شادي صلاح الدين (لندن)
بدأت حالة القلق والخوف تنتشر مؤخراً في إيران تحسباً للقرار الذي سيتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاتفاقية النووية، والتي حدد له يوم 12 مايو الجاري. وهدد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران الموقع في العام 2015 والذي رفعت بموجبه العقوبات ضد إيران مقابل الحد من برنامجها النووي إذا لم يتم فرض قيود جديدة على برنامجها الصاروخي بحلول 12 مايو المقبل.
وفي تقرير نشره موقع «ستاف النيوزيلندي» ذكر أن القلق والخوف يزدادان في كل يوم في شوارع طهران قبل قرار ترامب حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من الصفقة النووية، مشيراً إلى أن نوافذ محال الصرافة التي أظهرت في السابق أسعار الريال الإيراني مقابل الدولار أصبحت فارغة من مرتاديها، حيث ارتفعت أسعار السوق السوداء إلى 70 ألف ريال للدولار، وهو أعلى بكثير من المعدل الذي فرضته الحكومة مؤخراً والذي بلغ 42 ألف ريال مقابل دولار واحد.
وأضاف أن مناطق التسوق المزدحمة التي شهدت في الآونة الأخيرة إقبال العرائس على شراء مستلزمات المنزل من الثلاجات والأدوات الرئيسة الأخرى، أصبحت الآن خالية إلى حدٍ كبير مع توفير الناس لأموالهم، حيث يتحدث البعض بصراحة عن مغادرة البلاد إلى أي مكان آخر، وفقاً للتقرير.
ويؤكد التقرير أن المشاعر السلبية والتوقعات بقرارات صعبة تمزق العاصمة الإيرانية طهران قبل الموعد النهائي الذي حدده ترامب يوم السبت لتحديد ما يجب فعله بشأن الصفقة، وهو بعيد كل البعد عن الاحتفالات التي عمت الشوارع ورحبت بالاتفاق النووي مع القوى العالمية في عام 2015.
ويتحدث المواطنون عن أن الاتفاقية النووية لإيران سمحت ببيع النفط الخام والغاز الطبيعي في السوق الدولية، إلا أنها لم تساعد في معالجة ارتفاع معدلات البطالة، خاصة بين الشباب في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، إضافة إلى أن البنوك لاتزال مثقلة بالقروض السيئة الهائلة من عصر العقوبات، وانتشار الفساد الحكومي، طبقا للتقرير.
ونقل التقرير عن لادان شيري، وهو مدير مبيعات يبلغ من العمر 33 عاماً في شركة خاصة «مشاكلنا الاقتصادية لا علاقة لها بالصفقة أو ترامب. مشكلتنا أن مسؤولينا فقط يفكرون في جيوبهم الخاصة. إذا فكروا في الشعب وليس فقط بأرباحهم الخاصة، فلن يواجه شعبنا المتاعب، التي يواجهها اليوم. هذه هي المشكلة الرئيسة».
وأشار التقرير إلى أن الإيرانيين يتحدثون بشكل متزايد فيما بينهم عن محاولة مغادرة البلاد بسبب الأوضاع السيئة والتي من المنتظر أن تسوء في المستقبل من أجل حياة أفضل في الخارج.
عدد اليوم
