انخفاض إمدادات «أوبك» خلال أكتوبر

ارتفع سعر النفط أمس مدعوماً ببيانات نمو قطاع الصناعات التحويلية الصينية خلال الشهر الماضي، فيما أظهر مسح لوكالة “رويترز” انخفاض إمدادات “أوبك” من النفط في أكتوبر في أول تراجع منذ أبريل بسبب انخفاض إنتاج المملكة العربية السعودية والعراق ونيجيريا، وهو ما تناقض مع نتائج مسح “بلومبيرج”، الذي أشار إلى زيادة إنتاج دول “أوبك” خلال نفس الشهر. وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود ديسمبر دولاراً ليصل في التعاملات المبكرة أمس إلى 78 دولاراً للبرميل. وارتفع خام القياس الأوروبي برنت 61 سنتاً إلى 75,81 دولار للبرميل، وتراجع متوسط أسعار سلة خامات “أوبك” القياسية إلى 75,56 دولار للبرميل يوم الجمعة من 75,94 دولار يوم الخميس الماضي بحسب بيان “أوبك” أمس. وقال ميشيل كويك المحلل لدى انفورما جلوبال ماركتس في سنغافورة “البيانات الإيجابية عن الصناعات التحويلية في الصين زادت الإقبال على المخاطرة في السلع الأساسية”. وأضاف “لكن لايزال هناك الكثير من القلق في السوق بسبب التوقعات بأن الاقتصاد الأميركي سيشهد نمواً بسيطاً أو لن يشهد أي نمو في الربع الأخير فيما تقلص الحكومة الأميركية إجراءات التحفيز”. وكشف مسح “رويترز”، الذي شمل شركات نفط ومسؤولين في أوبك ومحللين عن تراجع الإمدادات من 11 دولة عضواً في “أوبك” تلتزم بمستويات الإنتاج المستهدفة إلى 26,38 مليون برميل يومياً من 26,40 مليون برميل يومياً في سبتمبر . وكانت أوبك اتفقت على خفض الإنتاج بإجمالي 4,2 مليون برميل يومياً اعتباراً من سبتمبر 2008. وارتفعت الإمدادات 1,54 مليون برميل يوميا في أكتوبر عن مستوى 24,84 مليون برميل يومياً المسموح به للدول الإحدى عشرة التي تلتزم بخفض الإنتاج، وهو ما يعني أن المنظمة خفضت الإنتاج 2,66 مليون برميل يوميا من إجمالي التخفيضات التي وعدت بها. وبهذا يبلغ معدل الالتزام بالتخفيضات 63 بالمئة بدون تغيير عن سبتمبر. وانخفض إنتاج العراق بسبب إغلاق خطط الأنابيب إلى تركيا لمدة أسبوع. وتضخ أوبك ما يزيد عن ثلث إنتاج العالم من الخام. وبحسب تقرير “بلومبيرج” فإن بعض الدول الأعضاء بـ”أوبك”، ضخت في المتوسط 1,456 مليون برميلاً إضافياً يومياً، وبلغ إجمالي متوسط الإنتاج الشهر الماضي 28,76 مليون برميل في اليوم، بزيادة 80 ألف برميل عن سبتمبر. وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط قد خفضت في ديسمبر الماضي، سقف إنتاجها وحددته بـ24,845 مليون برميل في اليوم، ودخل القرار حيز التنفيذ بدءاً من مطلع العام الحالي، تماشياً مع تراجع الطلب بتأثير أسوأ أزمة يشهدها الاقتصاد العالمي منذ الثلاثينات. وتراجعت أسعار الذهب الأسود بـنحو 70 في المائة، عن أعلى مستو له في تموز 2008، إلى أن بدأت الارتفاع مؤخراً وتجاوزت الأسعار سقف 80 دولاراً، ولأول مرة في العام الحالي، في أكتوبر الماضي.وحول ضخ “الأوبك” المزيد من النفط الشهر الماضي، قال المحلل ريك موللر، “كانوا يتطلعون إلى ارتفاع الأسعار قرب 80 دولاراً وبوادر تعافي اقتصادي، وقرروا أن الوقت مناسب لكسب المزيد”. واستأثر عضوا المنظمة - نيجيريا وأنجولا - الدولتان الواقعتان في غرب القارة الأفريقية بالنصيب الأكبر من زيادة الإنتاج في أكتوبر الماضي، حيث رفعت الأولى إنتاجها إلى 1,875 مليون برميل يومياً في المتوسط، فيما بلغ متوسط إنتاج الأخرى 1,88 مليون برميل في اليوم، لتفوق سقف إنتاجها المحدد بـ363 ألف برميل في اليوم، وفق التقرير. وأشار التقرير إلى الكويت وقطر، كعضوي المنظمة الوحيدان اللذان حافظا على معدل أهدافهما كما هو دون تغيير، وتراجعت حصة الأولى بـ22 ألف برميل يومياً، والثانية بـ11 ألف برميل