السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زايد.. رواية خير مازالت فصولها تكتب

زايد.. رواية خير مازالت فصولها تكتب
2 نوفمبر 2009 02:46
تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، حيث يحيي المواطنون والمقيمون هذه الذكرى العطرة بالتأكيد على استمرار النهج الذي اختطه رحمه الله في سبيل رفعة البلاد وازدهارها. ويستذكر المواطنون والمقيمون مساء الثلاثاء الثاني من نوفمبر عام 2004، عندما جاء النبأ الأليم ساعة كان الصائمون يتحلقون حول موائد إفطار شهر رمضان المبارك، رحل زايد بن سلطان إلى بارئه، بعد أن أضاء ستاً وثمانين شمعة من عمره في سبيل رفعة الإمارات ونهضتها. وبهذه المناسبة، دعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى المشاركة في الاحتفال التأبيني بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل “زايد الخير” الذي يقام بعد صلاة المغرب اليوم في جامع الشيخ زايد الكبير. وما تزال كلمات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، التي ألقاها إلى الأمة في الأول من ديسمبر 2004 يتردد صداها منهاجاً لمرحلة جديدة من البناء والعطاء ومواصلة مسيرة الازدهار، حيث قال سموه: “لقد رحل زايد الخير والبناء والعطاء إلى جوار ربه، وبقيت روحه الطاهرة ونهجه الرائد ومبادئه السامية، نبراسنا الذي نهتدي به في تعزيز مسيرتنا الاتحادية.. إن زايد لن يفارقنا، فقد خلد ذكراه في نفوسنا وقلوبنا بجلائل أعماله، وسيظل حاضراً بيننا ومعنا دائماً وأبداً”. زايد.. مسيرة إنجاز عنوانها الخير أول فصول رواية الخير كتبت في أحد أيام العام 1918، عندما استقبلت الدنيا الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة في قلعة الحصن.. في زمان تلبّدت سماؤه بأعاصير السياسة.. وحفّت أنواؤها بالمنطقة بعد رحيل زايد الكبير أمير بني ياس وحاكم أبوظبي الذي استلهم حفيده سيرته في رفعة البلاد والعباد. نهل من معين الكتاتيب كغيره من أبناء ساحل عمان آنذاك، كان القرآن الكريم أول زاده. تلذذ لسانه بفنون اللغة العربية من شعر ونثر، دون أن يقف به حب العلم عند هذا الحد، فاتخذ مجلس والده الحاكم مدرسة للسياسة وللتقاليد وعظيم الموروث وقصص الأسلاف... وعلى الرغم من كونه ابناً للحاكم، عاش "زايد" شظف الحياة الذي كان سمة تلك المرحلة، خَبِرَ الصحراء، وتماهت روحه مع صفائها وهدوئها، كما اشتد عوده في مواجهة حرها وزمهريريها.. تقاسم الزاد البسيط مع البدوي دون أن ينسى ابن البحر، فأحبه الاثنان بإخلاص وولاء لم تنفك عراهما حتى اللحظة.. وصفه الرحالة البريطاني تسيجر بعد أن التقاه العام 1948 ".. كنت مشتاقاً لرؤية زايد لما يتمتع به من شهرة لدى البدو، فهم يحبونه لأنه بسيط معهم، ودود وهم يحترمون شخصيته وذكاءه وقوته البدنية. وهم يرددون باعتزاز: زايد رجل بدوي، لأنه يعرف الكثير عن الجمال، كما يجيد ركوب الخيل مثل واحد منا، كما أنه يطلق النار بمهارة، ويعرف كيف يقاتل". البندقية والصقر كانا رفيقيه في الصحراء، حتى ذلك اليوم المشهود. روى رحمه الله "ذات يوم ذهبت في رحلة صيد في البراري، وكانت الطرائد قطيعاً وافراً من الظباء يملأ المكان من كل ناحية، فجعلت أطارد الظباء وأرميها، وبعد حوالي ثلاث ساعات، قمت أعد ما رميت، فوجدتها أربعة عشر ظبياً، عندئذٍ فكرت في الأمر طويلاً، وأحسست أن الصيد بالبندقية، إنما هو حملة على الحيوان، وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه، فعدلت عن الأمر واكتفيت بالصيد بالصقور". ميله للسلم وحب الحياة دفعه إلى أن يشمر عن ساعديه لبناء حلم، بدأت تباشير تحققه بالظهور في العين التي كان زايد حاكماً لها. هناك امتلك "الشاب اليافع" مفاتيح القلوب بكلمتي العدل والتواضع، دون أن يدع شح الإمكانيات آنذاك يقف عائقاً أمام طموحه، مديراً ظهره للمخذّلين، لاغياً من قاموسه كلمة اليأس. قال المغفور له بإذن الله عن تلك المرحلة "إن بعض خبراء الزراعة قالوا لنا في السابق إن أرضنا لا تصلح للزراعة، ونصحونا بعدم المحاولة، ولكننا حاولنا ونجحنا..". وحمل يوم السادس من أغسطس في العام 1966 بشارة الخير بتبوؤ الشيخ زايد بن سلطان كرسي إمارة أبوظبي، ليصبح السادس عشر في سلسلة حكامها، لتدور عجلة التنمية بشكل متسارع، ويكتمل حلم "الكهل الشجاع" بعد خمس سنوات بالتفاف سبع من درر الخليج العربي حوله، لتولد دولة الإمارات العربية المتحدة. تحقق حلم الاتحاد لم يدعه يغفل عن باقي أعضاء الجسد العربي. فأوجاع أبناء لغة الضاد التي تجمع بين المحيط والخليج كانت أوجاعه، "فالبترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي"، لذلك لم يتردد في تفرده بقرار وقف إمداد النفط في نكسة 1967، ومبادرته في أكتوبر 1973. قال رحمه الله "لقد أصدرت قرار قطع البترول ووقف إنتاجه خلال حرب أكتوبر، ولم أكن انتظر كل هذا التأييد، ولم أكن أتطلع إليه لحظة واحدة، لقد أصدرت قرار قطع البترول لإيماني بأنني أؤدي واجبي كاملاً تجاه أهلي وقومي". وعندما انحدرت شمس القومية العربية إلى الغروب، وقد ادلهمت الخطوب، وأطلت الفتنة برأسها بين الأشقاء، استمات "الشيخ الحكيم" لرأب الصدع، وجمع العرب على قلب رجل واحد. قال طيب الله ثراه "إنني منذ بداية الخلافات العربية- العربية إلى يومنا هذا، لم أبت ليلة واحدة مسروراً، وأسعى دائما وأود أن أبذل الجهد وأصرف المال من أجل ألّا يختلف شقيق مع شقيقه". صعوبة تأليف قلوب الساسة، لم يعجزه عن اجتذاب قلوب الرعايا. فعلى تراب بلاده، تلاقى الأضداد من شتى البلدان؛ سواعدهم متحدة خدمة للبلد الذي احتضنهم، وألسنتهم تلهج بشكر "زايد الخير"، ليعمل الإماراتي والعربي والآسيوي والأجنبي جنباً إلى جنب، مكللين بالأمن والأمان، لا يضيع لهم حق. صبّ "الشيخ الوالد" اهتمامه على الإنسان، فـ"الثروة ليست ثروة المال، بل هي ثروة الرجال". فذلّل وسائل العلم طيعةً لأبناء الإمارات، وفتح أبواب التحديث على مصاريعها، بما لا يمس الهوية. قال رحمه الله "عندما اتبع العرب تعاليم الدين فإنهم سادوا العالم وحققوا الأمجاد. وديننا حافل بالتعاليم العظيمة، ولا يجب أن تجذبنا قشور المدنية". ولم ينس "والدنا زايد" المرأة، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة، فنفض عنها العادات البالية، وأحاطها بما تستحق من عناية، موسعاً أمامها آفاق العلم والعمل. قال رحمه الله "إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية، بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة". "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر". فمساء الثلاثاء الثاني من نوفمبر في العام 2004، وفي ساعة كان الصائمون يتحلقون حول موائد إفطار اليوم التاسع عشر من رمضان، جاء النبأ الأليم. رحل زايد بن سلطان إلى بارئه، بعد أن أضاء ستا وثمانين شمعة من عمره في سبيل رفعة الإمارات ونهضتها. رحل زايد، بعد أن زاد الخير والكرم الذي عمّ القاصي والداني.. رحل زايد تاركاً الإمارات تتربع على عرش الأصالة الممزوجة بالعصرنة، جنباً إلى جنب مع الأمم الراقية.. رحل زايد، ليعتصر الحزن القلوب، وتذرف العيون دموعاً لا تجف، وترتفع الأكف إلى السماء، ضارعة إلى المولى بإسباغ رحمته على من حلّ ضيفاً عليه.. زايد.. رحلة بطولة بدأت من قلعة الحصن ولادته ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العام 1918 في قلعة الحصن التي بناها والده الشيخ سلطان في مدينة أبوظبي في العام 1910، وهو الابن الرابع للشيخ سلطان بن زايد بن خليفة الذي كان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان. وقد عرف عن الشيخ سلطان بن زايد شجاعته وحكمته وقدرته على بسط السلام والنظام وولعه بالشعر، واهتمامه بأمور الزراعة والبناء. وسمي زايد تيمناً بجده لأبيه زايد الكبير أمير بني ياس، الذي كان بطلاً في أيامه واستمر حاكما لإمارة أبوظبي من عام 1855 وحتى عام 1909. وعندما تولى الشيخ سلطان بن زايد زمام القيادة كرئيس للقبيلة، وحاكم لأبوظبي في عام 1922، كان الشيخ زايد في الرابعة من عمره، واستمر حكم الشيخ سلطان حتى عام 1926، واتسم حكمه بالشجاعة والحكمة والتسامح غير المفرط، ووطد علاقات طيبة مع جيرانه من الأشقاء العرب، وعندما توفي والده الشيخ سلطان كان الشيخ زايد في التاسعة من عمره. طفولته عاش الشيخ زايد طفولته في قصر الحصن الكائن حاليا في قلب العاصمة أبوظبي، وفي زمن شهد ندرة المدارس إلا من بضعة كتاتيب، دفع به والده إلى معلم ليعلمه أصول الدين، وحفظ القرآن الكريم، ونسج من معانيه نمط حياته. وبدأ يعي أن كتاب الله جل جلاله ليس فقط كتاب دين، وإنما هو الدستور المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة. وفي السنة السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ سلطان، وكان الطفل زايد يلتقط ويتعلم العلم من مجلس أبيه، فتعلم أصول العادات العربية، والتقاليد الأصيلة والشهامة والمروءة والشرف. وتعلم الأمور السياسية والحوار السياسي. وفي مرحلة يفاعته بدأت ثقافته تكتسب بعداً جديداً، فولع بالأدب واظهر الاهتمام بمعرفة وقائع العرب وأيامهم، وكان من أمتع أوقاته الجلوس إلى كبار السن ليحدثوه عما يعرفوه من سير الأجداد وبطولاتهم، هذا إلى جوار ما تعلمه من الخصال الطيبة من والدته الشيخة سلامه. وتدل شواهد صباه انه كان قناصا ماهراً شجاعاً لا يعرف التردد أو الجبن، وفارساً من فوارس الصحراء، يجيد ركوب الخيل ويعرف أصولها. هواياته وكبر الشيخ زايد وترعرع وتعلم الفروسية والقنص. وكان يفضل المرح والقنص في الصحراء أو الجبال القريبة أو المنافسة مع أصدقائه وأقرانه. كما تولع منذ طفولته بحب الخيل، حيث كان يتردد إلى إسطبل العائلة للخيول العربية الأصيلة في مزيد. وعندما أصبح الشيخ زايد فتى يافعاً كان قد أتقن فنون القتال، وبرز ميله إلى المغامرة، وتحدي صحراء مترامية الأطراف لكشف المجهول. وقد تعلم ممارسة هواية الصيد والقنص، ولا سيما الصيد بالصقور في عمر 16 سنة. وكان بارعا في الصيد بالصقور والبندقية، ولكنه توقف عن استخدام البندقية واكتفى بالصيد بالصقور وعن أسباب ذلك يقول الشيخ زايد: في ذات يوم ذهبت لرحلة صيد في البراري، وكانت الطرائد قطيعاً وافراً من الظباء، يملأ المكان من كل ناحية، فجعلت أطارد الظباء وأرميها، وبعد حوالي ثلاث ساعات قمت أعد ما رميته فوجدتها أربعة عشر ظبياً، عندئذ فكرت في الأمر طويلاً، وأحسست إن الصيد بالبندقية إنما هو حملة على الحيوان، وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه، فعدلت عن الأمر واكتفيت بالصيد بالصقور". وظل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شغوفا بممارسة ومتابعة هذه الهوايات والاهتمامات، وشجع الجميع على ممارستها، ورصد الجوائز القيمة للسباقات السنوية التي يأمر بتنظيمها ويرعاها. شخصيته الشيخ زايد عربي مسلم، ذو سمات إنسانية، وهو رجل واضح الذاتية، وطيد الأصالة، مفتوح الطموح، مكفول الحاجات، رشيد التصرف، كريم المنزلة، غير منكمش ولا هياب، قادر على الابتكار والإبداع، ففي عام 1948 قام الرحالة البريطاني تسيجر بزيارة المنطقة، وعندما سمع كثيراً عن الشيخ زايد أثناء طوافه في الربع الخالي، جاء إلى قلعة المويجعي لمقابلته، يقول تسيجر: إن زايد قوي البنية، ويبلغ من العمر ثلاثين عاماً، له لحيه بنية اللون، ووجهه ينم عن ذكاء، وقوة شخصية، وله عينان حادتان، ويبدو هادئاً، ولكنه قوي الشخصية، ويلبس لباساً عمانياً بسيطاً، ويتمنطق بخنجر، وبندقيته دوماً إلى جانبه على الرمال لا تفارقه. ولم يعرف عن الشيخ زايد أية نقيصة أو تقصير في أداء واجبه نحو الغير، أو نجدة المضطر إليه، وكان كريماً سخياً، وجواداً لا يرد لإنسان حاجة، وظلت هذه الصفة تلاحقه حتى اليوم، وكثيراً ما ضاق مقربوه ومستشاروه في الدولة الحديثة، واعتبروا هذه الصفة إسرافاً في الكرم لدرجة الإفراط، والواقع إن كل من عرفه، منذ تلك الفترة يشهد له بهذه الشخصية القوية والمميزة. ويصف النقيب البريطاني أنطوني شبرد في كتابه مغامرة في الجزيرة العربية مكانة زايد وعظمته وسط مواطنيه ، قائلاً: كان رجلاً يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي، وكان بلا شك أقوى شخصية في الدول المتصالحة، وكنت أذهب لزيارته أسبوعياً في حصنه، وكان يعرض عليّ وضع السياسة المحلية بأسلوب ممتاز، وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر، لقد كان واحداً من العظماء القلة الذين التقيتهم، وإذا لم نكن نتفق فالسبب يكون في جهلي”. وكان العقيد بوستيد الممثل السياسي البريطاني أحد المعجبين بكرم الشيخ زايد، فقد كتب بعد زيارته للعين: “لقد دهشت دائماً من الجموع التي تحتشد دوما حوله، وتحيطه باحترام واهتمام.كان لطيف الكلام دائماً مع الجميع، وكان سخياً جداً بماله، ودهشت على الفور مما عمله في بلدته العين، وفي المنطقة لمنفعة الشعب، فقد شق الترع لزيادة المياه وري البساتين وحفر الآبار وعمر المباني الأسمنتية في الأفلاج، إن كل من يزور البريمي يلاحظ سعادة أهل المنطقة”. زايد حاكماً لمدينة العين في مدينة العين وضواحيها، أمضى زايد السنوات الأولى من فجر شبابه وترعرع بين تلالها وجبالها واستمد كثيراً من صفائها ورحابتها واشتهر بشجاعته وإقدامه وهو ما يزال صبياً. وعندما بلغ الشيخ زايد الثامنة والعشرين من عمره تولى حكم مدينة العين بقراها السبع بصفة حاكماً للمنطقة الشرقية، وكانت هذه النقلة التاريخية التي من خلالها ترجم الشيخ زايد كل ما اكتسبه من خبرة في الإدارة السياسية إلى التطبيق في المجال العملي، فتكونت شخصية الشيخ زايد السياسية القوية المفكرة. وفي عام 1946 انتقل الشيخ زايد إلى قلعة المويجعي. وهي قلعة قديمة تقع عند مشارف مدينة العين، ليمارس مهامه الجديدة واستمر في تأدية مهامه حتى العام 1966، وأحس على الفور بالحاجة إلى إدخال كل الإصلاحات الممكنة لتحقيق طموحات مواطنيه، وتحسين أحوالهم المعيشية وتحقيق العدل والعدالة في حكمه وأحكامه بينهم. كما يؤكد ذلك الرحالة البريطاني ويلفرد ثيسجر في كتابه الرمال العربية قائلاً: “إن زايد رب أسرة كبيرة يجلس دائماً للاستماع إلى مشاكل الناس ويقوم بحلها ويخرج من عنده المتخاصمون في هدوء، وكلهم رضى بأحكامه التي تتميز بالذكاء والحكمة والعدل”. وكان مجلسه تحت شجرته المفضلة في ذلك الوقت خارج القلعة لا يكاد يخلو من ضيوف وزوار دائمي التردد عليه، وكان في تلك الفترة الحاكم المخلص الوفي، أحب الجميع وأحبه الجميع فتمكن الشيخ زايد من إرساء قاعدة شعبية ضخمة من خلال إنجازاته وإصلاحاته في مدينة العين رغم قلة الإمكانيات والواقع إن حب أهل العين للشيخ زايد لم يأت من فراغ بل جاء بسبب بساطته، وعمله الدؤوب من أجل إرضاء الجميع، كما عرف عنه عدله في فض الخلافات. وكان الشيخ زايد قبل توليه هذا المنصب غير معروف خارج قبيلته، وبوصوله إلى مركز القيادة فيها ذاعت شهرته بين عرب البادية الذين كان لا يختلف عنهم في العادات والطبائع والبساطة. كما امتدت شهرته وسمعته بعد ذلك إلى جميع القبائل وعرب البادية في الدول المجاورة. السادس من أغسطس 1966 وبتولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس للعام 1966، دخلت المنطقة منعطفاً تاريخياً وعلامة بارزة في اتجاه العمل الوحدوي، وبداية نهضة شاملة بكل المقاييس وفي كل القطاعات. فقد ترك هذا اليوم الخالد بصماته الواضحة على مسيرة التنمية الشاملة في ربوع أبوظبي، وانطلق منها إلى إرساء دعائم الدولة الحديثة. وأخذ القائد على عاتقه منذ البداية مسؤوليات بناء القواعد الصلبة التي ارتفع فوقها صرح الدولة الاتحادية فيما بعد، وكانت السنوات حافلة بصور الإنشاء والتعمير، ومواجهة تحديات العصر، والاهتمام ببناء الإنسان، وتعزيز دور التربية والتعليم، وتحديث الإدارة وتطوير مفاهيمها، كخدمة عامة، ومتابعة تطور الاقتصاد الوطني، وبناء القوة الذاتية، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار. وكان كل ذلك في إطار الممارسة الفعلية للديمقراطية، وعدم الاكتفاء بمجرد إطارها الشكلي، وتجسيد طموحات الشعب في توازن حضاري رائع، جعل من مسيرة البلاد نموذجاً يطل على المستقبل المرتبط ارتباطاً وثيقاً بجوهر التاريخ في دوره وعظمته. ودارت عجلة البناء في كل مكان تشيد صروح التقدم في إمارة أبوظبي، التي لعبت قيادتها الفذة بعد سنتين من ذلك التاريخ أهم الأدوار في قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. فقد سخر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عائدات الثروة النفطية في بناء الوطن والمواطن حيث أكد في هذا الصدد لا فائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب، ولم يسخر المال فقط، ويوظفه لإسعاد الأمة، بل نذر نفسه لخدمتها، وأخذ يجوب البلاد من أقصاها إلى أقصاها، يتابع بنفسه عمليات التشييد والبناء ويتنقل بين القرى والوديان، ويتفقد مشاريع الإنماء والأعمار، ويقود سباقاً وتحدياً للحاق بركب التحديث. وبدأت أبوظبي تخطو خطواتها الأولى نحو آفاق التقدم المدروس، فأرسى سموه قواعد الإدارة الحكومية وفق الأسس العصرية، وأمر سموه بتنفيذ المئات من المشاريع التطويرية والخدمية التي قلبت أبوظبي إلى ورشة عمل جبارة، وأقام العشرات من المناطق، والأحياء السكنية الجديدة، لتوفير السكن الصحي الملائم للمواطنين. جوائز وأوسمة الشيخ زايد الوثيقة الذهبية 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف "الوثيقة الذهبية" للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باعتباره أهم شخصية للعام 1985 لدور سموه البارز في مساعدة المغتربين على أرض بلاده وخارجها في المجالات الإنسانية والحضارية والمالية. رجل العام 1988 اختارت هيئة "رجل العام" في باريس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك تقديراً لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاح سموه المتميز في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضاً وإنساناً، جعلها دولة متطورة متقدمة حتى أصبحت "درة الخليج". وشاح الجامعة العربية 1993 منحت جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقام في وقتها الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبد المجيد بتقليد الشيخ زايد الوشاح، معبراً عن اعتزاز كل الشعوب العربية والإسلامية بجهود سموه المقدرة في مكافحة التصحر والاهتمام بالبيئة والمشاريع الإنمائية على مستوى دولة الإمارات وأيضا الدول العربية والإسلامية الشقيقة. الوسام الذهبي للتاريخ العربي 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "الوسام الذهبي للتاريخ العربي"، وذلك تقديراً منها للجهود المتواصلة لسموه في خدمة العروبة والإسلام، واعترافاً بأياديه البيضاء على العلماء واعتزازاً بشغف سموه بالدراسات التاريخية. الشخصية الإنمائية 1995 اختير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "الشخصية الإنمائية للعام 1995" على مستوى العام، من خلال الاستطلاع الذي أجراه مركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الإعلامية في جدة. ? درع العمل 1996 أهدت منظمة العمل العربية درع العمل للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك تقديراً من المنظمة للدور الرائد لسموه في دعم العمل العربي المشترك. جوائز أعمال الخليج 1996 منحت لجنة (جوائز أعمال الخليج 96) المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جائزة حماية البيئة، تقديراً وعرفاناً منها لإسهاماته الخالدة والكبيرة لحماية البيئة والطبيعة في الإمارات. شهادة الباندا الذهبية حصل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه على شهادة الباندا الذهبية من الصندوق العالمي للبيئة "باندا" نتيجة العطاءات غير المحدودة لسموه والتوجهات المستمرة في مجال البيئة وكل ما يتعلق بها من جميع الجوانب. أبرز شخصية عالمية 1998 منحت هيئة رجل العام الفرنسية في هذا العام لقب أبرز شخصية عالمية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لجهوده في مكافحة التصحر والاهتمام بالبيئة والمشاريع الإنمائية. شخصية العام الإسلامية 1999 حصل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على جائزة شخصية العام الإسلامية من قبل المسؤولين عن جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم. وأعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الشيخ زايد بن سلطان يولي رعاية كبيرة لبرامج الرعاية الاجتماعية والإنسانية ويدعم التعاون الإسلامي في الميادين كافة وله باع طويل في إنشاء المشروعات الخاصة ببرامج الأنشطة الإسلامية الخيرية والثقافية والتعليمية. وسام البيئة الباكستاني منح الرئيس الباكستاني الأسبق فاروق ليجاري وسام المحافظة على البيئة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي يمنح لأول مرة لرئيس دولة، وذلك تقديراً لجهود سموه المتواصلة ومساهمته في الحفاظ على البيئة وتنمية الموارد الطبيعية لدولة الإمارات ونشر الرقعة الزراعية والتوسع فيها على أرض الدولة. زايد داعية البيئة 1998 منحت منظمة المدن العربية في دورتها السادسة التي عقدت بالدوحة يوم 28 مارس 1998 للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جائزة داعية البيئة تقديراً وعرفاناً لمجهودات سموه الشخصية المتميزة والبارزة في مجال الحفاظ علي البيئة واهتماماته المتميزة علي المستويين الشخصي والرسمي في مجالات التشجير والتخضير وإقامة المحميات الطبيعية. زايد رجل البيئة 2000 بمناسبة يوم البيئة العالمي المصادف 5 يونيو 2000، نظم معهد الجودة اللبناني، احتفالاً في جبل لبنان تكريماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وذلك في مقر المعهد في جبل الديب شمال بيروت بحضور ممثلين عن رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية وحشد من المهتمين بالبيئة ومنح المغفور له ميدالية اليوم العالمي للأغذية، تقديراً من المجتمع الدولي لمواقفه رحمه الله المشرفة وتكريسه بكل إخلاص مبدأ العطاء والعون للأمم المحتاجة. ميدالية يوم الأغذية 2001 قررت المنظمة في مايو 2001 منح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ميدالية اليوم العالمي للأغذية، تقديراً لجهوده العالمية في هذا المجال. جائزة أبطال الأرض 2005 في شهر أبريل 2005 اختار برنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب" المغفور له الشيخ زايد واحداً ضمن سبع شخصيات عالمية بوصفهم أبطالاً للأرض، وذلك اعترافاً وتقديراً لجهوده التي حققها في سبيل حماية البيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي مناطق أخرى من العالم. نيوزويك: زايد زعيم صنع بلاده اختارت مجلة نيوزويك الأميركية في سبتمبر 2009 المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ضمن قائمة ضمت 10 من زعماء العالم، من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قالت إنهم أسهموا في "إعادة صنع" بلدانهم. وقالت المجلة إن المغفور له أبدع في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وجعل منها قوة اقتصادية إقليمية حديثة، وتتمتع بالتسامح الديني، والسياسات المتحررة في ما يخص حقوق المرأة"
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©