الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عسكريون: تكنولوجيا المعلومات عصب حروب المستقبل

عسكريون: تكنولوجيا المعلومات عصب حروب المستقبل
10 ابريل 2013 00:40
هالة الخياط (أبوظبي)- ركز مؤتمر”الحروب المستقبلية في القرن الحادي والعشرين” أمس، على التهديدات المعاصرة والطبيعة المتغيرة للحرب، والتهديدات الجديدة للأمن القومي، والدور المستقبلي للتكنولوجيا في الاستخدام العسكري، وكذلك الجوانب السياسية والمدنية المؤثرة في الحروب المستقبلية، بالإضافة إلى العلاقة بين شركات تصنيع الأسلحة والمؤسسة العسكرية، والأبعاد الاستراتيجية لتلك العلاقة، ومستقبل الحرب والاستقرار في الشرق الأوسط. وأشار المشاركون في المؤتمر ممن يشكلون نخبة من المسؤولين والعسكريين والمحللين والمتخصّصين، إلى أن هناك متغيرات مؤثرة في أنماط حروب المستقبل وخططها، أهمها التوجه العالمي نحو تقليص الإنفاق العسكري، بصورة غير مسبوقة باتجاه التقلص، بحيث يصبح أكثر تركيزاً على الكيف، إلى جانب ظاهرة الإرهاب، والحرب المعلوماتية التي تغري بشن هجمات إلكترونية ذات تكلفة اقتصادية باهظة. وأشاروا في المؤتمر، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، إلى أن شواهد الواقع وتطوراته تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تكنولوجيا المعلومات هي عصب حروب المستقبل ومحور ارتكازها، فالعالم الذي يمر بأول إرهاصات عصر المعلوماتية، ويشهد موجاتها الأولى في تجليات مختلفة، باتت تؤثر أشد التأثير في المجالات كافة، يمر أيضاً بفورة هائلة في مجال التصنيع الدفاعي، اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات. أبعاد استراتيجية وقال دكتور جمال سند السويدي المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن المركز اعتاد في مؤتمراته السنوية، مناقشة قضايا ذات أبعاد استراتيجية حيوية، وفي مؤتمر اليوم يتعرض المركز لإحدى أهم القضايا والمشكلات التي تشغل بال صانعي القرار ومخططي السياسات، والباحثين والأكاديميين المتخصصين على حد سواء. وعلى قدر أهمية مناقشة هذا الموضوع، تبدو الصعوبات التي تواجه أي محاولة علمية لاستشراف آفاقه وسبر أغواره، انطلاقاً من التطورات التقنية والتكنولوجية المتلاحقة التي يشهدها العالم بوتيرة متسارعة، وتؤثر بدورها في توجيه دفة حروب الحاضر، وبناء التصورات حول حروب المستقبل على المستويين التخطيطي والعملياتي. وأضاف في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، التي ألقاها نيابة عنه أحمد الأستاذ مدير إدارة المؤتمرات في المركز، إن شواهد الواقع وتطوراته تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تكنولوجيا المعلومات هي عصب حروب المستقبل ومحور ارتكازها، فالعالم الذي يمر بأول إرهاصات عصر المعلوماتية ويشهد موجاتها الأولى في تجليات مختلفة، باتت تؤثر أشد التأثير في المجالات كافة، يمر أيضاً بفورة هائلة في مجال التصنيع الدفاعي، اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات. وأشار إلى أن هناك متغيرات مؤثرة في أنماط حروب المستقبل وخططها، أهمها التوجه العالمي نحو الإنفاق العسكري، الذي يشهد في الآونة الراهنة تحولات غير مسبوقة باتجاه التقلص، بحيث يصبح أكثر تركيزاً على الكيف، وبما يضمن استمرارية لحماية المصالح الحيوية للدول، برغم ما ينطوي عليه ذلك من إمكانية السماح بتحمل قدر أكبر من المجازفة في أوضاع استراتيجية عدة؛ تكيفاً مع الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الأزمة المالية العالمية. ولفت السويدي أن ما سبق يفرض بالتبعية على بعض الدول، مثل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ضرورة مواصلة تطوير قدراتها العسكرية الذاتية للتكيف مع الواقع العالمي الراهن، وخصوصاً على صعيد امتلاك قدرات دفاعية متقدمة في مجال الأمن الإلكتروني والمعلوماتي والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة التي تمكّن من التعرف إلى مصدر أي هجمات إلكترونية، وبناء مظلة دفاعية إلكترونية لحماية البنى التحتية الحساسة، وتعزيز الوعي بـ “سيادة الإنترنت”، بعد أن صارت هذه السيادة جزءاً محورياً من ركائز “سيادة الدولة”، وما يضاعف أهمية هذه الاعتبارات جميعها، أن بعض دول مجلس التعاون، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة تواجه تحديات لا ينبغي إغفالها على صعيد أمنها الإلكتروني والمعلوماتي، كونها من أكثر دول المنطقة والعالم توجهاً نحو العصر الرقمي والتحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار وتكنولوجيا المعلومات. وأشار إلى أن مناقشة موضوع الحروب المستقبلية تعني ضرورة أخذ العديد من النقاط الحيوية بالاعتبار، وأهمها بروز تهديدات غير تقليدية حالية ومستقبلية لا يمكن توقعها بموازاة تراجع التهديدات التقليدية، وخصوصاً بالنسبة إلى القوى الكبرى، وتعاظم دور المعلوماتية ضمن نظريات القتال التقليدية في الأسلحة البحرية والبرية والجوية، وتنامي دورها في إدارة المعارك واتخاذ القرار ومنظومات القيادة والسيطرة، كما تراجع دور الجغرافيا، وصارت الحروب تجري عبر فضاءات عابرة للحدود التقليدية، وهذا بدوره يعني تدني عامل الوقت وامتلاك الجيوش للمقدرة على المبادرة الهجومية في توقيتات زمنية قياسية. ومن بين هذه النقاط أيضاً، تراجع دور العنصر البشري وتعاظم دور المعدات التكنولوجية والأنظمة الحاسوبية، والارتفاع القياسي في هامش المناورة والمقدرة على التحرك، وتعاظم الأثر والفاعلية الهجومية من خلال عناصر قتالية جديدة، مثل حروب المعلومات والهجمات الإلكترونية التي تختلف تماماً عن ميادين القتال الحركية التقليدية. ظاهرة الإرهاب وقال الدكتور السويدي، إن ظاهرة الإرهاب ستظل، برأينا، أحد التحديات المستقبلية التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين، حيث إن الاستراتيجيات المتبعة في مواجهة هذه الظاهرة لم تزل تتسم بالمحدودية والجزئية، وربما تؤتي نتائجها على المدى القريب، ولكنها قد لا تفلح في اجتثاث جذور هذه الظاهرة البغيضة إذا غابت المعالجات الجذرية لها، والأسباب المؤدية إليها، مثل: الفقر والتخلف والأمية وغير ذلك. وتوقع السويدي أن تمثل الأجيال المقبلة من الإرهابيين تحدياً يفوق من سبقهم على المستويات التنظيمية والتنفيذية وطبيعة الأهداف والأدوات، في ظل نزعة التنظيمات الإرهابية إلى بناء هياكل هلامية عابرة للجغرافيا والقوميات، بحيث أصبحت القضايا الأيديولوجية والسياسية هي المحرك الأساسي، وشبكات التواصل الاجتماعي هي المراكز الافتراضية لإدارة العمليات، ما يدفعنا إلى بناء توقعات بشأن تطور الخبرات القتالية للإرهابيين، مع تنامي صعوبات ملاحقتهم ورصد تحركاتهم. وأرتأى السويدي أن رسم سيناريوهات حول حروب المستقبل المنظور، يرتبط ببلورة تصورات واقعية حول حالات التدخل العسكري لدوافع إنسانية، حيث لا تزال هذه الحالات موضع جدل بشأن أبعادها الأخلاقية والقانونية وسبل تطبيقها على أرض الواقع ومعايير هذا التطبيق، وأيضاً حول حدود العلاقة بين الاعتبارات الإنسانية والمصالح الاستراتيجية للأطراف في مثل هذه الحالات وآليات تفكيك التداخل الحتمي بين هذه الاعتبارات وتلك المصالح؛ إذ إن حالات التدخل العسكري، سواء لأغراض إنسانية أو لحماية المدنيين أو لغير ذلك، ربما تفرض بدورها تحالفات وقتية تتطلب أنماطاً تسليحية محددة تختلف باختلاف حالات التدخل ومتطلباته العسكرية واللوجستية. التدخل العسكري لدوافع إنسانية وقال إن رسم سيناريوهات حول حروب المستقبل المنظور، على أقل التقديرات، يرتبط في أحد أبعاده ببلورة تصورات واقعية حول حالات التدخل العسكري لدوافع إنسانية، حيث لا تزال هذه الحالات موضع جدل بشأن أبعادها الأخلاقية والقانونية، وسبل تطبيقها على أرض الواقع ومعايير هذا التطبيق، وأيضاً حول حدود العلاقة بين الاعتبارات الإنسانية والمصالح الاستراتيجية للأطراف في مثل هذه الحالات وآليات تفكيك التداخل الحتمي بين هذه الاعتبارات وتلك المصالح؛ إذ إن حالات التدخل العسكري، سواء لأغراض إنسانية أو لحماية المدنيين أو لغير ذلك، ربما تفرض بدورها تحالفات وقتية تتطلب أنماطاً تسليحية محددة تختلف باختلاف حالات التدخل ومتطلباته العسكرية واللوجستية. ولفت إلى أن التطورات الراهنة سلطت الضوء على بنى تحتية استراتيجية جديدة يكاد الأثر الناجم عن استهدافها يضاهي تأثيرات التعرض لهجمات بأسلحة الدمار الشامل، مثل البنى التحتية المعلوماتية، التي قد يؤدي استهدافها بهجمات إلكترونية إلى خسائر هائلة، قد ترتقي إلى شل قدرات الدول على الحركة، كالأنظمة المعلوماتية الخاصة بالتحكم في المواصلات والمصارف، وأسواق المال وشركات النفط وغير ذلك من أمور تعكس بروز التهديدات الإلكترونية، كأحد أبرز التحديات التي تواجه الأمن القومي للدول في القرن الحادي والعشرين، وبروز حماية المجال المعلوماتي للدول كإحدى أولويات التخطيط الأمني والعسكري. وأشار إلى أن كثرة التهديدات الاستراتيجية وتنوعها يصعب مهام مخططي السياسات، ولاسيما فيما يتعلق بمجالات الإنفاق العسكري ونوعية الأسلحة المطلوبة لمواجهة التهديدات جميعها. مشيرا إلى أن بروز أنماط مغايرة من التحديات الناجمة عن بيئات أمنية غير تقليدية، تعزز أهمية فهم الواقع وجمع المعلومات وتحليلها كأولوية قصوى في مسارح العمليات الميدانية، مع إضافة البعد الإلكتروني والمعلوماتي إلى المفاهيم والنظريات العسكرية التقليدية السائدة. وقال إن التطورات في مجال المعلوماتية وفرت للعديد من الدول فرصا للتغلب على الاختلالات القائمة في مجال التسلح التقليدي والنووي من خلال تعزيز قدراتها في مجال حروب الفضاء الإلكترونية والمعلوماتية، انطلاقاً من بروز مفهوم الردع في حروب الفضاء الإلكترونية كمعادل موضوعي للردع التقليدي والنووي، حيث يبدي الكثير من الباحثين قناعات متزايدة على أن المقاتلين على صعيد المعلوماتية باتوا عنصراً حيوياً ضمن جيوش القرن الحادي والعشرين، وهذا يفسر الارتفاع القياسي في مخصصات الأمن المعلوماتي للكثير من الدول، برغم تقليص الميزانيات العسكرية في السنوات الأخيرة. قيادة الدولة وأشادت معالي ميشيل إليو ماري وزيرة الدفاع ووزيرة خارجية الجمهورية الفرنسية سابقا في الكلمة الرئيسية للمؤتمر، بالقيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة في اتباعها المنهج السلمي ومبادئ الحق والعدل والاحترام في العلاقة الدولية بينها وبين الدول كافة، فضلاً عن دور دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة آفة الإرهاب بمجالاته المتعددة، مشيرة إلى أن التفوق التكنولوجي لأي دولة ضروري لمواجهة الإرهاب، ولاسيما الهجمات الإلكترونية التي تهدد الأمن الوطني للدول وأمن المعلومات. وأكدت معالي ماري، الدورَ المهم الذي يضطلع به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في تسليطه الضوء على أبرز القضايا الإقليمية والدولية في مجالاتها: السياسية والاقتصادية والأمنية كافة، وقضايا السلم الإقليمي والعالمي، ومن ضمنها موضوعنا اليوم، وهو “حروب القرن الحادي والعشرين”، مشيرة إلى ضرورة إيجاد أرضية من التعاون والتنسيق المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمواجهة أي تهديدات محتملة من الإرهاب أو التطرف. جلسات اليوم يناقش المؤتمر اليوم في الـجلسة الثالثة، الـتأثيرات السياسية والمدنية في مستقبل الحروب يقدم فيها دكتور آلان ريان، المدير التنفيذي للمركز الأسترالي للعلاقات المدنية العسكرية بأستراليا ورقته البحثية، بعنوان “الاتجاهات المستقبلية للعلاقات المدنية-العسكرية”، ثم يعقبه ريتشارد جوان، المدير المشارك لقسم دبلوماسية الأزمات وعمليات السلام، في مركز التعاون الدولي، بجامعة نيويورك الأميركية، بورقة بحثية بعنوان “الوقاية من الـحرب وحفظ السلام”. بعدها يقدم دكتور هنريك هيدنكامب، زميل البحوث، بالمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن، المملكة المتحدة ورقته البحثية، بعنوان “دور القطاع الـخاص في الشؤون الدفاعية: التحديات والفرص للحكومات والشركات الخاصة”. وفي الجلسة الرابعة، يقدم الدكتور أنتوني كوردسمان، أستاذ كرسي أرليه بورك فـي الشؤون الاستراتيجية، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الولايات المتحدة الأميركية، واللواء (المتقاعد) خالد عبدالله البوعينين، قائد القوات الـجوية والدفاع الـجوي لدولة الإمارات سابقاً، والعميد الركن (المتقاعد) إلياس حنا، الخبير الاستراتيجي والمحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة نوتردام، الجمهورية اللبنانية، أوراقاً بحثية في هذه الجلسة. صعود شركات المقاولات الأمنية أبرز التحولات منذ نهاية الحرب الباردة ترأس الجلسة الأولـى، التي حملت عنوان «التـهديدات المعاصرة والطبيعة المتغيرة للـحرب» معالي سيف سلطان العرياني، الأمين العام، المجلس الأعلى للأمن الوطني، دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوقع خلالها دكتور أوستن لونج، أستاذ مساعد في كلية الشؤون الدولية والعامة، عضو في معهد “أرنولد أيه سالتزمان” لدراسات الحرب والسلام، جامعة كولومبيا الأميركية، أن تظل الحروب اللامتماثلة والإرهاب الدولي من السمات المميزة للصراع في القرن الحادي والعشرين. وفي محاضرته التي حملت عنوان “حرب الفضاء الإلكتروني: الهـجوم والدفاع” أوضح جون باسيت، زميل مشارك، بحوث أمن الفضاء الإلكتروني، المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن، المملكة المتحدة أن حرب الفضاء الإلكترونية تمثل أحد الوجوه الجديدة للحرب والعمليات السرية، مشيرا إلى أن العام الماضي شهد هجمات إلكترونية أكثر من أي وقت مضى، حيث أدى انتشار المعرفة التقنية على نحو متزايد وتوافر التكنولوجيا إلى انتشار أسلحة الفضاء الإلكتروني علي نطاق واسع. وحذر باسيت من أن الانتشار السريع لأسلحة الفضاء الإلكتروني يهدد بتقويض الجهود الهادفة إلى المحافظة على الفضاء الإلكتروني كمجال متاح للجميع. وأشار إلى أنه غالباً ما تستخدم أسلحة الفضاء الإلكتروني دون أي اعتبار للقانون الدولي والأعراف الدولية، وهناك خطر حقيقي من أن تؤدي الهجمات الإلكترونية الواسعة إلى تسميم العلاقات الدولية وإفسادها. من جانبه، قدم دكتور كريستوفر كينزي، محاضر في إدارة الأعمال والأمن الدولي، كينجز كوليج، وفي قسم دراسات الدفاع، كلية القيادة والأركان المشتركة، المملكة المتحدة، ورقة بحثية عن “صعود المتعاقدين في حروب القرن الحادي والعشرين”، أشار فيها إلى صعود شركات المقاولات الأمنية والعسكرية في الحرب في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن أضخم التحولات التي ظهرت على طابع الحرب منذ انتهاء الحرب الباردة هو استخدام الحكومات لشركات المقاولات الأمنية لدعم العمليات العسكرية. وأشار إلى أنه في ذروة الحرب في العراق وأفغانستان، تشير التقديرات إلى أن عدد أفراد الشركات الأمنية الذين يدعمون العمليات العسكرية الأميركية والبريطانية، يعادل عدد القوات الأميركية والبريطانية التي تم نشرها في الدولتين. وفي الجلسة الثانية من المؤتمر، التي ترأسها اللواء الركن الطيار رشاد محمد سالم السعدي، قائد كلية الدفاع الوطني في الإمارات، قال دكتور بيتر سينجر مدير مركز الأمن والاستخبارات في القرن الحادي والعشرين من الولايات المتحدة الأميركية، إننا نشهد تحولاً كبيراً تخضع له الحرب، وهو تحول يماثل في أوجه كثيرة الفترة التي واكبت الحرب العالمية الأولى، حيث تبرز مجالات جديدة للحرب، بالتزامن مع نشوء حرب الفضاء الإلكتروني وتحولات الديموغرافيا الحضرية، وقد أخذت التكنولوجيا الرئيسية الجديدة التي لم تكن موجودة حتى عهد قريب إلا في عالم الخيال العلمي، من الروبوتات والطباعة الثلاثية الأبعاد إلى ليزرات الطاقة الموجهة، وتعديل الأداء البشري. من جانبه، أشار رياض قهوجي مؤسس مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري في الإمارات إلى أن التطورات الضخمة في مجال تقنية المعلومات عادت بالفائدة الكبيرة على القيادة والسيطرة، ولكنها في الوقت ذاته أسهمت في بروز تحديات جديدة مرتبطة بإدارة المعلومات. وقال إن التهديدات التي تواجه الدول اليوم تتطلب استجابة سريعة، حيث من الممكن أن يؤدي التسلسل القيادي القيادي الطويل والمعقد الذي يتسم بقدرات تواصل ضعيفة إلى نتائج قاتلة، بغض النظر عن جودة الأسلحة التي تملكها هذه الدول. وقال الدكتور ويسلي كيه وارك بوفيسور في كلية مونك للشؤون الدولية في جامعة تورنتو بكندا، إن الاستخبارات تغيرت بشكل كبير خلال القرن العشرين، وكان ذلك تمهيداً لولادة عصر سلطة الاستخبارات الحديثة، حيث ازدادت قدرات الاستخبارات وتأثيراتها في مسار الأحداث في زمن الحروب وأوقات السلم بشكل ملحوظ بين الحرب العالمية الأولى ونهاية الحرب الباردة. وأشار إلى أن المحرك الرئيسي لتغير الاستخبارات يكمن في ثورة المعلومات المستمرة والتكنولوجيا الحديثة المرتبطة باستخلاص المعلومات واستخدام البيانات من تدفقات الاتصالات العالمية، وفي الاستخبارات الحديثة سيكون التركيز الأقل على اصطياد الأسرار، وسيوجه التركيز الأكبر إلى إيجاد قيمة لما يسمى استخبارات المصادر المفتوحة والتحول نحو تصيد القيمة المعلوماتية، بما سيعطي لأجهزة الاستخبارات بتحديد موقعها في هيكل الحكومة وتقييم الفوائد التي تقدمها لصانعي القرار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©