السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخلافات الزوجية معركة تحتاج إلى إدارة ناجحة

الخلافات الزوجية معركة تحتاج إلى إدارة ناجحة
2 نوفمبر 2009 22:07
تلجأ حواء إلى أساليب عدة في الخصام بينما يحاول الرجل ترويض الزوجة، فيتحول المنزل إلى ساحة حرب مستعرة قد تكلف الاثنين الكثير قبل أن تخمد نيرانها فما هي أهم هذه الأساليب، وكيف يتعاطى معها كل طرف، وإلى أي مدى تتطور؟!. يبدأ الزواج رومانسياً، ومع الأيام تتحول ضربات القلب عند بعض الأزواج، والزوجات أيضاً، إلى ضربات في الرأس، ويمتلئ البيت بالوجع. تجد«هذا» و«هذه» يشكوان من صداع «ذاك» الذي يسمى «زواجاً» و«عشاً سعيداً» و«قفصاً ذهبياً»، وينحيان باللائمة على النصيب والمقادير التي أوجبت أن يلتقيا، ليكتشفا كل يوم أنَّ لقاءهما كان قسرياً، بينما يزداد إحساسهما بأنَّ رأسيهما، اللتين اجتمعتا في الحلال حول مائدة الحلم السعيد، ينوءان بحمل سقف واحد، يحدث هذا مع البعض، ولا نحصي إن كان هذا البعض قليلاً أو كثيراً. غير أنَّ علماء النفس وجدوا إنَّ أهم ما يقضي على الرومانسية بين الزوجين أمران، أولُّهما زوال الاعتقاد بمثالية المحبوب وكماله وخلوه من العيوب، وثانيهما رفض المحبوب الخضوع للمحب وتحكمه فيه. وإذا نفذ رحيق الرومانسية خلت الساحة للخناقات، وتبادل الزوجان العقاب، كلٌّ منهما يحاول فرض سيطرته على الآخر، ويطوعه لديه ليكون أسلس قيادة، وأكثر انقياداً لمقاليده. اللعبة المكشوفة «عقابي لزوجي بسيط بشكل عام»، تقول هيام سعيد بصراحة: «عندما نتعرض لسوء تفاهم يكون أول ما أقوم به هو إبداء عدم المبالاة تجاه تصرفاته أو حديثه، لفترة قد تطول أياماً». تتابع الحديث قائلة: «قد أتجاهل ثورته، وأظهر عدم اهتمامي بقراراته، وعندما لا يتوقف عن هجومه ألجأ إلى غرفة النوم، وأغلق الباب. حينها يجد نفسه في مواجهة مع الأولاد، ومسؤوليات البيت، وطلباته الشخصية». تسترسل هيام مضيفة: «هكذا يحدث الشيء نفسه في كل مرة، وأمارس الأسلوب نفسه، إلى أن أصبحت اللعبة مكشوفة» بيني وبين زوجي، نمارسها بشكل تلقائي من دون أن نشعر بها». كيد ومكر بين الكيد والمكر تتفنن المرأة في أساليب الترويض الزوجي، بل لعلَّها تتفوق في هذا المجال، وقد يكون هذا العامل ما يجعل هند قاسم تتعاطى مع زوجها بأسلوب جديد، تقول عنه: «عقابي لزوجي هو الالتزام بتبادل التحية معه في كلمات معدودة، وبشكل رسمي قد يبلغ حد الجفاف». تصمت قليلاً بينما هي تتذكر تلك المواقف التي تتكرر كثيراً، وتقول:»لا عاطفة، ولا مودة، ولا حوار. بل العقاب والترويض يمتد إلى غلق باب الحوار وإجهاض المناقشة بمجرد بدئها، وتعليق القضايا المهمة إلى حين يدرك بنفسه غلطته ويشعر بها». لكن هند تستدرك قائلة: «بصراحة لا أستطيع أن أقاطع زوجي قطيعة تامة، ولفترة طويلة، لأني أدرك أنَّ الخلافات والرد عليها بعقوبات هي مجرد انفعالات تزول بعد زوال المشكلة». عقوبات صارمة بدورها تصف سامية طه أساليب عقابها لزوجها بالقول: «أعلن التمرد والعصيان على مملكته، وأهم ما يثير أعصابه هو عدم اهتمامي بغسل وكي ملابسه، فإذا لم يستسلم لطلباتي فإني استمر في تشديد العقوبة الصارمة عليه، وذلك بحرمانه من الأطباق التي يفضل أكلها، أو حتى من حقوقه الزوجية ولمدة طويلة». في المقابل تجد ميساء محي أنَّ أقسى عقاب لزوجها هو «تضييق الخناق عليه»، تقول عن ذلك: «يتحقق العقاب عبر محاصرته بأسئلة كثيرة، ومراقبة تحركاته، ولفتاته وهمساته «أين تذهب»؟ متى تعود؟ لماذا تأخرت»؟ من كان معك؟ لماذا كل هذه الكشخة؟» إلى آخر هذه الأسئلة التي تخنقه حتى يعلن استسلامه، ومن تكرار ذلك أجده يستسلم». الرجال يردون ترويض الأزواج بالطبع له أصوله وقواعده، فعقوبات حواء تلقائية وعفوية وبسيطة، في حين قد يكون لآدم رؤية أكثر تعقيداً، من جانبه إسماعيل حسن يعترض على استخدام هذا التعبير سواء للزوج أو للزوجة، قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بخلافات زوجية حادة، يمكن للزوج أن يتبع أسلوب التأديب بدلاً من الترويض، لأنَّ هذه الكلمة الأخيرة تحمل في طياتها معاني القسوة، في حين أنَّ كلمة التأديب أخف منها». ويضيف: «قد يلجأ بعض الأزواج في حال نشوب مشكلة عائلية إلى الخروج من المنزل لساعات بغية استعادة الشعور بالارتياح، وبعودته مع تحية وابتسامة يمكن للأجواء المنزلية أن تصفو ولمياه الود أن تعود لمجاريها، هذا ما يفعله الكثير من الرجال، وتنجح الخطة في النهاية». بدوره راشد اليوسف يعلق على الأمر قائلاً: «الرجل بطبيعته تحركه الغيرة من أي شيء، وعندما يغار الرجل على المرأة، فإنَّه لن يتأخر لحظة واحدة في معاقبتها». ويؤكد اليوسف أنَّ العقاب الزوجي في بداية الأزمة يكون أخف منه عند التوغل نحو مسافات أبعد في الخلاف»، موضحاً أنَّه يحاول مناقشة الأمر الخلافي مع زوجته، بانضباط نفس وبرودة أعصاب، ويحرص على التعامل مع الموضوع بصبر وحكمة». من جانبه جاسم النعيمي لا يتوقف قليلاً أو كثيراً عند الجانب الدلالي لـ «الترويض» أو «التأديب»، بل يؤكد أنَّ العقاب الزوجي ضروري بين أي زوجين، خصوصاً إذا كان محصوراً في حدود بسيطة ومعروفة، «فهو مثل طبق المقبلات الذي يفتح شهيتنا للطبق الرئيسي». ويضيف النعيمي قائلاً: «مَنْ مِنَ الأزواج لم يختلف مع الآخر، وكم من حيل وأساليب تدبر لذلك في سبيل حل المشُكلة والتلاقي من جديد». لا بدَّ من قائد إن كان العقاب أو التأديب بين الزوجين يستهدف، في المدى القصير والمؤقت، ضبط خطوتهما المشتركة نحو السعادة، فإنَّ الطبيب النفسي أحمد محمد يؤكد من خلال تعامله مع كثير من الأزواج إنَّ هناك الكثيرين ممن يعيشون قصص حب رائعة تتجلى فيها الرومانسية بأحلى صورها». يسترسل الدكتور أحمد. ويقول: «بعض الأزواج قد يعمدون إلى اللجوء لأساليب العقاب الزوجي كوسيلة لإنهاء الخلافات أو التهذيب والوصول إلى مصالحة ترضي الطرفين، لكن الحقيقة الوحيدة هي أن أسلوب العقاب الزوجي موجود بين كل زوجين تقريباً، إلا أنَّه يتخذ أشكالاً وأنواعاً تختلف بحسب طبيعة ومستوى العلاقة، وهنا نتلمس معالم ومسالك هذه الرحلة بين الحكايات والمواقف». يضيف محدثنا من وحي تجربته المهنية: «لابد لأي أسرة من قائد يعترف له بالسلطة، وبحقه في طاعة الطرف الثاني له. ومن المفروض في مجتمعاتنا ألا نعيش مثل هذا الصراع الذي يدوم لفترة قد تطول أو تقصر، وفي هذا الحال قد يحتاج الأمر إلى نوع من التفاوض لإيجاد حل وسط يستوعب احتياج كلا الطرفين». ويختم بالقول: «هذا التفاوض قد يتطلب درجة عالية من النضوج والمسؤولية والتفاهم، فعلى كل الطرفين أن يكون مستعداً لتقبل سماع الطرف الأخر، بل ومحاولة تفهمه أيضاً، وعدم الانسحاب المفاجئ أو الثورة العارمة عند صدور أي مكروه، أو موقف مرفوض. فالعقاب الزوجي غير مرحب به، إلا أن يكون في إطار خطة تكون الغاية منها تحقيق هدف إيجابي، وليس بهدف الإكراه والقطيعة دون التواصل».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©