تصل المشاركة الإماراتية في أولمبياد بكين إلى محطتها الأخيرة اليوم، عندما تشارك سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم في منافسات وزن تحت 67 كيلوجراماً في التايكوندو· وستواجه سمو الشيخة ميثاء بنت محمد تحدياً كبيراً في أول مشوارها في المنافسات بعد أن أوقعتها القرعة التي جرت قبل ثلاثة أيام في مواجهة مع بطلة العالم الكورية هوانج الساعية للفوز بالميدالية الذهبية·
وستبدأ منافسات وزن تحت 67 كجم في التاسعة صباح اليوم بتوقيت بكين، الخامسة فجراً بتوقيت الإمارات، وذلك بإقامة مباريات دور الستة عشر والذي يشهد ثماني مباريات، حيث ستلتقي سمو الشيخة ميثاء بنت محمد مع منافستها الكورية في المباراة السادسة ضمن البرنامج، وذلك في تمام الساعة العاشرة والربع بتوقيت بكين·
والفائزة في اللقاء ستتأهل لدور الثمانية لملاقاة الفائزة من لقاء الفلبينية ماري والكرواتية ساندرا والذي يسبق لقاءهما مباشرة، مع العلم أن الأدوار النهائية ستقام في نفس اليوم وتحديداً في فترة بعد الظهر والتي ستشهد إقامة مباريات دور الثمانية، تعقبها مباشرة مباراتا الدور قبل النهائي، وبعدها المباراة النهائية لتحديد صاحبة ذهبية وزن تحت 67 كجم في أولمبياد بكين·
في المقابل، يتوجب على الشخص الخاسر انتظار نتيجة مباراة الفائز الثانية، وفي حالة مواصلته للفوز ستعود الخاسرة كما تنص قوانين المسابقة، أما في حالة خسارة الفائز في مباراته الثانية فإن ذلك يعني أن مشاركة الخاسر في المباراة الافتتاحية ستنتهي رسمياً في الأولمبياد·
التحضيرات لمباريات اليوم اكتملت بإجراء عملية قياس الأوزان عصر أمس والتي مرت دون تسجيل أية مفاجأة، حيث أكدت اللجنة الفنية للبطولة أن عملية القياس لم تسجل أي تجاوز في الوزن المسموح، وتم اعتماد جميع اللاعبين واللاعبات استعداداً لبدء المنافسات التي ستنطلق صباح اليوم·
ومن المنتظر أن تكون صالة جامعة بكين للعلوم والتكنولوجيا التي تستضيف منافسات التايكوندو محط أنظار جماهير الأولمبياد اليوم، خاصة أن لعبة التايكوندو تعتبر من الألعاب ذات الشعبية الكبيرة في الصين وفي دول شرق القارة، وشهدت منافسات اليومين الأول والثاني للمسابقة حضوراً جماهيرياً عالياً من المتوقع أن يستمر اليوم·
ومن جانبها، حرصت سمو الشيخة ميثاء بنت محمد على التواجد في موقع المنافسات، حيث شهدت منافسات اليوم الافتتاحي لمسابقة التايكوندو، كما شهدت جانباً من المنافسات المسائية أمس·
وعلى الرغم من صعوبة المهمة التي تنتظرها اليوم، إلا أنها وكعادتها كانت هادئة وواثقة من نفسها، حيث رحبت بمختلف وسائل الإعلام التي حرصت على الالتقاء بسموها وسؤالها حول مواجهتها الأولى في البطولة، ولم تتردد في الإجابة على أسئلتهم، والتأكيد على أن قوة المنافسة تعتبر دافعاً إضافياً لها لتقديم الأفضل أمام أفضل لاعبات العالم·
وتملك اللاعبة الكورية المصنفة ثانياً عالمياً سجلاً حافلاً، حيث حققت الميدالية البرونزية في أولمبياد أثينا، وتتواجد في بكين، وهي تحمل لقب بطولة العالم منذ بطولة مدريد في 2005 واستطاعت المحافظة عليه في البطولة التي أقيمت في الصين في ·2007
ومع ذلك تتصدر فرنسا زعامة وزن تحت 67 كجم عالمياً من خلال اللاعبة أيبانجو جولدز صاحبة التصنيف الأول على العالم والتي جاءت إلي بكين من أجل الحفاظ على لقبها العالمي، في الوقت الذي يرى الكوريون، والذين يعتبرون ملوك اللعبة ومهدها، الدورة الحالية بمثابة الفرصة الذهبية لاستعادة عرش الصدارة العالمية، الأمر الذي من شأنه أن يرفع من درجة التحدي وسخونة المنافسة لأعلى درجاتها·
وتعتبر المشاركة في أولمبياد بكين بمثابة تحد جديد لأميرة الكاراتيه التي تدخل منافسات الأولمبياد لأول مرة·
وكانت سمو الشيخة ميثاء بنت محمد قد خاضت العديد من المحطات التدريبية قبل الوصول إلي بكين التي كانت قد وصلتها مبكراً وقبل موعد بدء منافسات الدورة، وانتظمت في معسكر تدريبي لمدة عشرة أيام مع أحد الفرق الصينية المتطورة في مجال اللعبة، ومن ثم نقلت معسكرها التدريبي إلي كوريا الجنوبية، حيث شاركت في التدريبات اليومية مع أحد أعرق الفرق هناك، واستمر معسكر كوريا عشرة أيام قبل أن تعود لبكين وتواصل تحضيراتها اليومية وبشكل منتظم تحت إشراف الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدربة معينة جديد والمدرب سمير جمعة·
وقد بدأت سمو الشيخة ميثاء مشوارها الإعدادي للأولمبياد منذ فترة طويلة، وخاضت العديد من المعسكرات التدريبية داخل الدولة وخارجها، ومن ضمنها المعسكر المشترك الذي أقيم في الإمارات مع المنتخب المغربي والذي كان له مردود كبير من الناحية الفنية·
الجدير بالذكر أن لعبة التايكوندو من الألعاب الحديثة التي دخلت الدورات الأولمبية حيث كانت بداية ظهورها في أولمبياد سيدني عام 2000 وتشمل 4 أوزان للرجال و4 أوزان للنساء، واستمرت في أولمبياد أثينا·
والجديد الذي تقدمه أولمبياد بكين يتمثل في اتفاق اللجنة المنظمة والاتحاد الدولي للتايكوندو على زيادة عدد الميداليات الأولمبية التي ستوزع في الأولمبياد بواقع ثماني ميداليات برونزية، مع بقاء تشكيلة الأوزان، كما هي في السباقات، وذلك من أجل إتاحة الفرصة للمزيد من الرياضيين للوقوف على منصة التتويج بالميداليات الأولمبية، وذلك كما ذكر الموقع الرسمي للبطولة·
وعلى هذا الأساس ارتفع عدد الميداليات من 24 إلى 32 ميدالية، حيث ستشهد جميع المنافسات توزيع أربع ميداليات بدلا من ثلاث، وذلك لأول مرة في تاريخ اللعبة بواقع ذهبية وفضية وميداليتين برونزيتين، واحدة منهما على سبيل الترضية، وبالتالي سيملك اللاعبون الذين يخسرون مواجهتهم أمام حاملي الميداليتين الذهبية والفضية الحق في المشاركة في مسابقات ''إعادة اعتبار'' تقود إلى الفوز بميداليتين برونزيتين·
ورغم حداثة عهد اللعبة في الدورات الأولمبية، إلا أنها تعتبر من الألعاب القتالية العريقة، وهي رياضة كورية للدفاع عن النفس، وتستخدم فيها الأيدي والأقدام لمواجهة الخصم، لكن أهم ما يميزها هو دمجها لمعظم حركات الضرب·
وأصول التايكوندو غير معروفة جيداً، ولكن هناك ثلاثة احتمالات يمكن أن توضح ذلك: الأول أنها تعود إلى عهد الممالك الكورية الثلاث (50 قبل الميلاد) حيث بدأ محاربو أسرة سيلا (الهوارانج) بتطوير رياضة للدفاع عن النفس سُمّيت تاي كون (اليد والقدم)·
فيما يعتقد آخرون أن التايكوندو بدأت كشكل من أشكال الملاكمة الصينية التي ظهرت في معبد شاولين في سنة 520 قبل الميلاد من قبل بوديدارما مؤسّس مذهب تسين البوذى، والاحتمال الثالث هو أن التايكوندو جاءت من الكاراتيه اليابانية·
الوكالة الألمانية: المجد الأولمبي ينتظر أميرة الكاراتيه
بكين (د ب أ)- بعد أن دخلت سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم التاريخ من أوسع أبوابه وعلى جميع الأصعدة ما زالت أمامها الفرصة سانحة لكتابة سجل جديد لها في التاريخ الأولمبي عندما تشارك اليوم في منافسات التايكوندو بدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في العاصمة الصينية بكين·
ومع إخفاق البعثة الإماراتية في الفوز بأي ميدالية حتى الآن خلال مشاركتها في أولمبياد بكين 2008 بعد أن عاند الحظ الرياضيين الاماراتيين خاصة في منافسات الرماية أصبحت جميع آمال الإمارات معلقة على سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم·
وربما يطلق عليها الكثيرون لقب ''أميرة الكاراتيه'' لكنها تشارك هذه المرة في رياضة مختلفة وهي التايكوندو نظرا لعدم إدراج الكاراتيه في منافسات أولمبياد بكين·
وعلى الرغم من المستويات العالية التي تشارك في أولمبياد بكين تظل سمو الشيخة ميثاء مرشحة دائما بفضل عزيمتها وإصرارها الذي تميزت به وحققت من خلاله العديد من البطولات والألقاب على مدار السنوات الماضية سواء على المستوى العربي أو الآسيوي·
وخلال حفل افتتاح أولمبياد بكين دخلت سمو الشيخة ميثاء التاريخ من بابه الواسع ووضعت نفسها في الريادة حيث أصبحت أول خليجية ترفع علم بلادها في حفل افتتاح دورة أولمبية·
وربما يمر هذا الحدث مرور الكرام على البعض لكن ما يحمله من معان عديدة يؤكد أنه حدث تاريخي بالفعل حيث يعبر عن الاحترام الخليجي والعربي للمرأة التي تعد جزءا مهما من المجتمع لا يقل في قدره عن الرجل·
ونالت سمو الشيخة ميثاء الفرصة في المشاركة ضمن فعاليات التايكوندو في دورة الألعاب الاولمبية ضمن مجموعة اللاعبات اللاتي تحددهن اللجنة الأولمبية الدولية للمشاركة في الدورات الأولمبية دون خوض التصفيات·
ولكن سمو الشيخة ميثاء التي سبق لها التألق في ملاعب الكاراتيه والحصول على العديد من الألقاب والميداليات لن تكتفي بمجرد المشاركة فالهدف لديها دائما هو المنافسة ولذلك ستعلن التحدي في أولمبياد بكين من خلال مسابقة وزن 67 كيلوجراما اليوم·
والمشكلة الوحيدة التي تواجه سمو الشيخة ميثاء أن القرعة ظلمتها ووضعتها في مواجهة مع الكورية الجنوبية هوانج كوينجسيون التي يعتبرها الكثيرون أقوى المشاركات في المسابقة ولذلك ستكون سمو الشيخة ميثاء بحاجة إلى الحظ والتوفيق بجانب الإصرار والعزيمة·
وخاضت سمو الشيخة ميثاء معسكرا تدريبيا في دبي ثم معسكرين آخرين في الصين وكوريا الجنوبية قبل المشاركة في فعاليات الدورة·
تجدر الإشارة إلى أن سمو الشيخة ميثاء اختيرت في وقت سابق من هذا العام ضمن ''أفضل 20 شابا وشابة ينتمون لأصول ملكية'' وذلك في استفتاء مجلة ''فوربيس''·
والجدير بالذكر أيضا أن سمو الشيخة ميثاء لفتت الأنظار إليها ونالت تقديرا كبيرا عندما أعلنت عن مكافآت منها للمنتخب المغربي للتايكوندو في حالة الفوز بميداليات في أولمبياد بكين· وأكد محمد الخاجة مدير البعثة الإماراتية المشاركة في أولمبياد بكين 2008 أن سمو الشيخة ميثاء لديها فرصة إحراز إحدى الميداليات في منافسات التايكوندو حيث سبق لها التتويج على المستويين العربي والآسيوي·
عدد اليوم
