الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل: الأولمبياد وهواجس الإرهاب

1 أغسطس 2016 22:22
هنا في البرازيل، ليس من غير المألوف سماع صيحات رهيبة في المطار، إنها عادة مجرد أصوات المراهقين يلهون بمطاردة بعضهم بعضاً في الممرات، وليس من غير المألوف أيضاً رؤية حقائب موضوعة بالقرب من ممرات الصعود، حيث يتركها المسافرون الذين خرجوا لشرب القهوة. وفي نواحٍ كثيرة، يعيش البرازيليون في عالم ما قبل 11/‏‏‏9. وعلى رغم أنهم ربما يكونون قد اعتادوا على وجود المجرمين المسلحين بأسلحة ثقيلة والشرطة في مدنهم، فإنهم إلى حد كبير غير معتادين على الإرهاب الدولي. ولكن في هذا الشهر فقط، مع قرب انطلاق دورة الألعاب الأولمبية، أثارت سلسلة من الحوادث دهشة كثيرين في مدينة ريو دي جانيرو. ففي 15 يوليو، رحلت السلطات البرازيلية أستاذ فيزياء فرنسي- جزائري أدين في العام 2012 في فرنسا بتقديم مشورة لوجستية لإرهابيين. وبعد ذلك بيومين، تعهدت جماعة برازيلية الولاء لتنظيم «داعش» عبر تطبيق الرسائل «تيليجرام». وفي الأيام القليلة الماضية، تم القبض على العشرات من المتعاطفين مع «داعش» بعد زعم مناقشتهم احتمال شن هجوم على دورة الألعاب، المقرر أن تبدأ في 5 أغسطس. يذكر أن البرازيل، التي تعد أكبر دولة في أميركا الجنوبية، ليست لديها تقريباً أي خبرة مع هذا النوع من الهجمات التي يشنها متطرفون إسلاميون، والتي هزت مدناً أوروبية وأميركية. وكثير من الناس يتعاملون مع التهديد الإرهابي بلا مبالاة. وفي احتفالات الكرنفال التي تقام في فبراير، قد يتنكرون في صورة أسامة بن لادن ويلقون بنكات عن التفجيرات! ولكن الحقيقة بدأت تتضح. ففي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، قال مدير الأمن في ولاية ريو دي جانيرو «خوسيه ماريانو بيلترام» إن مركز مكافحة الإرهاب كان يعمل في برازيليا مع 50 ضابط شرطة، وإنه يخطط لإرسال 80 ألف فرد أمن على الأقل للانتشار في شوارع ريو خلال فترة إقامة الدورة، وهو ضعف العدد الذي تم نشره في لندن في العام 2012. وقال «إننا مستعدون، لقد انتهينا من وضع الخطط». ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق من احتمال حدوث هجوم إرهابي خلال الدورة، المتوقع أن تجذب 500 ألف زائر، قال «بالطبع إننا نشعر بالقلق، ولكن البرازيل هي دولة يقل فيها التهديد». يذكر أن البرازيل احتلت مرتبة منخفضة جداً في تقييمات مثل مؤشر الإرهاب العالمي الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام في نيويورك. وعلى قائمة الدول المتضررة من الإرهاب، احتلت الولايات المتحدة المركز الـ35 والبرازيل المركز الـ74. ومع ذلك، فإن هذه الدولة لا تخلو من تهديدات محتملة. وفي الأسبوع الماضي، أعلن وزير العدل عن عملية ضد عشرات البرازيليين الذين قيل إنهم تحدثوا عن التدريب في فنون الدفاع عن النفس وشراء الأسلحة النارية تحسباً لوقوع هجوم محتمل خلال دورة الأولمبياد. ووصف وزير العدل «ألكسندر دي مورايس» هؤلاء الأشخاص بأنهم «هواة» أعربوا عن تأييدهم لـ«داعش» ولكنهم لم يتلقوا أي تدريب مع التنظيم في العراق أو سوريا. ورداً على التهديدات الإرهابية، أجرت السلطات تدريبات واستحدثت بعض الإجراءات الأمنية الجديدة. وتم السبت الماضي، إغلاق محطة لمترو الأنفاق في ريو سيستخدمها الجماهير لحضور مباريات كرة السلة وسباق الدراجات- حتى تتمكن شرطة مكافحة الشغب من التدريب على اقتحام السيارات. وفي الأسبوع الماضي، أطلقت الحكومة حملة تشبه حملة في الولايات المتحدة بعنوان «إذا رأيت شيئاً، قل شيئاً». وشعار الحملة البرازيلية هو «انتبه»، وتوضح اللافتات المصاحبة سيدة وهي تلفت انتباه رجل الشرطة إلى وجود حقيبة موضوعة على جانب الطريق. ويخشى بعض الخبراء من أن تكون هذه الإجراءات قد أتت بعد فوات الأوان. ويقول «باتريك سكينر»، مدير المشروعات الخاصة لمجموعة «صوفان» وضابط الاستخبارات المركزية السابق المتخصص في مكافحة الإرهاب «أنت لا يمكنك تغيير بعض أساسيات الأمن تماماً في اللحظة الأخيرة. إنك بحاجة إلى تقديم ما هو جديد على مراحل ورؤية كيف تسير الأمور، لأنه حتى في أعظم بيروقراطية سيكون هناك الكثير من الثغرات». ويضيف أن علاج المشاكل الأمنية قبل أسبوعين من إقامة الأولمبياد يعد «وصفة لكارثة». كانت المدن الأخرى التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية لديها خبرة واسعة مع الإرهاب، فقد قام إرهابيون يساريون متطرفون بتفجير قنابل في أثينا قبل شهور قليلة من بدء دورة 2014. وشهدت لندن هجوماً في نظام مترو الأنفاق لديها من قبل متطرفين إسلاميين قبل سبع سنوات من دورة 2012. وكانت روسيا كذلك تتعافى من تفجيرات محلية أثناء التحضير لدورة سوشي الشتوية للألعاب الأولمبية العام 2014. ويقول «ديفيد شانزر»، مدير مركز «تراينجل» للإرهاب والأمن الداخلي في جامعة «ديوك»، إن خطة أمنية جيدة لحماية دورة الألعاب الأولمبية يجب أن تتضمن وجود أفراد للتدخل السريع في حالة جاهزية، ووجود وحدات ميدانية للطوارئ قادرة على الاستجابة، علاوة على وسائل اتصالات جيدة. ومن غير الواضح ما إذا كانت البرازيل قد أعدت كل ما يلزم. وقد ذكر مسؤولون في إدارة الصحة في ريو أن بعض المستشفيات تم تخصيصها لاستقبال زائري دورة الألعاب، ولكن العديد من هذه المنشآت تقع بعيداً عن مواقع المسابقات. * صحفي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©