أبحرت سفينتا صيد بحري على متنهما 44 ناشطاً دولياً في حركة ''غزة الحرة'' للتضامن مع الفلسطينيين، من 16 بلداً تتراوح أعمارهم بين 22 و81 عاماً، من ميناء لارنكا القبرصي أمس، متوجهتين إلى قطاع غزة أمس في محاولة لكسر الحصار الإسرئيلي المفروض على القطاع، ويتوقع النشطاء الوصول إلى سواحل بحر غزة يوم السبت·
ورافق زورق لخفر السواحل القبرصي سفينتيْ ''كسر الحصار لمسافة 3 أميال بحرية بعدما ودّعهما حشد في الميناء· وقال مسؤول قبرصي طلب عدم نشر اسمه لوكالة ''رويترز'' إن السلطات الإسرائيلية أجرت محاولات استطلاع بشأن إمكانية منع السفينتين من الإبحار·
وأعلنت الحركة في بيان وزّعته على الصحفيين أن مهمتها تتمثل في التنديد بالعمليات الإسرائيلية غير الشرعية وكسر الحصار للتعبير عن التضامن مع شعب غزة· وبين المتضامنين راهبة كاثوليكية عمرها 81 عاماً، وأخت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وعضو في البرلمان اليوناني، ولم يتمكن هيدي ابيشتاين (84 عاماً) أحد الناجين من ''محرقة اليهود'' في ألمانيا النازية من المشاركة في الرحلة لأسباب طبية·
وأوضح النشطاء أنهم يزمعون نقل مساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، لكن الهدف الأساسي هو تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني هناك، حيث يعاني من نقص في كل شيء، بما في ذلك الطعام والوقود·
وقال أحد منظمي ''غزة الحرة'' الأميركي بول لارودي: ''لقد مر أكثر من 41 عاماً منذ أن أبحر أي زورق في تلك المياه، ونحن نخطط لأن نكون أول من يفعل ذلك مرة أخرى''·
وقالت الصحفية والمؤلفة البريطانية ايفون ريدلي: ''توجد عملية إبادة جماعية في غزة ولا أحد يلاحظ ذلك''، وأضافت: ''عندما وقعت المحرقة نظر العالم كله في الاتجاه الآخر، فيما ترتكب هذه الفظائع ضد الإنسانية وغالباً ما يقال إننا لا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى''·
وقالت الفلسطينية ذات الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية هويدا عراف: ''إن الحصار الإسرائيلي على غزة ليس فقط غير مشروع في إطار القانون الدولي، وإنما هو غير أخلاقي''، وأضافت أن ''المؤسسات العالمية وحكومات العالم تعلم ما يحدث ولا تفعل شيئاً إزاء ذلك''·
وأشاد ''رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار'' في غزة النائب الفلسطيني جمال الخضري، خلال مكالمة هاتفية مع النشطاء على السفينة، بصمودهم وصبرهم رغم التهديدات الإسرائيلية باستهدافهم وإعاقة وصولهم إلى القطاع، وقال: ''إن الجماهير الفلسطينية ستنطلق منذ ساعات صباح السبت لاستقبال المتضامنين، مضيفاً أن الشارع الفلسطيني ''ينتظر السفينتين بفارغ الصبر وسيستقبل النشطاء بالترحيب في عرض البحر وعلى الشاطئ''·
في غضون ذلك، أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فتح المعابر الحدودية المخصصة لنقل البضائع إلى قطاع غزة بعد يومين من إغلاقها بدعوى سقوط صاروخ فلسطيني قرب مستوطنة يهودية في النقب جنوب فلسطين المحتلة·
وقال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية بيتر ليرنر إن شاحنات محملة بوقود وماشية وأدوات مكتبية للمدارس وإمدادات غذائية وطبية ستدخل القطاع غزة من خلال معابر ''ناحال عوز'' و''كرم أبوسالم'' و''صوفا التجارية''·
عدد اليوم
