السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليفة بن زايد خير خلف لخير سلف

خليفة بن زايد خير خلف لخير سلف
2 نوفمبر 2009 02:50
ما أن ووري جثمان “زايد الخير” الثرى، حتى كفكف الكبار دموع الحزن، وتطلعوا إلى راعي المسيرة خليفة بن زايد، ليرفع الراية خفاقة عالية، مستهدياً بنهج الراحل العظيم. وعلى الرغم من الألم الذي اعتصر القلوب، إلا أن نهج زايد كان حاضراً، فالتأم مجلس الاتحاد بأصحاب السمو الحكام في الثالث من نوفمبر 2004 واختاروا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة وقائداً للاتحاد. “سيبقى شعب الإمارات كما أراد زايد دوماً حارساً للاتحاد وما حققه من إنجازات عظيمة على جميع المستويات”، بهذه الجملة لخص أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات رؤيتهم للحقبة الجديدة التي دشنها صاحب السمو رئيس الدولة. وكما هو دأب الإمارات وأهلها، أثار هذا الانتقال السلس للسلطة إعجاب العالم الذي وقف مشدوهاً لما قدمته الإمارات قيادة وحكومة وشعباً من نموذج فريد يقتدى به، كما وصفه زعماء العالم آنذاك، وترجمت هذه الخطوة حرص الإماراتيين وقيادتهم على الالتزام بنهج الراحل وما غرسه فيهم من منظومة القيم النبيلة، وتفانيهم في سبيل رفعة الوطن وعزته وكرامته. أما الإماراتيون ومن عايشهم من أشقاء وأصدقاء، فلم يكن غريباً عليهم “سلاسة الانتقال”، وقد خبروا خليفة كما خبروا زايداً من قبل، فتعلقت عيونهم بالقائد الذي تربى في كنف الأصالة، ورضع مكارم الأخلاق، وترعرع على حب الشعب والاجتهاد في رفعته، منذ ولادته في العام 1948 بالعين، ومرافقته للراحل العظيم في حله وترحاله. وما تزال كلمات خليفة بن زايد التي ألقاها إلى الأمة في الأول من ديسمبر 2004 يتردد صداها منهاجاً لمرحلة جديدة من البناء والعطاء ومواصلة مسيرة الازدهار “لقد رحل زايد الخير والبناء والعطاء إلى جوار ربه وبقيت روحه الطاهرة ونهجه الرائد ومبادئه السامية نبراسنا الذي نهتدي به في تعزيز مسيرتنا الاتحادية.. إن زايد لن يفارقنا فقد خلد ذكراه في نفوسنا وقلوبنا بجلائل أعماله وسيظل حاضراً بيننا ومعنا دائماً وأبداً”. وجاءت استراتيجية التمكين التي اعتمدها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله يتصدرها محور التنمية الإنسانية، ترجمة للفكر النير لسموه، “فالإنسان أغلى ما نملك”، وكل موارد الدولة رهن لتطور الإنسان وتأمين الرعاية اللازمة له. كما يؤكد سموه على ضرورة الحفاظ على الإرث الحضاري الذي غرسه القائد الوالد “فقد غرس فينا حب هذا الوطن الغالي والتمسك بهويتنا الوطنية والبعد عن كل ما يمس ويتعارض مع تراثنا وثقافتنا العربية والإسلامية، وإن اختيارنا لطريق التقدم والازدهار لا يعني مطلقاً تفريطنا في قيمنا ومبادئنا وموروثنا الاجتماعي، ونحن نأخذ بكل مقومات التقدم لنواكب العصر ونحرص في الوقت نفسه على التمسك بشخصيتنا وهويتنا وأصالتنا”. وعلى الرغم من تركيز سموه على الإنسان الإماراتي وهويته التي وجه سموه بإعلان العام الماضي 2008 عاماً للهوية الوطنية، إلا أن فكر سموه يتسع للأشقاء والأصدقاء، حيث حدّد صاحب السمو رئيس الدولة ملامح بارزة للعمل الخليجي والعربي المشترك، وتبنى موقف الإمارات الثابت والتاريخي من القضية الفلسطينية: “نؤكد دعمنا ومساندتنا للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. وكما كان والده وسلفه زايد محباً للسلم وداعياً له، فإن صاحب السمو رئيس الدولة يؤكد في كل مناسبة على ضرورة أن يسود العالم العدل والسلام وروح المسؤولية والتضامن في مواجهة المشكلات التي تواجه البشرية، غير أن التصدي للإرهاب ينبغي ألا يُغمض أعين العالم عن قضايا أكثر خطراً وإلحاحاً تواجه البشرية كالفقر والجوع والمرض والجهل، والحروب والفساد والقمع والاحتلال والظلم الاجتماعي. كما يؤكد سموه دائماً الالتزام بالتسامح كمنهاج عمل “ونجدد رفضنا لكل أشكال التعصب والكراهية والإرهاب لأنها جميعاً تتنافى مع كل الأسس والقيم والأديان السماوية والإنسانية”. وتطول قائمة مآثر خليفة التي يعرفها القاصي والداني.. لكن في الذكرى الخامسة لتولي سموه مقاليد الحكم، نعيد ما تعهد به سموه قبل أعوام “إننا نجدد العهد لقائد مسيرتنا وباني نهضتنا المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه بمواصلة العمل في كل الميادين من أجل المحافظة على مكتسباتنا الوطنية وتحقيق الإنجازات على طريق تقدم الوطن وسعادة المواطن”. هذا عهد القائد الذي قطعه على نفسه، وهو عهد الشعب أيضاً لسموه بأن نظل أوفياء لسموه، نبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل رفعة الوطن تحت قيادته الرشيدة، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. يا وطني الأبي قالوا أعط القوس لباريها.. فيشهد التاريخ أننا أعطينا القوس لباريها ومنحنا الراية لقائد المسيرة، فافرح يا بلدي واسعد، فليس اليوم يوم حزن، بل هو ذكرى مجيدة نشعر فيها بالفخر وترنو أبصارنا نحو المستقبل المشرق تحت قيادة “خليفة” .. خير خلف.. لخير سلف، عاقدين العزم على أن تظل روح زايد ومبادئه النبيلة نبراسنا الذي نهتدي به
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©