الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنت زايد

2 نوفمبر 2009 22:08
كنت في الدفعة الأولى لجامعة زايد، وكان السؤال الذي يطرح في بداية كل حصة من أول سنة لماذا اخترتن جامعة زايد؟ أربع عشرة طالبة في الفصل من أصل خمس عشرة، والجواب واحد «لأنها تحمل اسم الشيخ زايد»، فيما اختلفت الطالبة الأخيرة، والخامسة عشرة القابعة في نهاية الصف قائلة: «أريد أن أكون بنت زايد». كلنا في هذا الوطن نفتخر ونتباهى بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد وبأننا من «دار زايد». هذا المشهد من الذاكرة، إلا أنَّه لم يختلف أبداً برحيل رجل الأمة، ومن خلال رحلتي الشبه يومية قرب مسجد الشيخ زايد، وزياراتي لقبره أؤكد بأنَّ الحب الذي زرعه في قلوبنا لن يجف، لأنَّ ماء الخير لاينضب برحيل أهل الخير، وزايد هو الخير. رحل زايد ولم يرحل، فالمعلمون لا يغادرون حياة طلابهم، وزايد رحمه الله كان معلماً لشعب، بل لأمة بأكملها. فكيف يرحل من ساهم في بناء الإنسان، ومن هو عنوان لهذا الوطن. كثر هي البيوت التي سمت أبناءها باسم زايد تيمناً بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وكثر هم الأخوة الذين يحملون اسم زايد، ولكن ليس كل زايد كزايد رحمة الله عليه. عندما نتحدث عن الإمارات لابد أن يكون زايد محور الحديث وأولَّه، ولكن عندما نتحدث عن زايد نعجز عن إيجاد محور محدد أوجانب معين نغطيه، زايد هو الحكيم الذي تخطى بإنسانيته حدود الأمكنة والأزمنة. زايد ليس بأسطورة، لأنَّ الأسطورة فيها من الخيال، بل هو الحقيقة التي تجاوزت أسطر الدفاتر، ولم تعد الكتب توفيه حقه. أحبنا وأحببناه، لا أدري حقاً كيف جاء هذا الحب المتبادل، ربما كان بالفطرة. وهذه رسالتي إلى أبي زايد: «تمنيت حقاً أن ألقاك، وعندما لمحتك عجزت عن الكلام، دوماً كنت راغبة في قول شيء واحد فقط، شكراً لك، والحمد لله بأن جعلني من دار زايد وبنت زايد». اللهم أرحم زايد وأغفر له، وبارك لنا في صاحب السمو الشيخ خليفة رئيس الدولة حفظه الله وسمو الشيوخ إخوانه وحكام الإمارات وأجعل هذا البلد آمناً...اللهم آمين. Ameena.awadh@admedia.com أمينة عوض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©