الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متنزه العين يساهم في حماية «ملوك الغابة» من خطر الانقراض

متنزه العين يساهم في حماية «ملوك الغابة» من خطر الانقراض
14 يونيو 2010 20:48
لا يزال متنزه العين للحياة البرية يواصل نشاطه وسعيه الدؤوب لتزويد حدائقه بأندر وأغرب السلالات الحيوانية على الإطلاق. ففي كل عام يستقدم المتنزه حيوانات جديدة من شتى المحميات وحدائق الحيوان الموجودة في مختلف الدول العربية والغربية على حد سواء، مما يتيح للمتنزه فرصة تنويع الحيوانات ويشارك في الحفاظ على نوعها وسلالاتها من جهة ويتيح للزوار الذين يقصدونه من مختلف إمارات الدولة وخارجها فرصة مشاهدة هذه الحيوانات والتعرف إليها من قرب وهي تمارس حياتها الطبيعية في بيئة صحراوية تتشابه مع بيئتها الأصلية إلى حد كبير. ولعل تهافت الزوار على المتنزه لمشاهدة الأسدين الأبيضين اللذين تم إحضارهما في نوفمبر الماضي من جنوب أفريقيا، يعكس نجاحاً جديداً يسجل للمتنزه الذي يعتبر أحد المعالم البارزة لمدينة العين. الأميركية بريجيت تاي، مديرة برامج الحيوانات ومدربة الأسود في متنزه العين للحياة البرية تخبرنا في هذا الحوار قصة نقل الأسدين الأبيضين إلى المتنزه. تقول بريجيت: «في نوفمبر 2009، سافر فريق من نشطاء الحفاظ على الكائنات الحية من متنزه العين للحياة البرية إلى جنوب أفريقيا لتسلم هدية خاصة جداً من محمية سانبونا للحياة البرية، حيث قدمت هذه الهدية إلى متنزه العين تقديراً لالتزامه بحماية الحيوانات اللاحمة بالمناطق القاحلة». تضيف بريجيت: «لا شك في أن عملية إحضار حيوان مثل الأسد من بلد إلى آخر ليست سهلة، بل هي مقلقة، لكنها لا تخلو من المتعة والتحدي والحماس والمغامرة، لقد سافرت برفقة الفريق المكون من مدير تجميع الحيوانات والطبيب البيطري ومصور الفيديو وآخر فوتوغرافي لتصوير الرحلة من بدايتها إلى نهايتها، والتي استمرت لمدة 3 أيام، حيث قضينا اليوم الأول في محمية سانبونا لنرى كيف تعيش الحيوانات هناك وأنها تتمتع بصحة جيدة وتحدثنا مع المسؤولين عن سيرة حياة تلك الحيوانات وطبائعها وطريقة التعامل معها، ووضعنا خطة محكمة لنقلهما من المحمية حيث استيقظنا باكراً في اليوم الثاني وقام طبيب من محميتها بإطلاق رصاصة التخدير الأولى على الأسد الذكر، تبعتها رصاصة ثانية لتخدير الأنثى، لنسرع بعد سقوطهما لعمل فحص طبي سريع لأسنانهما ونتأكد أن جميع أعضائهما تتمتع بصحة جيدة ثم وضعنا غطاء على أعينهما لئلا تجفان، فهما في حالة نوم وصحو في الوقت نفسه ويمكنهما سماع ورؤية ما حولهما، ثم قام فريقنا المكون من 5 أشخاص بحمل الأسد الذكر الذي أسميناه (سانبونا) نظراً لثقله، فقد كان وزنه 120 كيلوجراماً، والآن تجاوز 150 كيلوجراماً، وتم وضعه في صندوق الشحن ثم حملت (شامواري) كما أسميناها، وكانت تزن قرابة 90 كيلوجراماً، والآن تجاوزت 114 كيلوجراماً». تتابع بريجيت حديثها، تبتسم تارة وتصمت أخرى، لتتذكر التفاصيل المشوقة التي عاشتها مع صديقيها الأسدين: «بعد وضعهما بالصندوق، قام الطبيب نفسه بوخزهما بإبرة منشطة ليستيقظا ونرى ردة فعلهما وكيف سيتصرفان، وبعد أن تأكدنا أنهما في صحة جيدة ولا يوجد ردة فعل مقلقة من قبلهما انطلقنا بالشاحنتين من المحمية إلى كيب تاون لتستغرق الطريق منا 4 ساعات كاملة، انطلقنا بعدها مباشرة إلى المطار انهينا إجراءات السفر وتأمين الصندوقين اللذين وضع فيهما الأسدين، وانطلقت الطائرة في الجو فشعرنا حينها بالقلق عليهما لعدم تمكننا من رؤيتهما، لكن الأمور سارت على ما يرام دون أن نواجه أي صعوبات أو مشاكل». وتؤكد بريجيت أنها شعرت وفريقها بسعادة عظيمة عندما وصلوا متنزه العين برفقة الأسدين، فقد أنجزوا المهمة بإتقان وكانوا على قدر المسؤولية الموكلة إليهم. وتشير إلى أنه تم إطعام الأسدين لحظة وصولهما المتنزه ووضعهما في غرفة جهزت خصيصاً لهما دون أن يخرجا للعرض أمام الجمهور، لأنهما غير مستعدين بعد لرؤية البشر فهذه أول مرة يشاهدان فيها البشر، كما أنهما يحتاجان لوقت كافٍ ليتأقلما مع البيئة الجديدة. تسترسل بريجيت: «لقد بدا عليهما الخوف والانفعال والغضب بداية، فكانت هنا مسؤوليتي في تخليصهما من هذه المشاعر ومساعدتهما على التأقلم مع بيئتهما الجديدة، فبدأت ألازمهما وأطعمهما ليطمئنا ويحفظا شكلي ويميزاني عن الناس، وعندما أصفر لهما بالصافرة يستجيبان لي فشعرت بأن «سانبونا» تأقلم معي وشعر بالراحة بعد أسبوع ونصف الأسبوع، أما «شامواري» فقد احتاجت لـ3 أسابيع، ثم دربتهما على حركات فتح أفواههما ليتسنى لي فحص أسنانهما والوقوف باستقامة والتشبث بالسور للكشف عن أقدامهما والتأكد من سلامتها، وسأدربهما مع مرور الوقت على مد أفخاذهما من أجل حقنهما باللقاح السنوي والإمساك بذيلهما لسحب عينة دم منهما لطالما أن فيه شريان دم كبير». قد يستغرب البعض لو علم أن «سانبونا» و»شامواري» توأمين (أخ وأخت)، وأنه حتى في شريعة الحيوانات لا تزواج بينهما، في هذا الجانب توضح بريجيت قائلة: «سيتم سانبونا وشامواري هذا الشهر عامهما الثاني بمعنى أنهما لا يزالان صغيرين ولم يكتمل نموهما بعد ولن تتحرك الغرائز فيهما الآن، ولكن بعد أن يبلغا أي عندما يصير عمرهما 3 سنوات، سنجري عملية زرع مادة كيميائية في كتف شامواري تمنعها من الحمل مدة 3 سنوات، لكننا لا نفكر بعزلهما عن بعضهما لأننا نشعر بسعادتهما وهما معاً ولا نريد أن نسلبهما هذه السعادة، كما سيصل وزنهما عند البلوغ 200 كيلوجرام وستبدأ لبدة سانبونا (الشعر حول الرقبة) بالظهور عندما يصير عمره 4 سنوات، أما بالنسبة لتصرفاتهما، فإن «سانبونا» أهدأ من «شامواري»، وهذا شيء طبيعي عند الأسود، كما أن «سانبونا» يبدو عليه الفضول الشديد وحب استطلاع البشر على الرغم من قلة احتكاكه بهم، إلا أنه يبدو في غاية الشغف، أما «شامواري» فيبدو عليها بعض الفضول إلا أنها خجولة وتتبع أخيها أينما ذهب. أما بالنسبة لطعامهما، فهما يأكلان وجبتين يومياً، وأحياناً أكثر، حيث يقدم لهما لحم الجمل والبقر وعظم كبير ووجبة غذائية خاصة نعدها لهما تحتوي على كل الفيتامينات الغذائية ممزوجة بلحم مفروم. تبين بريجيت أن الهدف من إحضار هذين الأسدين الأبيضين إلى متنزه العين للحياة البرية هو ليكونا سفراء عن أقرانهما في البرية، وليساهما في سرد قصة محنة الأسد الأفريقي منذ حوالي 50 عاماً، حيث كانت أعداد ملوك الغابة في أفريقيا 450 ألفاً لم يبق منها اليوم سوى 20 ألف أسد، بالإضافة إلى أننا أردنا أن يتمتع الجمهور في الإمارات برؤيتهما، فهما جميلين جداً، وبالمناسبة لا يختلفان عن غيرهما من الأسود إلا باللون وهذا يعود إلى اختلاف الجينات التي تؤثر على اللون. وتلفت بريجيت إلى أنها تعد برنامجاً تعليمياً مستقبلياً لتعليم الأطفال وطلبة المدارس بصورة عامة عن حياة الأسود وطبائعها وتمنحهم فرصة مشاهدتها وهي تأكل وتؤدي حركات جميلة.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©