الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ماكري».. هل ينقذ الأرجنتين؟

10 ابريل 2015 21:54
بدأ السباق على الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية المقررة في أكتوبر المقبل بمفاجأة كبيرة تتمثل في تقدم «موريسيو ماكري» عمدة العاصمة بوينس آيريس في عدد من استطلاعات الرأي، ما يعني امتلاكه فرصة حقيقية لإنهاء 12 عاماً من الحكم البيروني اليساري الشعبوي الذي قادته حكومة عائلة «كرشنر». والآن «ماكري»، وهو مهندس كان يتولى رئاسة نادي كرة القدم الشهير بوكا جونيورز قبل أن يُنتخب عمدة لبوينس آيريس في 2007، يتقدم على منافسيه قليلاً في اثنين من أربعة استطلاعات للرأي أجريت مؤخراً عبر أرجاء البلاد. فالاستطلاعان اللذان أجرتهما شركتا «بول- دايتا» و«جياكوب آند أسوشييتس» وضعاه في مقدمة السباق في حين قدّمه استطلاع أجرته شركة «مانَجمنت آند فيت» متعادلاً مع المرشح المدعوم من قبل الحكومة وهو «دانييل سيولي» حاكم إقليم بوينس آيريس. أما استطلاع الرأي الرابع الذي أجرته شركة «بولياركيا»، فقد جاء فيه متأخراً عن «سيولي». وحين سألته عن الطريقة التي يتوقع أن يفوز بها على المرشح المدعوم من طرف الحكومة، والذي ربما سيحظى بإمكانات أكثر ووقت أطول على التلفزيون، أخبرني «ماكري» بأنه قد أثبت منذ بعض الوقت أنه يستطيع النجاح. ذلك أنه عندما ترشح لمنصب العمدة أول مرة، كانت قلة قليلة من الناس فقط تعتقد أنه سيحظى بفرصة للفوز على الحزب البيروني الحاكم، ولكنه تمكن من تحقيق ذلك في نهاية المطاف. ويقول ماكري: «اليوم، لدينا فرصة حقيقية للفوز (لأنه) بعد 25 عاماً من السياسات نفسها، يريد الأرجنتينيون شيئاً مختلفاً اليوم». وقد رفض «ماكري» ما تذهب إليه بعض التكهنات من أنه حتى في حال فوزه، فسيجد صعوبة كبيرة في الحكم نظراً لأن الحزب البيروني ربما سيكون مسيطِراً على الكونجرس، ومعظم النقابات، وسيكون مدعوماً من قبل ملايين الأشخاص الذين أصبحوا متعودين على الاستفادة من إعانات «كرشنر» الحكومية. وعن ذلك قال: «لنركز على الحقائق، والحقائق تقول إننا حكمنا بوينس آيريس خلال السنوات السبع الماضية على رغم وجود أصعب وأكثر حكومة وطنية استبداداً منذ عقود وعملها ضدنا»، مضيفاً «سيكون أكثر سهولة الحكم إذا أصبحنا نحكم الأرجنتين كلها. ولذلك، فإننا نشعر بالثقة». وجواباً على سؤال حول ما يعتزم القيام به تجاه الشركات المملوكة للدولة مثل الخطوط الجوية الأرجنتينية وشركة السكك الحديدية اللتين تم تأميمهما من قبل الحكومة الحالية، أشار «ماكري» إلى أنه يعتزم دراسة كل قضية من قضايا هذا الملف على حدة واستطرد قائلاً: «إننا نريد البقاء بعيداً عن النقاشات الإيديولوجية والبحث عن حلول ملموسة»، مضيفاً «إننا لسنا مغرمين بأي سيناريو (سياسي)». وحول الاقتصاد، قال «ماكري» إن أولويته الرئيسية تتمثل في إعادة الثقة إلى البلاد، في الداخل والخارج، من بين أشياء أخرى، عبر التوافر على بنك مركزي مستقل، وتخفيف القيود على العملة، والسيطرة على التضخم. فهذه الخيارات وغيرها من التدابير الداعمة للسوق من شأنها أن تدفع الأرجنتينيين إلى أن يستثمروا في البلاد مليارات الدولارات التي يحتفظون بها في الخارج، وهو ما سيفعله المستثمرون الأجانب أيضاً، كما يقول. وأعتقد، شخصياً، أنه ما زال من المبكر جداً الخروج باستنتاجات من استطلاعات الرأي، ولكن «ماكري» بدأ بداية جيدة على كل حال. وإذا استمر الاقتصاد الأرجنتيني في التدهور (من المتوقع أن يصبح الأسوأ في أميركا اللاتينية من حيث الأداء هذا العام إلى جانب فنزويلا، وفق توقعات صندوق النقد الدولي)، فإنه يمكن القول إن لديه فرصة جيدة للفوز. غير أنه سيواجه عراقيل صعبة. فإذا كانت سياسات «كريستينا فيرنانديز كرشنر» الكارثية والشعبوية قد تسببت في إفلاس البلد على رغم استفادته من أكبر طفرة في أسعار السلع منذ نحو قرن، فإنها من المحتمل أن تسرّع عملية طباعة الأوراق النقدية من أجل إيهام الناس بالتعافي الاقتصادي خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يمكن أن يفيد المرشح الذي ستقرر دعمه. ولكن الخبر السار هو أن المنافسين الأولَين لـ«ماكري»، مرشح الحزب البيروني المعارض «سيرجيو ماسا» و«سيولي» إلى حد ما، سيسعيان أيضاً إلى إعادة إدماج الأرجنتين في الاقتصاد العالمي، وإنهاء التحالف الأوتوماتيكي مع فنزويلا. وبذلك يمكن القول إنه على رغم أخطائها المتكررة، إلا أنه ما زالت ثمة أسباب للتفاؤل بشأن مستقبل الأرجنتين. أندريس أوبنهايمر * * كاتب أرجنتيني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©