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفارون من قرغيزستان يتهمون الجيش بالتورط في المجازر

الفارون من قرغيزستان يتهمون الجيش بالتورط في المجازر
15 يونيو 2010 00:21
ارتفع عدد قتلى الاشتباكات العرقية في قرغيزستان أمس إلى 124 قتيلاً واندلعت مواجهات جديدة أمس في اليوم الرابع من أعمال العنف الدموية التي ألقت بظلالها على أوزبكستان المجاورة التي أغلقت أمس حدودها أمام آلاف من اللاجئين من الأقلية الأوزبكية مطلقة نداء إغاثة دولية في الوقت الذي أحصت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر 80 ألف لاجئ غالبيتهم من النساء وكبار السن دخلوا أوزبكستان. واتهم اللاجئون القوات القرغيزية بمساعدة عصابات مسلحة على ارتكاب مجازر أدت حتى الآن إلى مقتل 124 شخصاً على الأقل. وفي أوش، ثاني أكبر مدن قرغيزستان، تقاطعت طلقات الرصاص في الطرقات حيث تشهد الجثث المتفحمة والمنازل المحترقة على حدة معارك الأيام الأخيرة. وفي جلال آباد القريبة أيضاً من الحدود الأوزبكستانية، ذكرت وكالة أنباء “اكي” المحلية أن الوضع بقي متوتراً، حيث شهدت المدينة حوادث عديدة. واندلعت أعمال العنف الإثنية ليل الخميس الجمعة في أوش بين القرغيز والأقلية الأوزبكية. وأقرت الحكومة القرغيزية أنها تلقى صعوبات في السيطرة على الوضع في جنوب البلاد على الرغم من التعبئة في الجيش وإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر للتجول والأوامر الممنوحة للقوات لإطلاق النار من دون إنذار مسبق. وقال مساعد رئيسة الحكومة الانتقالية تمير سارييف للصحفيين “لا تزال هناك مواجهات في عدد من المواقع ونحن لا نستطيع تحديدها الآن. الجماعات المسلحة تتحرك من موقع إلى آخر، ونحن لا نملك العدد الكافي من القوات”. وبين عشرات آلاف اللاجئين الذين وصلوا إلى أوزبكستان، يروي كثيرون أن عصابات مسلحة من القرغيز ومدعومة من قبل رجال باللباس العسكري، نفذت مجازر بحق إثنية الأوزبك. وروت مارهابو وهي عجوز فرت من المعارك وتقيم في أحد المخيمات أنه “على الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا”. بدوره، يقول أحد سكان أوش ديلدور دجوماباييف (38 عاماً) “في البداية، أتت المصفحات، وخلفها أشخاص لا يرتدون اللباس العسكري. هاجمونا وأطلقوا علينا النار علينا في الشارع”. ويعتبر أكبر وهو من سكان أوش أيضاً، أن ما يجرى “مذبحة مخطط لها من قبل الحكومة ضد الشعب الأوزبكي”. وتشير شهادات اللاجئين في أوزبكستان، وآثار العنف الواضحة على طرقات أوش، إلى أن حصيلة الضحايا قد تكون أكبر بكثير مما أعلنته الأرقام الرسمية التي تحدثت عن مقتل 124 شخصاً وإصابة 1500 خلال أيام العنف الأربعة. وروت نارغيزا (29 عاماً) اللاجئة في مخيم حدودي في أوزبكستان ما شاهدته قائلة “كانوا يغتصبون النساء ويحرقون المنازل. أتى بنا زوجي وشقيقي إلى الحدود، وكانت هناك الكثير من الجثث، فيما أن الجرحى تركوا لأمرهم لأنهم لم يتمكنوا من العبور”. في جنيف، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن حوالي 80 ألف شخص لجأوا إلى أوزبكستان فيما لا يزال 15 ألفاً آخرون عالقين على الحدود. وقالت المسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر باسكال ميج واجنر “إن نحو 80 ألفاً عبروا الحدود. وهذا الصباح كان هناك 15 ألفاً آخرون ينتظرون على الحدود”. وفي هذا الوقت، بدأ المجتمع الدولي يتحرك سعياً لإعادة الاستقرار وتقديم مساعدات إنسانية، كما أعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاثرين أشتون التي قالت إنها “قلقة جدا” جراء الوضع القائم، وانها سترسل مبعوثها الخاص إلى المنطقة قريباً. وقد أرسلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مبعوثين لها إلى قرغيزستان. وأعلنت تركيا والصين أنهما سترسلان طائرتين لإجلاء رعاياهما من قرغيزستان. وتضم قرغيزستان، الدولة الفقيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي في آسيا الوسطى، قاعدتين عسكريتين إحداهما روسية والأخرى أميركية تعتبر أساسية بالنسبة لانتشار القوات الدولية في أفغانستان. وفي أبريل الماضي، أطاحت انتفاضة قتل فيها 87 شخصاً بالرئيس كرمان بك باكييف، لتتسلم الحكم بعده حكومة انتقالية تعهدت تنظيم استفتاء على دستور جديد في 27 يونيو الحالي. وتاريخياً، تعتبر العلاقات بين الأقلية الأوزبكية (15 إلى 20 بالمئة من مجموع سكان قرغيزستان) والقرغيز متشنجة، وذلك بسبب الفوارق الاقتصادية بشكل أساسي. وتنشط في هذه المنطقة مافيات قوية. «الأمن والتعاون الجماعي» لا تستبعد التدخل موسكو (رويترز) - ذكرت وكالات أنباء روسية أن مجموعة أمنية من الجمهوريات السوفييتية السابقة تقودها روسيا رفضت استبعاد التدخل بالقوة في الاشتباكات العرقية في قرغيزستان وما زالت تبحث سبل التصدي للأزمة. واجتمعت المجموعة الأمنية المعروفة باسم منظمة الأمن الجماعي أمس لمناقشة العنف في قرغيزستان. ونقلت وسائل الإعلام عن الأمين العام للمنظمة نيكولاي بورديوجا قوله «لدى منظمة الأمن الجماعي كل ما يلزم للتصرف في مثل هذه المواقف بما في ذلك قوة لحفظ السلام.. وقوات للتدخل الجماعي السريع وقوات للانتشار الجماعي السريع لمنطقة آسيا الوسطى». وأضاف «لكن ينبغي للمرء أن يفكر ملياً قبل استخدام هذه الوسائل وأهم شيء هو استعمالها كمجموعة إجراءات متكاملة». وتضم المنظمة روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
المصدر: قرغيزستان، أوش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©