الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرشحو الرئاسة الأفغانية ومحاولات التوافق

مرشحو الرئاسة الأفغانية ومحاولات التوافق
21 ابريل 2014 23:26
كيفين سيف كابول بدأ بعض السياسيين النافذين الذين تنافسوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأفغانستان، والتي لم تحسم نتيجتها بعد، في التصالح مع فكرة احتمال عدم فوزهم، ولكن مع هذا الاعتراف يأتي أيضاً نفوذ متزايد وقدرة كبيرة على حسم التحالفات السياسية اللاحقة، إذ يبدو مرجحاً المرور إلى دورة انتخابات ثانية بين المرشحين الرئيسيين، أشرف غاني، وعبدالله عبدالله، ليبقى الأمر بذلك في يد المرشحين الستة الآخرين لتقرير أي المرشحين سيدعمون ومن سيزكون كي يصبح رئيس أفغانستان المقبل. وفي هذا السياق شرع كل من غاني وعبدالله في التسابق على حشد التأييد والتواصل مع باقي القوى السياسية في كابول، لاستمالة خصومهم السابقين ومعهم كتلهم الانتخابية التي صوتت لهم. وفي بلد ينقسم على أسس عرقية وسياسية تنطوي عملية بناء تحالف يقود دفة البلاد في المرحلة المقبلة على صعوبات جمة، وأيضاً على حساسية بالغة، وعن هذا الدور الذي يضطلع به المرشحون للرئاسة الأفغانية الذين خرجوا من السباق الانتخابي يقول عبدالرب رسول سياف، أحد قادة المجاهدين السابقين والمرشح الذي لا يتوقع فوزه، وإن كان يحظى بنفوذ واسع في أوساط البشتون، متحدثاً عن المرشحين الآخرين: «هم يطلبوا منها ونحن سنقرر». وفي هذه اللحظة ينصب تركيز الأفغان على نتائج الجولة الأولى، وعلى قدرة لجنة الانتخابات على التعامل مع مئات الشكاوى الرسمية التي تطالب بالتحقيق في مزاعم بالفساد، ومن المتوقع أن تنظر اللجنة في تلك الشكاوى وتكشف عن النتائج النهائية في أواسط شهر مايو المقبل، ولن تجرى الجولة الثانية إلا بعد مرور أسابيع. ولكن على رغم المسلسل الطويل للعملية الانتخابية هناك إشارات قوية عن محاولة المرشحين الستة الالتفاف في كتلة سياسية واحدة وتنسيق المواقف، حيث التقوا مطلع الأسبوع الجاري في مكتب سياف بكابول. ومع أن جميع المرشحين أعربوا عن ثقتهم في احتمال فوزهم في الانتخابات إذا تعاملت اللجنة الانتخابية مع الفساد بفعالية، إلا أن العديد منهم اعترف في هدوء بالهزيمة، مشيراً إلى أن السباق سينحصر في الجولة الثانية بين غاني وعبدالله، ومن الأفضل اختيار أحد المرشحين لدعمه لتفادي المزيد من الانقسام السياسي والاجتماعي، وهذا ما عبر عنه المرشح زلماي رسول، قائلاً: «أي مرشح قررنا دعمه في الجولة الثانية سيفوز». وهذه المحاولات للتكتل السياسي تعتبر جزءاً من مجهود أشمل يرمي لبناء تحالف سياسي يتوصل إلى تسوية سلمية للسباق سواء قبل الجولة الثانية، أو حتى بعدها. وحسب القانون يحق للمرشحين الأعلى نتيجة اللذين لم يحصلا على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين المرور إلى الجولة الثانية، وهو السيناريو الذي يبدو مرجحاً بالنظر إلى النتائج الأولية التي تم جمعها من 10 في المئة من إجمالي مراكز الاقتراع، فقد حصل عبدالله عبدالله على 41,9 في المئة وغريمه غاني 37,6 في المئة، فيما حصل رسول على 9,8 في المئة وسياف 5,1 في المئة. ولكن بعض المسؤولين الأفغان لا يخفون أيضاً أملهم في أن يتم إقناع عبدالله الذي ينتمي إلى الطاجيك، أو غاني المنحدر من البشتون بالخروج من السباق قبل إجراء الجولة الثانية مقابل الحصول على مناصب عليا في الحكومة، وهذا الأمر أشار إليه مسؤول غربي بارز رفض الإفصاح عن هويته، قائلاً: «يتحدث بعض الأشخاص عن اقتسام المسؤوليات الحكومية ما يسمح بتمثيل واسع في الحكومة». وفي هذا السياق ألمح البعض إلى احتمال استحداث منصب رئيس الحكومة بالنسبة للمرشح الذي يختار الخروج من السباق الانتخابي قبل الجولة الثانية حفظاً للتوازن والاستقرار، فحسب ما قاله سياف: «إذا استطعنا تلافي جولة ثانية من خلال التوافق سيكون ذلك أفضل، ولكن إذا جرت الجولة سيكون الفائز بمثابة السائق وسنكون جميعاً في نفس العربة». ومع أن المرشحين الأوفر حظاً، عبدالله وغاني، نفيا عزمهما الانسحاب من الانتخابات، إلا أن الجميع متفق، سواء على الجانب الأفغاني، أو الأميركي، في أن تفادي المرور إلى الجولة الثانية سيمنع حدوث العنف الذي من المحتمل أن يصاحب عملية الاقتراع. ويبقى الخيار الآخر الذي أثاره سياف وآخرون في حال الإصرار على إجراء الجولة الثانية هو اتفاق غاني وعبدالله كتابة بأن الخاسر سينضم إلى الحكومة لتفادي ما قد تسفر عنه الانتخابات من إراقة للدماء. وعن هذا الخيار يقول سياف: «سيضمن الائتلاف تمثيلاً واسعاً للأفغان في الحكومة المقبلة، وإلا فإن الوضع سيتدهور». وقد حرص الرئيس منتهي الولاية حامد كرزاي على مدى العقدين الماضيين على تشكيل فريق متنوع قادر على اكتساب الأصوات المختلفة، وفرض الاستقرار في بلد منقسم على أسس عرقية. ومع أن البعض انتقد حكومة كرزاي التي يقودها أشخاص ينحدرون من خلفيات مختلفة عينوا لحفظ التوازن فقط، إلا أن المسؤولين الغربيين حتى ممن ينتقدون كرزاي اعترفوا له بقدرته الفائقة على حفظ التوازن السياسي الدقيق في البلد وكبح الصراع، وهو ما أوضحه مسؤول غربي، قائلاً «لقد أمضى كرزاي وقتاً طويلاً في إحداث التوازن المطلوب بين المجموعات الإثنية المتنوعة والمناطق المختلفة، والعجيب أنه نجح في ذلك إلى حد بعيد، ولا أعتقد أن مهمة الرئيس الأفغاني المقبل ستخرج عن هذا الإطار». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©