الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكومبارس».. صفقات كثيرة ووجوه غائبة (2)

10 ابريل 2015 21:35
أمين الدوبلي (أبوظبي) قبل وخلال كل موسم، ينشط سوق الانتقالات الصيفية والشتوية، خصوصاً منذ الدخول في عهد الاحتراف، ويشهد «الميركاتو» رواجاً، في محاولة من الأندية لدعم الصفوف، وتتوالى أخبار المفاوضات، والصفقات، وتتزايد الآمال والطموحات عند الجماهير في مختلف الأندية، لعلها تجد ضالتها في اللاعب الجديد، ولكن بعد مرور أكثر من 6 مواسم، بدت ظاهرة غريبة، تتعمق جذورها السلبية كل عام في دورينا، وتكتسب زوايا وأبعاداً خطيرة، إنها ظاهرة «اللاعب الكومبارس» الذي ينتقل من ناديه، إما من دون بصمة حقيقية، أو نجماً يتجه إلى المجهول، وكلاهما يعكسان حالة التخبط في اتخاذ القرار، سواء من اللاعب أو النادي. وفي هذا الملف، تفتح «الاتحاد» آفاقاً جديدة، بعرض جوانب الظاهرة، وتصديها للأسباب، وطرح مدى تأثيراتها السلبية على تجربتنا الملهمة للآخرين والأكثر نجاحاً في المنطقة، ونستعرض كل أطرافها من لاعبين وأندية ووكلاء، لتشخيص بؤرة الألم، ومن ثم طرح الحلول المناسبة لعلاجها، أملاً في أن نحافظ على مكتسبات المرحلة، وأن نجعلها قاعدة قوية للبناء عليها، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات، مع التسليم بأن كل تجربة في بداياتها ربما تنطوي على أعراض سلبية، يجب التصدي لها، ووضع الحلول للتخلص منها، من دون أن نسمح لها بعرقلة المساعي في مسيرة التطور المأمول. دافعت عن نفسها الأندية ترمي الكرة في ملعب الآخرين! أبوظبي ( الاتحاد) في حلقة اليوم، نتناول موقف إدارات الأندية، بوصفها أحد المسؤولين عن بروز ظاهرة «اللاعب الكومبارس» في ملاعبنا، لأنها تستقطب اللاعبين وتضعهم على «الدكة»، وتسهم أحياناً في تهميش أدوارهم، وهي الشريك الأساسي للاعب في النجاح من عدمه، وسوف نعرض مواقف تلك الإدارات من الأزمة، ونستطلع مواقفها للتعرف على أسباب ضلوعها في تعميق المشكلة، ولماذا اتخذت القرارات باستقطاب اللاعبين، وبالتالي عدم الاستفادة منهم. في البداية، يقول محمد عبيد حماد مشرف فريق العين إن عدم مشاركة بعض اللاعبين ضمن التشكيلة الأساسية مع الأندية التي ينتقلون إليها، أمر طبيعي في ظل عالم الاحتراف بجميع أندية العالم، بسبب عدم توافق طريقة هؤلاء النجوم مع أسلوب اللعب في فرقهم الجديدة، وفي هذا الموسم نجد أن قائمة كل فريق مختصرة في 23 لاعباً فقط، وعليه أرى أن كل اللاعبين يمكن أن يجدوا فرصة المشاركة مع العدد الهائل من عدد المسابقات، خصوصاً في ظل تطبيق مبدأ «التدوير» في بعض الفرق ومنها العين، أو سد الفراغ لظروف اضطرارية فرضت الغياب على بعض العناصر الأساسية. وفي مسألة التهميش، وعدم الحصول على الفرصة بالنسبة للاعب، قال: يجب على اللاعب المنتقل أن يجتهد ويثبت وجوده في ناديه الجديد، حتى وإن كان نجماً في فريقه السابق، وعليه ألا يعتمد على اسمه فقط، ولابد من الإشارة هنا إلى أن عملية الانتقال تتم بقرار من اللاعب نفسه، فهو صاحب القرار وليس النادي، وفي عالم الاحتراف تصبح المسألة عملية عرض وطلب، وعلى اللاعب أن يحدد الجهة التي يجد فيها مصلحته، لأن هناك من يفضل النواحي المادية على الفنية والعكس صحيح وهناك من يوازن بين الأمرين. وقال حماد: بالنسبة لنادي العين فإن الأمر واضح والتعاقدات التي تمت في هذا الموسم عددها محدود، وبخصوص محمد سالم الساعدي لاعب الظفرة السابق الذي أمضى حالياً ثلاثة مواسم من العين، فقد تلقى من قبل عقود إعارة، إلا أنه لم يوافق عليها، ولو جاءته فرصة المشاركة في نادٍ آخر لوافقنا له، واللاعب ملتزم وهو مرتاح من النواحي كافة، ولكن الناحية الفنية هي قرار مدرب في نهاية المطاف، ووجد الساعدي فرصة المشاركة من قبل مع الفريق، ولكنه لم يحصل عليها في الكثير من المباريات في بعض المواسم، وبالنسبة لباقي اللاعبين المهمين والدوليين الذين استقطبناهم، ولأن «الزعيم» يشارك في الكثير من البطولات، يجب أن يكون اللاعب الذي يجلس على «الدكة» في مستوى نظيره داخل الملعب. وفي الموضوع نفسه، أشار عايض مبخوت مدير الفريق الأول بنادي الجزيرة إلى أن التعاقدات في الغالب تتم بناء على رأي المدربين، وأن المدربين في ظل بقائهم أو تغيرهم تتغير قناعاتهم، وتتغير قناعات شخص إلى آخر، ومن خلال تجربتي مع الجزيرة فإن المدرب عندما يصر على لاعب أحياناً، ونأتي به، يكتشف بعد فترة أن تصوره لم يكن في محله، ويضعه على الدكة، وهذا سبب رئيسي. وأضاف: السبب الثاني في ظهور ظاهرة اللاعب الكومبارس هو سبب منطقي في ظل عصر الاحتراف، خصوصاً في الفرق التي تنافس على الألقاب، لأن الفرق تتعاقد مع لاعبين للصف الثاني أحياناً باعتبار أنها يجب أن يتوفر لديها صف ثانٍ قوي، حتى يتم تغطية الغيابات، وبناء عليه فإن التعاقدات أحياناً يكون هدفها دعم «دكة البدلاء»، وهذا أمر موجود في كل مكان بالعالم، وليس كل اللاعبين نجوما، وهناك نوعية من اللاعبين يتم الاعتماد عليها لإكمال منظومة اللاعب سواء الدفاعية أو الهجومية كعناصر مكملة، دون أن يقلل ذلك من أهميتهم في الفريق. ويرأى سند حميد مدير فريق عجمان أن هناك العديد من الظروف التي تحكم مشاركة اللاعب مع ناديه ومن بينها الإصابة وعدم التوفيق، وحتى رؤية الجهاز الفني، مبيناً أن السيرة الذاتية الجيدة لا تكفي في ضمان نجاح أي لاعب، واستدل بتجربة الجزائري كريم زياني مع «البرتقالي»، بعد أن تعاقد معه النادي مطلع الموسم بديلاً للإيفواري بكاري كونيه، حيث خاض ثلاث مباريات فقط قبل تعرضه للإصابة، ليقرر النادي لاحقاً إبعاده من القائمة، قبل يومين على إغلاق باب الانتقالات الصيفية، مقابل إعادة كونيه من جديد، وذكر حميد أن تباين الرؤى الفنية يتمثل أيضاً بصورة واضحة في اللاعب حمد الحوسني الذي خاض تجارب سابقة مع الوصل ودبي قبل قدومه إلى عجمان، حيث لم يشارك بصورة منتظمة، وحتى مع المدرب التونسي فتحي الجبال في عجمان، لكن الوضع تبدل حالياً مع البرتغالي كاجودا حيث شارك أساسياً في ثلاث مباريات على التوالي أمام الأهلي، والنصر، واتحاد كلباء وغاب عن المباراة الأخيرة في مواجهة الوحدة بداعي الإيقاف بعد نيله الإنذار الثالث. ويعترف عبدالله إبراهيم إداري فريق اتحاد كلباء بأن فريقه لم يستفد من بعض اللاعبين المواطنين الذين تم التعاقد معهم هذا الموسم لعدة أسباب، مشيراً إلى أن الإصابات أول أسباب عدم الاستفادة في حالة اتحاد كلباء. وأضاف: بالنسبة لبعض الفترات من الموسم لم يستفد الفريق من إبراهيم المنصوري، حيث غاب عن الفريق بسبب الإصابة رغم وجوده في أول الموسم مع الفريق، وكذلك بالنسبة للاعب موسى حطب الذي حرمته الإصابة من الفريق في بعض المباريات وهذا شيء خارج عن إرادة اللاعبين. عبد العزيز محمد: درويش وتراوري لم يحصلا على الفرصة الشارقة (الاتحاد) أكد عبد العزيز محمد «عزوز» عضو مجلس إدارة نادي الشارقة لكرة القدم، مشرف المراحل السنية أن انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر، أصبح الآن يخضع لعوامل الاحتراف في كل تفاصيلها، ومن أهمها الوضع المادي للاعب، وهذا أمر طبيعي، لكن هناك شروطا أخرى للانتقال، يأتي في مقدمتها ضرورة أن يشارك اللاعب أساسياً في الفريق المنتقل إليه حتى يظهر ويبرز ويستفيد من انتقاله. وأوضح أن انتقال الثنائي درويش أحمد وعبد الله تراوري إلى صفوف الشارقة بداية هذا الموسم، لم يحقق الطموح المأمول، سواء من طرف اللاعبين أو من طرف النادي، وقال لا أستطيع أن أحمل اللاعبين مسؤولية ما حدث لأنهما لم يحصلا على الفرصة الكافية مع الفريق، ولا أضع عليهما اللوم لعدم نجاح تجربتهما مع الشارقة، ونحن في إدارة النادي لا نتدخل في وضع تشكيلة الفريق، ونضع ثقتنا في بوناميجو، ونتدخل في أمور بسيطة تتطلب وجود الإدارة في الصورة. وأوضح أن الشارقة يملك لاعبين مميزين من الصاعدين أمثال محين خليفة وحمد إبراهيم، ومحمد سرور، وأعتقد أن المدرب يفضل أن يلعب بالشباب لأنهم أكثر حيوية. الشباب استثناء دبي (الاتحاد) يعتبر الشباب من الفرق القليلة بدورينا التي تخلو صفوفها من اللاعب «الكومبارس»، بفضل السياسة التي تعتمدها إدارة النادي في الاستفادة من أبناء النادي في المقام الأول، وبالتالي تصعيد لاعبين شباب من فترة إلى أخرى، بعد أن يتدرجوا عبر مختلف المراحل السنية، كما أن تعاقدات النادي مع المواطنين تعتبر في أقل الحدود، وأكبر دليل على ذلك أن إدارة «الجوارح» لم تتعاقد مع أي لاعب جديد خلال هذا الموسم، وفضلت خلال الانتقالات الشتوية الاحتفاظ بعناصرها كافة دون الدخول في صفقات غير مضمونة، وعلى مستوى الأجانب يعتبر «الأخضر» من أنجح المدارس في اختيار اللاعبين المميزين الذين يقدمون مستويات قوية، ويسهمون في رفع مستوى الفريق ومساعدته على تحقيق أهدافه. عبد الله سالم: السوق فقير! أبوظبي (الاتحاد) تتراوح أعمار اللاعبين الذين استقطبهم الوحدة هذا الموسم بين 19 و24 سنة باستثناء آخر صفقاته سلطان الغافري (28 عاماً) والذي انتقل للفريق قادماً من العين، ويرى عبد الله سالم مدير الفريق أن معظم اللاعبين جاء التعاقد معهم للمستقبل مثل محمد عبد الباسط، ومروان المسماري، وماجد المسماري، أما البقية لتدعيم دكة البدلاء في الفريق، أو سد النقص في بعض المراكز من اللاعبين الجاهزين في حال حدوث أي ظروف قسرية خلال الموسم، ويرى عبد الله سالم أيضاً أن صفقات ناديه منطقية، حيث تمت خلالها مراعاة صغر السن والموهبة، مشيراً إلى أن سوق انتقالات اللاعبين أصلا يعاني من أزمة في اللاعب الجاهز و«السوبر». المنهالي: كاكا ليس سيئاً حتى يفشل مع الريال! أبوظبي(الاتحاد) أكد محمد عيضة المنهالي، عضو مجلس إدارة شركة بني ياس لكرة القدم، أن أسباباً عديدة تحول دون بروز النجوم الذين تحظى صفقاتهم بأصداء كبيرة، بعضها يكون خارج عن إرادة اللاعب، والبعض الآخر يتعلق بمسألة التكيف أو النواحي المادية، وغيرها. وضرب المنهالي مثالاً على ذلك بصفقة انتقال كاكا البرازيلي إلى ريال مدريد مقابل مبلغ شغل الأوساط العالمية آنذاك، مشيراً إلى أن اللاعب لم يقدم المستوى المطلوب منه مع الفريق الإسباني، لكن هذا لا يعني أن هذه التجربة تقلل من شأنه الفني، ذلك لأن ظروف ريال مدريد آنذاك أسهمت في تقليص حضور للاعب، لتحكم على تجربته بالفشل. ومحلياً يرى المنهالي أن الظروف نفسها التي مر بها كاكا يمر بها العديد من اللاعبين، وأن بني ياس يضم العديد من اللاعبين المهمين الذين حظيت صفقاتهم باهتمام كبير من جماهير النادي، ويتبادر إلى أذهان المهتمين أن بعض النجوم الذين تم استقطابهم لم يبرزوا على الشكل الأمثل، لكن شركة الكرة ترى عكس ذلك، وجميع اللاعبين يرتبطون مع النادي ارتباطاً معنوياً وثيقاً. الشرع: لسنا نادمين على أي صفقة! الفجيرة (الاتحاد) أشار سلطان الشرع نائب رئيس شركة كرة القدم بنادي الفجيرة إلى أن ناديه لم يندم على أي صفقة محلية، وقال: حرصنا على اختيار لاعبين مميزين حسب رؤية المدرب، علماً بأن الفريق تولى قيادته 3 مدربين هذا الموسم، بداية من البوسني جمال حاجي، والعراقي عبد الوهاب عبد القادر والتشيكي إيفان هاشيك، ولكل مدرب وجهة نظر، وهو الذي يختار اللاعب المناسب، وعندما لاحظنا عدم انسجام اللاعبين الجيدين، مثل حميد بن لاحج لاعب الوصل السابق، وصالح دباش لاعب الوحدة السابق مع الفريق، تم تغييرهما بآخرين في القيد الشتوي، ولكن يبقى أننا مقتنعون بالموجودين حالياً. سلطان: الكلمة الفصل للإمكانات المادية! علي شويرب (رأس الخيمة) أكد سلطان عيسى النائب الأول لرئيس مجلس إدارة نادي الإمارات، وجود لاعبين يقومون بدور «الكومبارس» وتكون الأندية مجبرة للتعاقد معهم، لأن ذلك المتوافر في السوق، وقال: نجحنا هذا الموسم مع لاعبين يمتلكون إمكانيات جيدة، ونسعى للتجديد مع الغالبية منهم، ولا يعني عدم مشاركتهم في بعض المباريات، أنهم دون المستوى، ولكن ذلك يخضع لحاجة المدرب والخطة التي يضعها. وأضاف: تلعب الإمكانات المادية دوراً كبيراً في استقطاب اللاعبين، ولا يمكن مقارنتنا مع الأندية الكبيرة التي تستطيع التعاقد مع «سوبر»، وننتظر كثيراً حتى نجد اللاعب الذي يوافق على التعاقد معنا حسب إمكانياتنا، وأحياناً نتعاقد مع عناصر على سبيل الإعارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©