الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي النعيمي: رؤية محمد بن زايد للتعليم معانيها خمسة.. وأبعادها ثمانيَّة

علي النعيمي: رؤية محمد بن زايد للتعليم معانيها خمسة.. وأبعادها ثمانيَّة
8 مايو 2018 09:41
عرض - خالد عمر بن ققه من شعار«التعليم أوّلاً» ينطلق الدكتور علي راشد النعيمي في قراءته لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حول التعليم، ذلك لأن الشعار السابق في نظر معاليه يحمل في طياته ـ كما يذكر ـ العديد من المعاني العميقة والاستراتيجية، من أهمهما خمسة، أولها: أن التعليم يقع على قمة أولويات سموّه في نظرته إلى حاضر الوطن ومستقبله، وثانيها: أن التعليم هو خيار دولة الإمارات العربية المتحدة ورهانها الرئيسي في الحفاظ على ما حققته من إنجازات تنموية، وثالثها: أن الاستثمار في قطاع التعليم هو الاستثمار الأمثل للدولة، ورابعها: أن عبارة «التعليم أولاً» لا تنفصل عن عبارة «المواطن أوّلاً»، وخامسها: أن الشعار يمثل رسالة من سموه إلى كل المعنيين بقضية التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بأن عليهم مسؤولية تاريخية، لأن مستقبل الدولة يتوقف على ما يقومون به، من أجل النهوض بالعملية التعليمية والارتقاء بمخرجاتها. التحليل السابق من الدكتور علي النعيمي يُحِيلُنا في حقيقة الأمر إلى قضية مهمة ذات بعد إنساني، وهي أن شعار«التعليم أوَّلاً» في رؤية محمد بن زايد، يعني أيضاً أنه رهان الحاضر والمستقبل ـ كما نراه ـ من خلال دخول الإمارات في شراكة مع الدول ذات التجارب الناجحة في مجال التعليم من جهة، ودعم سموه للتعليم عربياً ودولياً من جهة ثانية، ومع ذلك كله، فإن ثراء الرؤية، واعتمادها خطة للعمل واستراتيجيةً بعيدة المدى، يجعل من تحويل شعار«التعليم أولاً» إلى قضية معرفية، ضمن البحث عن إجابة لسؤالين طرحهما النعيمي في هذا الكتاب هما:«لماذا؟، وكيف؟» مهمة جماعية، وعملاً متواصلاً لكل طرف حسب موقعه، وضمن دوره ووظيفته. حق الأجيال في البحث عن إجابة للسؤالين السابقين، بهدف تسليط مزيد من الضوء على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لخلفية إطلاقه شعار«التعليم أولاً»، يرى النعيمي: أن ذلك يأتي من منطلق أساسي في رؤية سموّه التنموية، حيث يعد التعليم شريان التنمية في الإمارات، كما أنه أساسي في مسيرة التقدم والبناء التي يشهدها الوطن، وأنه حجـر الأساس في جميـع الخطط التنموية والاستراتيجية التي يتم وضعها، لما له من أثر كبير في حاضر الوطن ومستقبله، وأنه الطريق الأمثل نحو رُقي الدول والشعوب ورفعتها، وهذا كله من أجل «المواطن الإماراتي»، الذي هو الرصيد الحقيقي لمواصلة النجاح في الحاضر والمستقبل في رؤية سموه. ومن الناحية العملية، فإن رؤية سموه تحقق أمرين، الأول: العمل بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الداعية إلى تكريم العاملين في قطاع التعليم، وتوفير كل المتطلبات والإمكانات التي تمكّنهم من القيام بواجباتهم وأداء رسالتهم السامية، وتؤمّن لهم مستوى العيش الذي يضمن تقديرهم وإنتاجيتهم، والأمر الثاني: المحافظة على حق الأجيال القادمة في التنمية والرفاهية والتقدم، كما حافظت الأجيال الماضية على حق الأجيال الحالية في التنمية، لكن ما هي الجوانب التي يركز عليها سموه لتجسيد «مقولة التعليم أولًا»؟ يُبَيِّن علي النعيمي عدداً من الجوانب ـ عبارة عن أبعاد ـ تعطي إجابة ذات دلالة لسؤالنا السابق، يمكن التعويل عليها لجهة اتخاذها مدخلًا للتطور، أو مسعى للتحقق، أو أهداف مرجوة، لتعليم إماراتي المنبت، عربي الهوية، إنساني البعد، عالمي التطلع، وكل الجوانب السابقة تحقق مجتمعة الهدف من طرح سموه لمسألة «التعليم أوَّلاً»، وقد ذكرها النعيمي مفصلة، وأختصرها هنا دون أن يُخِلَّ ذلك بمحتواها التنظيري، وهي: أن يكون التعليم تنافسياً يقوم على الكثير من العناصر، أهمها: التجدد، والمناهج الدراسية العصرية، والبيئة المدرسية الجاذبة للطالب، وأن تكون مخرجاته بمعايير عالمية، وأن يكون تعليماً نوعياً، وأن يحافظ على القيم والمبادئ، وأن يعدّ جيلاً جديداً للتعامل مع معطيات المستقبل، وأن يحافظ على استمرارية الدولة وريادتها في شتى المجالات، من خلال «دعمه للابتكار»، وأن تكون المرأة شريكاً أساساً فيه، وأن يجعل من الطالب محوراً للعملية التعليمية. أمن وطني.. وتجدّد من الناحية التنظيرية، تبدو الأبعاد السابقة، كأفكار وأمل، زينة معرفية ـ إن جاز التعبير ـ للتعليم في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وتسعى لتحقيق طموحات كبرى، غير أنها تحتاج إلى مبادرات تحققها، وهو ما التفت إليه علي النعيمي في ورقته مبتدئاً بذكر السمات الخاصة بمبادرات سموه، منها: النظرة إلى التعليم باعتباره عنصراً أساسياً من عناصر الأمن الوطني بمفهومه الشامل، وأنها سبّاقة في طرحها وما تتضمنه من رؤى وأفكار عصرية تتجاوز الصيغ التقليدية أو الرؤى القديمة التي ظل التعليم في العالم العربي يسير وفقاً لها لعقود طويلة، وطموح تنظر إلى المستقبل بثقة، وتنطلق من إيمان حقيقي بقدرة دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم نموذج عربي - إسلامي - عصري في مجال التعليم، يمثل مصدر إلهام للدول الأخرى في المنطقة، وشاملة، تغطي جوانب العملية التعليمية، كما أنها لا تهتم بالتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، وإنما في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية أيضاً، ومستمرة ومتجددة؛ على النحو الذي يطلقه سموه كل يوم من مبادرات تسابق الزمن. وتلك السمات تظهر جلية في مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، فيما يتعلق بالتعليم وكيفية النهوض به، كما يذكر النعيمي، منها ما يتعلق بالتعليم بشكل مباشر من ذلك: مبادرات للنهوض بالمعلم لجهة الحرص على تفعيل دوره، وتهيئة الظروف له لتنمية مهاراته وقدراته بما يتماشـى مع عصر التقنية والتكنولوجيا المعرفية، فضلاً عن توثيق ذلك بإطلاق مبادرات عدة تستهدف المعلم، وتحقق له شروط التميز والتحفيز، ومنها على سبيل المثال: «منتدى قدوة»، الذي يرعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وجائزة محمد بن زايد لأفضل معلّم خليجي، والاحتفال بـ«يوم المعلم» إذ يحرص سموّه في هذه المناسبة على توجيه كلمات الشكر والعرفان إلى كل معلم ومعلمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، معرباً من خلالها عن بالغ تقديره للمعلمين على ما يبذلونه من جهود مخلصة في حمل رسالة العلم والمعرفة.. وهناك مبادرات تعتبر فعاليات ومشروعات لدعم التعليم والارتقاء به، وهي رائدة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، منها: معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وإنشاء مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، ومشروع «كلمة للترجمة» والمحاضرات التي تلقى في مجلس سموه، والانفتاح على مؤسسات التعليم العريقة في العالم، من خلال افتتاح فروع لجامعات كبرى في الإمارات، مثل: جامعة نيويورك في أبوظبي، وفرع جامعة السوربون في أبوظبي، وفرع جامعة محمد الخامس للدراسات الإسلامية في أبوظبي، ومركز«إنسياد» للتعليم التنفيذي بأبوظبي..إلخ. دعم مادّي سخيّ من جهة أخرى فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه اللـه، أرفق دعمه المعنوي لقطاع التعليم، بدعم مادي سخي جاء في عدد من المبادرات ذكر علي النعيمي بعضاً منها على النحو الآتي: أوَّلاًـ يوجّه سموّه بتخصيص مبالغ مالية كبيرة، تزيد على ثلاثة ملايين درهم في كل دورة من دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب( تضاعفت في المعرض الماضي أبريل 2018 لتبلغ 6 ملايين)؛ وذلك لإتاحة الفرصة أمام طلبة المدارس والجامعات لاقتناء الكتب من المعرض، ويعكس هذا الدعم ـ في نظر علي النعيمي ـ حرص القيادة على توفير كل ما من شأنه تسهيل الحصول على المعرفة، من خلال اقتناء الطلبة أحدث الكتب والمطبوعات، بوصفها وسيلة ارتقاء بالفكر، ومصدراً مهماً لتلقي المعرفة الإنسانية والتعرف إلى نتاج العقل البشري في كل حقول العلم، بهدف بناء الإنسان القارئ والمتعلم والمثقف القادر على صنع المستقبل. ثانياً ــ منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي: حيث يحظى برنامج منحة سموه، للتعليم العالي بإقبال ملحوظ من خريجي جامعة زايد وخريجاتها. ثالثا ــ الدعم للمُتميزين من خريجي وخريجات البكالوريوس من جامعة زايد، بحيث يتيح لهم فرصة مواصلة تعليمهم العالي على مدى سنتين لنيل درجة الماجستير أو ثلاث سنوات لنيل درجة الدكتوراه في جامعات مختارة في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. رابعاً: دعم مسابقة المهارات العالمية: حيث يتم تدعيم مشاركة الشباب الإماراتي في المسابقات الدولية، وخاصة تلك التي تبرز المواهب والمهارات، ومنها:«مسابقة المهارات العالمية»؛ وهي مسابقة تنظم كل عامين على مستوى العالم، وتشارك فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بفريق من أبناء الدولة الموهوبين، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ «منظمة المهارات العالمية»، التي يتم خلالها استضافة المسابقة في منطقة الشرق الأوسط. خطاب القرن 21 الدعم السابق، وغيره، يأتي في إطار استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة؛ وأيضا لأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، يعطي أهمية كبرى لتعزيز قيم الابتكار والإبداع في كل مواقع العمل الوطني. نتيجة لكل ذلك، وتقديراً لدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في دعم التعليم والنهوض به والاهتمام بالقائمين عليه، كما يقول علي النعيمي ــ حرصت جهات عدة، داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، على تكريمه وتقديره والتعبير عن الاعتراف بدوره وفضله في هذا المجال، وهذا ما يمكن توضيحه من خلال الإشارة إلى بعض الجوائز ومظاهر التكريم التي حصل عليها سموّه، في الآتي: أولاً ـ اختيار سموه، ضمن قائمة أهم 100 شخصية راعية للثقافة والفن في العالم عام 2007؛ وذلك في المسح الذي تعده سنوياً مجلة «آرت ريفيو» العالمية المتخصصة، ويأتي ذلك تقديراً لدور سموّه الكبير والمميز في المشروعات الثقافية الرائدة التي شهدتها أبوظبي خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها إنشاء متحف «اللوفر» في أبوظبي بالتعاون مع فرنسا، ومشروع متحف «جوجنهايم» بالتعاون مع ألمانيا، إضافة إلى رعاية سموّه الكريمة للكثير من الفعاليات الثقافية التي شهدتها الإمارات. ثانيا ــ اختيار سموه من طرف «جائزة خليفة التربوية» في عام 2013، «الشخصية التربوية الاعتبارية»، تقديراً لجهوده السامية ورؤيته العصرية والواقعية في مجال النهوض بالتعليم بما يخدم مستقبل الدولة. ثالثا ــ اختيار سموه من مجلس أمناء جائزة «الشارقة للتفوق والتميز التربوي»، في دورتها العشرين عام 2014، «الشخصية الداعمة للتعليم»؛ تقديراً لدعمه اللامحدود وجهود سموّه الرامية إلى الارتقاء بحقل التعليم، وفق أعلى المعايير العالمية؛ لما يقدمه من عطاء مستمر في سبيل الارتقاء بالعملية التعليمية داخل الدولة وخارجها. ينتهي الدكتور علي راشد النعيمي إلى القول:«وبالنظر إلى أن التعليم على قمة أولويات سموّه، فإن مبادراته في شأنه لا تتوقف، ولذلك يمكنني القول بكل ثقة، ومن دون أي مبالغة: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، هو رجل التعليم الأول في العالم العربي، لأن سموّه يعتبر التعليم هو المستقبل ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة وحسب، وإنما في العالم العربي كله أيضاً، وينظر إلى المعرفة باعتبارها الثروة الحقيقية للأمم في القرن الحادي والعشرين، والمقياس الرئيسي للتقدم والتطور على المستويين الإقليمي والعالمي».. إنه قول شبه فصل، لأن سموه يفاجئنا دائماً بأفكار إيجابية تغير الواقع وتزرع الأمل، وتشترك مع العالم في صناعة التاريخ وتقرير المصير. (يتبع)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©