الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلينتون وترامب.. بداية السباق!

17 أكتوبر 2016 09:43
لا شك في أن حضور مؤتمري الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي» الشهر المنصرم، جعلني أشعر بأن العالم ينقلب رأساً على عقب في بعض اللحظات. وقد تناول مؤتمر الحزب «الجمهوري» قضايا الأسرة، ووعوداً بإجراء إصلاحات حكومية شاملة، بينما سلط المؤتمر «الديمقراطي» الضوء على قضايا الدين والوطنية والعسكرية، والاستثناء الأميركي. وقد دعا المؤتمر «الجمهوري» إلى إجراء تغيير جذري، بينما دافع المؤتمر «الديمقراطي» عن مظلة محافظة بدرجة أكبر لتماسك مجتمعي لا يتزعزع. وكان ذلك كافياً في حد ذاته لجعل رأسي يدور! وكان وراء غرابة الاختلافات بين المؤتمرين الإخراج نفسه، فالمؤتمرات المعاصرة تركز على الإعداد والإنتاج التلفزيوني. وقد أضحت المؤتمرات مثل إعلانات بمليارات الدولارات للمرشح والحزب. وثمة مفاجآت قليلة، وومضات تلقائية غالباً ما تكون من أشخاص ليسوا سياسيين متمرسين. ويعني ذلك، أن هذه المؤتمرات تبدو مثل وسيلة لوضع أساس جديد وقوة دفع للفترة المتبقية في الحملة الانتخابية، ومن الممكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، على الرغم من أنها قد لا تحقق دائماً نجاحاً متساوياً. ومن هذا المنطلق، حقق «الديمقراطيون» انتصاراً كبيراً، ولاسيما أن غلبة السياسيين المبتدئين جعلت المؤتمر «الجمهوري» يبدو مثل استعراض مواهب في المدرسة الثانوية. وكان خطاب دونالد ترامب «ترهات كارثية». ومثلما قالت هيلاري كلينتون في خطاب قبولها الترشيح، «إن ترامب تحدث طوال 70 دقيقة بأمور شديدة الغرابة». وحسب تقرير صادر عن مؤسسة «غالوب» الأسبوع الماضي: «إن خطاب ترامب حصل على أقل المراجعات إيجابية لأي خطاب خضع لتدقيق الحقائق: واعتبر 35 في المئة فقط من الأميركيين الذين أجريت معهم لقاءات نهاية الأسبوع الماضي، أن خطاب ترامب كان ممتازاً أو جيداً، ومن بين تسعة خطابات سابقة تم تقييمها، كان الأفضل هو خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في أغسطس 2008، إذ اعتبر 58 في المئة من الأميركيين أنه كان ممتازاً أو جيداً، وكان الخطاب الأقل تقييماً بخلاف دونالد ترامب هو خطاب ميت رومني في 2012، بنسبة 38 في المئة». وعلى الرغم من ذلك، سيجد كل من ترامب وكلينتون ارتفاعاً في مستويات التأييد في استطلاعات الرأي عقب المؤتمرين، ولكن ينبغي ألا نخطئ، فهذا السباق ينطوي على تقارب شديد بين المرشحين، وسيكون كذلك في يوم الانتخابات. وأي شخص يركز عن كثب على كل مؤتمر وكل مرشح على حدة، وينصت إلى أصوات الحكمة، يعرف أن ترامب لا ينتمي إلى الطبقة نفسها التي تنتمي إليها كلينتون عندما يتعلق الأمر بالمؤهلات. ويبدو الاختلاف مثل الفرق بين قطة ونمر. ولكن يبدو أن كلينتون لا تستطيع اختراق نطاق الهيمنة الحقيقية على السباق، فهناك حالة استياء شديدة من كلا المرشحين. وبحسب تقرير صادر عن «مركز بيو للأبحاث» الشهر الماضي: «سجل مستوى الرضا العام عن اختيار المرشحين أدنى نقطة في عقدين، وفي الوقت الراهن لا يرى سوى أقل من نصف الناخبين المسجلين في كلا الحزبين، بنسبة 43 في المئة من (الديمقراطيين)، و40 في المئة من (الجمهوريين)، أنهم راضون عن اختيارهم لمنصب الرئيس». وتواصل كلينتون كفاحها من أجل كسب أصوات الناخبين الشباب الذين يمثلون ندبة عميقة حدثت أثناء المنافسة الشرسة مع «بيرني ساندرز»، ويبدو أن هذه الندبة من الصعب أن تلتئم. وحسب مقال رأي نشره مركز «غالوب» الأسبوع الماضي للكاتبين «فرانك نيوبورت» و«أندرو دوجان»، فقد تحولت مستويات تأييد كلينتون بين الناخبين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، من أقوى أصولها بين الفئات العمرية في يوليو 2015 إلى أكبر نقاط ضعفها في يوليو المنصرم. وأوضح الكاتبان أن «في العام 2012، انتصر أوباما على ميت رومني بأصوات الشباب بهامش 67 في المئة إلى 30 في المئة، وهذا الأداء القوي عززته نسبة المشاركة التي كانت أعلى من المتوسط بين الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاماً في انتخابات العام 2008 و2012، وهو ما منح أوباما الميزة التنافسية التي احتاجها للفوز في ولايات أوهايو وفلوريدا وفرجينيا التي عادة ما تتأرجح نسب التأييد فيها بين الجمهوريين والديمقراطيين». وعلى الرغم من أن كلينتون و«الديمقراطيين» ليست أمامهم سوى عقبات قليلة عليهم تجاوزها وأقل من مئة يوم للقيام بذلك، إلا أن السباق بالكاد بدأ الآن، ولذلك ما زال في بدايته! * محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©