«تاج رأس العزّ»

ليس من المصادفة أن نحتفل بتدشين حلبة ياس لسباقات الفورمولا 1، ضمن مشروع جزيرة ياس العملاق، وبالذكرى الخامسة لتأبين فقيد الوطن والعالم، المغفور له بإذن الله، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه. لقد سنحت لي الفرصة بجولة في جزيرة ياس، بعد افتتاح جسر الشيخ خليفة الجديد، كان الجسر مفاجأة للجميع، وهذه عادة ولاة أمورنا الخيّرين، الذين يؤثرون العمل بصمت، واصلين الليل بالنهار لرفاهية وإسعاد شعبهم، ومفاجأته بمكرماتهم السخيّة. سلكنا طريق الجسر مساءً، ولا أدري إلى أي الجهات أُحدّق ببصري يميناً، أم شمالاً؟ خطفنا في طريقنا على جزيرة السعديات، وتعجبت لقربها من بيتنا، ومن جزيرة الريم، بوجود شبكة الطرق والجسور الممتدة الحديثة، لم يعد هناك فاصل للوصول إليها جميعاً، وفي ضوء عشر دقائق فقط، وصلنا إلى الجزيرة، سميّنا بسم الله، وصلينا على سيد الخلق محمد رسول الله، ودخلنا ياساً! كان المشهد عبارة عن ورشة عمل حقيقية عملاقة، العمال ينتشرون في كل مكان، والمشهد كان أشبه بخلية النحل، وشعور بالدهشة، والعِزّ والفَخار يغمرني، ونحن نتجول بين أرجائها، وعلى المعجزة التي تحققت في الوقت المحدد، وربما قبله، لاستضافة الحدث العالمي، كان المشروع إنجازاً، وتحدياً حقيقياً، قابله عمل جبّار دؤوب، ليكون ردّاً مشرفاً على كل المشككين في مقدرة أبوظبي على تسليم مشروع الحلبة وملحقاته في الموعد المحدد، وها هي «تاج رأس العز» دار الظبي، صانعة الأحلام في أبهى حُلتّها، تغفو لتصحو وهي تحتضنه بين ذراعيها واقعاً شاهداً للعيان، مَعلماً حضارياً صُمم وفق أحدث، وأعلى المقاييس العالمية، لتؤكد أنّ «على قدر أهل العزم تأتي العزائم»! وبعيداً عن كل المزايدات، تعتبر جزيرة ياس اليوم، علامة مضيئة ضمن خريطة السياحة الرياضية، ووجهة عالمية ترفيهية مُترفة، جديدة متكاملة المرافق، صممت وفق أرقى الطرز والمعايير العالمية، لتؤكد أنَّ حرص القيادة الرشيدة على تسجيل مكاسب عصرية طموحة، لا يقلُّ أهمية عن مكاسبها السياسية المتميزة، كنَيل الثقة لاحتضان وتنظيم المنافسات العالمية الضخمة! فاطمة اللامي Esmeralda8844@gmail.com