الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«البثنة».. على قائمة التطوير

«البثنة».. على قائمة التطوير
1 أغسطس 2016 00:18
تحقيق – السيد حسن تعد منطقة «البثنة» في إمارة الفجيرة من المناطق القديمة، مقارنةً بمناطق أخرى عديدة تبدو عليها الحداثة في الإمارة. وكان عدد سكانها قبل سنوات لا يتجاوز العشرات من المواطنين إلا أنها أصبحت الآن تعج بالمئات من أبنائها من مختلف الأعمار. وشهدت المنطقة جملة من مشاريع الإسكان، التي نفّذتها لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، لتطوير المناطق، والمتمثلة في 3 مجمعات سكنية جديدة، كما توجد المنطقة على قائمة التطوير في القريب العاجل. ويتطلع سكان «البثنة» الذين تجاوز عددهم حاليا ألفي نسمة إلى مزيد من المساكن الجديدة، نظراً إلى ارتفاع كثافة السكان وتوالي الأجيال. كما يتطلعون إلى حل مشكلة المساكن الشعبية القديمة والضيقة، والتي ما زال عدد من سكان البادية يقطنونها. كما يعاني أهالي «البثنة» من سوء حالة الطرق الداخلية، التي تنهك سياراتهم وتكلفهم الكثير من الأعباء المالية لإصلاحها، فضلاً عن تطاير الغبار من تلك الطرق لتغزو البيوت الواقعة على جنبات الطرق الترابية. وتشكل قضية نضوب المياه مشكلة تؤرق بعض المزارعين في البثنة، وكذلك وعورة الطرق التي تؤدي إلى مزارعهم، خصوصاً في فصل الشتاء، حيث تحيل الأمطار تلك الطرق إلى برك من الوحل، يصعب معها وصول المزارعين إلى مزارعهم لمتابعة محاصيلهم ونخيلهم. الإنارة والمركز الصحي يقول عبدالله حميد الزيودي «تنقصنا أشياء قليلة ولكنها حيوية ومهمة للغاية، الحمد لله الدولة لم تقصّر معنا، وهي دائماً ما تدعمنا بكل الإمكانات، ونحن جميعاً على يقين من ذلك، وأن ما يحدث هو عملية ترتيب للأولويات، ونحن علينا تذكير الوزارات والجهات المختصة بمشكلاتنا». ولفت إلى أنه «لا يصح في ظل التطور الذي نعيشه في دولتنا، أن تكون هناك شوارع داخلية غير منارة، ولا يمكن أن نتخيل أن يأتي الليل فيسود شوارعنا ظلام دامس، لا سيما أن البثنة من المناطق التي لا تستقيم شوارعها، بل هي متعرجة وتحدوها ارتفاعات ومنخفضات والإنارة لها مهمة للغاية. كما أن هذه الشوارع حتى الآن غير معبّدة، وبالتالي فهي تشكل مشكلة كبيرة على السكان، إذ تتحول هذه الشوارع مع مواسم الأمطار إلى أرض زلقة خطيرة على من يمر عليها. ومن المهم لسكان البثنة أن يتم تعبيد تلك الطرق، لتوفير أقصى درجات الأمان والراحة للسكان، ولضمان عدم تعطل المدارس والموظفين عن دوامهم أوقات المطر». وتوجه الزيودي، نيابةً عن أهل البثنة، بالشكر إلى القيادة العامة لشرطة الفجيرة، وإلى بلدية الفجيرة، ودائرة الأشغال والزراعة في حكومة الفجيرة، وذلك لاستجابتهم السريعة لمطالب أهالي البثنة بإقامة مطبين صناعيين على الطريق الرئيسي البثنة/‏‏‏‏‏ الفجيرة، وذلك بعد تكرار حوادث المرور مقابل مدخل البثنة، وقد وفرت المطبات الجديدة حالة من الأمان على الطريق الرئيسي، واختفت معها الحوادث المرورية للقادم إلى البثنة والخارج منها. قال سيف سالم الكندي «من المعروف أن منطقة البثنة من المناطق المشهورة بالزراعة، والطرق المؤدية إلى مزارعها ما زالت غير معبدة، وتنهك سيارات المزارعين وتسبب لهم نوعاً من القلق والإرباك، وتعبيدها يسهم بشكل فاعل في ازدهار الزراعة وسهولة انتقال المزارعين المواطنين لمزارعهم ومتابعتها بشكل يومي. كما أن طرق البثنة داخل الشعبيات بحاجة إلى إعادة نظر عميقة، ونحن بحاجة إلى تعبيد تلك الطرق، خصوصاً أننا ننفق الكثير على إصلاح سياراتنا، فلا يمر شهر حتى نذهب لورش التصليح، وهذا يسبب لنا نوع من الضغوط المادية التي نحن في غنى عنها». وناشد الكندي المسؤولين «إعادة النظر بعين الاعتبار إلى منطقة البثنة، وطرح كل المشكلات التي تواجه مواطنيها، والعمل على حلها من قبل جميع الجهات تباعاً». البيوت الشعبية تراجعت في البثنة إلى حدٍ ما نسبة البيوت الشعبية القديمة، خصوصاً تلك البيوت التي تم تشييدها قبل العام 1990، والتي سيتم إحلالها بشكل كامل في كل مناطق الدولة ومنها منطقة البثنة بالفجيرة، ومع إحلال المساكن القديمة المتضررة من زلزال 2002، انتقل أهالي البثنة من أصحاب البيوت المتضررة إلى المجمعات السكنية الجديدة. وقال المواطن أحمد محمد أحمد المغني «نطالب بإقامة مركز مدني في البثنة، وكذلك عيادة صحية، خصوصاً أن المسافة بيننا وبين الفجيرة من جهة ومسافي من جهة أخرى بعيدة، وقد لا يمكن إنقاذ المريض خلالها، لا سيما إذا كانت امرأة حاملاً في لحظاتها الأخيرة، أو مريضا تستدعي حالته التدخل لتقديم إسعافات أولية لإنقاذه». وأشار المغني إلى ضرورة وجود مركز للدفاع المدني في المنطقة كذلك، وذلك لسرعة التدخل في الإنقاذ المطلوب، في حال وقوع حرائق وخلافه، فلا بد أن يكون التدخل سريعا جداً لإنقاذ المصابين أو البيوت، وكذلك في حال وقوع الحوادث المرورية وغيرها التي تحتاج إلى عمليات إنقاذ سريع. كما لفت إلى أن مركز الشرطة الموجود في البثنة لا يعمل بشكل كامل، أو بمفهوم مركز الشرطة المعتاد في تلقي البلاغات، أو الإبلاغ عن الحوادث التي تقع والمهام الموكلة لأي مركز شرطة. قضايا المرأة قالت بشاير محمد خليفة الزيودي: «الدولة والحمد لله متقدمة في كل المجالات، وهي لا تقصّر مع المواطنين، سواء في المدن الكبرى أو القرى البعيدة عن المدن، يد التطوير والنهضة والاهتمام بالمواطن وصلت إلى أقصاها وامتدت إلى كل مكان، وإن كانت المرأة والأطفال يعانون نسبياً في منطقة البثنة من عدم وجود مرافق اجتماعية، مثل نادٍ للفتيات، أو مكتبة عامة تقرأ فيها الفتيات والنساء، أو حديقة أو متنزه بسيط يحتوي على ألعاب ترفيهية للأطفال والفتيات». وأكدت الزيودي أن العالم تغير وتطور، ويد النهضة الحديثة والتقدم طالت كل المرافق في جميع مناحي الدولة، ولكن ما زالت المرأة في البثنة بحاجة ماسّة إلى العناية بها والاهتمام بأفكارها وأفقها ومتطلباتها، لذا نطالب بمثل هذه المشاريع التي ستُحدث نقلة في حياة المرأة، وفي حياة كل فتاة وطفل صغير، أن تجد مكتبة لتقرأ، وأن تجد حديقة للتنزه في أوقات الفراغ، خصوصاً أوقات العطلات الرسمية، أو تجد نادياً تمارس فيه هوايتك، هذه الأمور ليست بالبسيطة وليست بالهينة في حياتنا في منطقة البثنة، لأنها تخرّج أجيالَ مثقفين وواعين وخالين من العقد الاجتماعية. منطقة البثنة تقع منطقة البثنة جنوب مدينة الفجيرة على طريق الفجيرة/‏‏‏‏‏ مسافي، وتبعد عنها 13 كيلومتراً، ويستغرق الوصول إليها من الفجيرة 15 دقيقة، ومن مسافي الفجيرة 10 دقائق، وهي من المناطق القديمة في الإمارة وصاحبة تاريخ عريق في المنطقة. ويبلغ سكان «البثنة» ما يقارب 1800 نسمة من المواطنين، بالإضافة إلى 200 من العمالة الآسيوية في البيوت والمزارع وفي المحال العامة. وكانت البثنة إلى وقت قريب، تعتمد على الزراعة بشكل أساسي في معيشتها، حيث يصل عدد المزارع فيها ما يزيد على 40 مزرعة، منها ما هو قائم حتى الآن، والبعض الآخر نضبت آباره وتباعدت في أعماق الأرض فهجرها أصحابها وأصبحت بوراً. ويصل نسبة المتعلمين في منطقة البثنة 90%، بينما نسبة الأميين بها 10%، ويوجد في المنطقة نسبة كبيرة من الموظفين في مختلف قطاعات الدولة المحلية والحكومية، ومن بينهم مديرو دوائر ومؤسسات، ومنهم ضباط في الجيش وأطباء ومهندسون في البترول وفي شركات المقاولات. وتعد قلعة البثنة من أهم القلاع الأثرية في الفجيرة، بعد قلعة الفجيرة الشهيرة، وهي خير شاهد على تاريخ المنطقة وتصديها لمحاولات الاستعماريين احتلال الفجيرة والمناطق الشرقية من الدولة، كما كانت تقوم بالتصدي للصوص الذين كانوا يسطون على المنطقة، وتم تشييد القلعة عام 1735 م. شيدت وزارة تطوير البنية التحتية خلال السنوات الخمس الأخيرة، 3 مجمّعات سكنية جديدة للمواطنين في منطقة البثنة، ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير المناطق، وتم تسليم وتسكين هذا المساكن على سنوات متتالية. وكانت الهزة الأرضية التي سُجلت عام 2002 قد أثرت على بعض البيوت في مسافي والبثنة ومربض، وتم تشييد 31 بيتاً جديداً في البثنة تم تسليمها لسكانها المتضررين من الزلزال في عام 2011. وتم عقب ذلك تشييد 40 بيتاً جديداً لاستكمال قائمة المستفيدين المتضررين، ومن أصحاب البيوت التي شيّدت قبل عام 1990، فتم تشييد مجمع ثانٍ يتكون من 30 بيتاً، ثم مجمع صغير نسبياً ويتكون من 10 بيوت، مما سيؤدي إلى سد الثغرة في ملف الإسكان في البثنة تباعاً. 1100 بيت في مدينة محمد بن زايد بالفجيرة أكد المهندس محمد سيف الأفخم المدير العام لبلدية الفجيرة، «التنسيق القائم بين البلدية ووزارة تطوير البنية التحتية، يشير إلى أن ملف الطرق الداخلية محلول بشكل قاطع، وأنه وفقاً للمشاريع المقررة لتطوير المناطق، فإن جميع الطرق سيشملها التعبيد، وأن مشاريع تعبيد الطرق يتم اختيارها وترشيحها وفق الأولوية، مثل أهمية الطريق المستهدف بالتعبيد، وحالته وعدد السكان الذين سيخدمهم، ويتم التعبيد تباعاً، وفي النهاية جميع المناطق سيتم تعبيد طرقها». وتناول الأفخم ملف الإسكان، وذكر أن الفجيرة لديها ما يزيد على 3500 بيت قديم مشيّدة قبل عام 1990، وينطبق عليها قرار الهدم والإحلال، ومشروع مدينة محمد بن زايد السكنية في منطقة الحيل، تعد أولى الحلول العاجلة، والتي تنفذ بمقتضى توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث سيتم تشييد 1100 بيت في المدينة كمرحلة أولى، لتسهم بشكل كبير في حل مشكلة المساكن في إمارة الفجيرة. الوصول بالأمن إلى أقصى درجة قال العميد محمد أحمد بن غانم الكعبي القائد العام لشرطة الفجيرة، إن مركز شرطة البثنة يعمل بشكل كامل، ويقوم بدوره الأمني، وتوجد به دوريات أمنية مستمرة على مدار الساعة، كما يوجد في مسافي مركز شرطة متطور، وهو لا يبعد عن البثنة سوى كيلومترات قليلة، ويتم منه تسيير دوريات مرورية وشرطية على طول منطقة الاختصاص، ونسعى في المستقبل القريب إلى الوصول بالخدمات في مركز البثنة إلى المستوى الذي يأمله المواطنون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©