«الفيفا» والأمم المتحدة فريق واحد ضد الملاريا

سجلت كرة القدم أمس الأول هدفاً في مرمى الإنسانية عندما تم إعلان الشراكة بين اللعبة وبرنامج القضاء على الملاريا والذي ترعاه الأمم المتحدة، وتهدف الحملة بالتعاون بين الهيئات الصحية على مستوى العالم والفرق التي تشارك في كأس العالم الحالية إلى المساعدة على الوصول إلى هدف الأمم المتحدة بتوفير أكبر عدد ممكن من شبكات الحماية من البعوض وتوفير اللقاح المضاد للملاريا في أفريقيا بنهاية العام الحالي، وتقليل عدد الوفيات من المرض إلى الصفر بحلول عام 2015. وقام المسؤولون عن البرنامج بطرق أبواب اللعبة على اعتبار أنها العشق الأول للأفارقة وتحظى بمتابعة كثيفة من الصغار والكبار على حد السواء، وتم الاتفاق مع كبار المسؤولين عن اللعبة في القارة السمراء من أجل دعم الحملة وكذلك مع معظم المنتخبات الأفريقية. وعقد برنامج القضاء على الملاريا التابع للأمم المتحدة مؤتمراً صحفياً أمس الأول في جوهانسبرج من أجل الإعلان عن الشراكة والتعريف بالجهود المبذولة في هذا الشأن، وإظهار دعم الاتحاد الدولي لكرة القدم وكبار النجوم في اللعبة، حيث تم عرض أفلام دعائية قام البرنامج بتصويرها مسبقاً وشارك فيها الأميركي دونوفان والغاني ايسيان والعاجيان كولو توريه وديدير دروجبا. حضر المؤتمر هيرفي فيرهوسيل ممثل برنامج القضاء على الملاريا وكريستيان بيرنايو مديرة الحملة في أفريقيا وفريدريكو ادياتشي من الـ”فيفا”، كما شارك الحارس الكاميروني السابق جوزيف انطوان بل ومواطنه الأسطورة روجيه ميلا. وتحدث هيرفي فيرهوسيل عن الهدف من هذه الحملة، وهو الشراكة مع الـ”فيفا” ومع المنتخبات المشاركة في كأس العالم الحالية من أجل توفير الدعم اللازم لمكافحة مرض الملاريا في القارة الأفريقية، موضحاً أن هناك طفلاً يموت كل 30 ثانية في القارة بسبب المرض وأنه في الوقت الذي تلعب فيه المباراة يكون هناك 180 طفلاً قد قضوا نحبهم. ثم تحدثت كريستيان بيرنايو، حيث قالت إن الحملة قامت بتصنيع أساور سيتم بيعها بأسعار رمزية تصل إلى عشرة دولارات للسوار الواحد من أجل جمع المال الكافي لتمويل الحملة، وذلك بهدف شراء الشباك التي تبعد البعوض عن الأسر الفقيرة ولكي يحصل الأطفال في أفريقيا على الدواء اللازم للعلاج من المرض. ثم تحدث فريدريكو ادياتشي عن دعم الـ”فيفا” لهذه الحملة، وذلك ضمن برنامج الـ(فيفا) “كرة القدم من أجل الأمل”، وأكد أن السويسري جوزيف بلاتر مهتم كثيراً بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في هذا الخصوص. ثم جاء الدور على جوزيف انطوان بل الذي طلب من الجميع التكاتف من أجل مساعدة الأطفال والناس الذين يعانون المرض الذي يفتك بمليون شخص في القارة السمراء بشكل سنوي، وضرورة أن تكون كرة القدم ضمن الوسائل التي تحارب المرض، مؤكداً معرفته الكبيرة بمدى تعلق الأفارقة باللعبة، وأن ذلك سيساهم في الوصول إلى الأهداف الموضوعة وترجمتها على أرض الواقع. وكان مسك الختام لدى روجيه ميلا الذي بدأ يحكي قصة إصابته بالمرض حتى كاد يفقد حياته بسببه عندما كان يلعب في سانت ايتيان وخاض مباراة ودية في أفريقيا عندما التقط المرض ورفض في البداية الذهاب إلى المستشفى حتى وصل إلى حالة مزرية وعندما عجز الأطباء عن تشخيصه كان من حسن حظه وجود طبيب عمل في أفريقيا لمدة 12 سنة ويعرف أعراض الملاريا بشكل كبير، حيث تمكن من إنقاذه بأعجوبة.