الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شرطة أبوظبي تستعد للإعلان عن استراتيجية لوقف ظاهرة التسول

شرطة أبوظبي تستعد للإعلان عن استراتيجية لوقف ظاهرة التسول
23 أغسطس 2008 01:32
تستعد شرطة أبوظبي للإعلان الأسبوع المقبل عن استراتيجية وخطة محكمة لوقف ظاهرة المتسولين، إضافة إلى تخصيص أرقام مجانية للإبلاغ عن المتسولين وذلك لوضع حد لانتشار التسول وتحديدا مع اقتراب شهر رمضان وفق ما اكده مصدر في الشرطة لـ الاتحاد · وبدأت شوارع إمارة أبوظبي تشهد في الآونة الأخيرة، ظهور ''شكل جديد من التسول'' المبتعد عن طريقة سؤال المارة المباشر عن المال، ليقف المتسول على قارعة الطريق مستدرا عطف المارة عبر تكرار جملة أصبحت معهودة لمعظم المارة ''أنا مقطوع وبحاجة للنقود لبلوغ مكان معين''· ويشتكي مواطنون ومقيمون من تكرار هذا المشهد، معتبرين أن ظاهرة التسول ''تبدو مشكلة اجتماعية آخذة بالازدياد''، وما يلفت الانتباه في هذه الظاهرة القديمة الجديدة ''أنها أصبحت فنا واحترافا وتجارة رابحة تدر على أصحابها الأموال الطائلة''، بحسبهم· ويؤكد مراقبون أن ظاهرة التسول بهذه الطريقة تظهر بكثرة داخل المساكن والمناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية من منازل المواطنين وأمام المساجد· ومن خلال حوار لعبد الرحيم (32) عاما مع أحد أقربائه، اكتشف أنه كان فريسة سهلة بالنسبة لأحد المتسولين، حيث استوقفه في شارع الخالدية أول من أمس أحد المارة مظهرا حاجته الماسة لمبلغ من المال يكفيه للعودة إلى دبي، وهو ذات المشهد الذي تكرر مع قريبه· ويتابع عبد الرحيم أن ما دفعني إلى إعطائه مبلغ 200 درهم ،كان مظهر الشخص ''الأنيق''، لا ينم على أنه متسول· ويعتبر عبد الرحيم ''أن مشكلة انتشار التسول تكمن فيما يسببه المتسولون من حرج ومضايقات بالغة تضطر المرء إلى إعطائهم مبلغا من المال للتخلص منهم''· ويضيف ''دائما نجد متسولين أثناء جلوسنا في المقاهي والمطاعم، أو حتى أثناء السير في السوق يتوسلون بعبارات مبتذلة ومكررة من أجل بعض المال؛ بحجة أنهم من مكان ما، ولا يستطيعون العودة إليه''· من جانبها، ترى إيمان المهيري أن التسول يُعد ظاهرة جديدة على المجتمع الإماراتي، وهو ما يتطلب من الجهات المختصة التنبه لها، ومعاقبة المتسولين ''ممن يسيئون إلى الصورة الحضارية للدولة''، بحسبها· ويعتبر التسول جريمة في الإمارات يعاقب عليها القانون، خاصة إذا كانت من شخص متحايل صحيـــــح البدن، يتصنع المرض ويتظاهر أنه غير قادر على العمل· وكانت حكومة أبوظبي أقرت في عام 1975 قانونًا محليًّا لمنع التسول· ويبتعد متسولو هذه الأيام عن الصورة التي كانوا يعرفون بها سابقا من ارتدائهم لثياب مهلهلة، أو الظهور بصورة معاق غير قادر على العمل، وفق ما ذكرت غادة العسلي (25 عاما)، والتي تقول إن المتسول الآن غالبا ما يكون شابا تفوح منه رائحة العطر، أو امرأة حسنة المظهر تستوقفك في الطريق أو تدق باب بيتك أو عملك، متذرعين بحجج تتناسب وشكلهم المبتكر· وتزيد العسلي أن المتسولين غالبا ما تواجههم أزمة عارضة؛ فمرة شخص سُرقت نقوده يطلب العون حتى يعود إلى بلده، ومرة أخرى سيدة تدعي أن أمها ترقد في المستشفى تحتاج العلاج· وكانت دراسة أعدها مركز البحوث والدراسات في الإدارة العامة لشرطة أبوظبي عام 2005 لفتت إلى أن ظاهرة التسول تنتشر في معظم الأماكن في الإمارات ولكنها تظهر بكثرة داخل المساكن والمناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية من منازل المواطنين وأمام المساجد· وأوصت الدراسة بتشكيل فرق خاصة بمكافحة التسول تقوم بجولات تفتيشية مستمرة في الأماكن التي يتواجد بها المتسولون وتشديد العقوبة بالنسبة للمتسول الذي يتخذ من التسول مهنة· وطالبت الدراسة بتشديد الرقابة على تجارة التأشيرات والتأكد من أن الوافدين الحاصلين على الإقامة في الدولة يمـــارســـون العمل الفعلي حســــب الإقامـــة الممنوحـــة لهـم· وذكرت الدراسة أن الغالبية العظمى من المتسولين هم من غير المواطنين· وبلغت نسبة المقبوض عليهم في قضايا التسول من الوافدين 98,18 % وشكل الذكور 75,11% من إجمالي المتسولين· وأظهرت الدراسة أن حالات التسول تكثر في شهر رمضان حيث بلغت نسبة التسول في شهر رمضان من العام الفائت 85,66% من مجمل قضايا التسول·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©