معتز الشامي (دبي)
قرر مجلس إدارة اتحاد الكرة تفعيل توصية إلغاء دوري الرديف، ليصبح الموسم الجاري هو الأخير للمسابقة التي صاحبت إطلاق مشروع الاحتراف في الدوري منذ عام 2008، وعلمت «الاتحاد» أن اجتماع مجلس الإدارة خلال الأيام المقبلة، سوف يشهد اتخاذ القرار رسمياً، خاصة في ظل وجود توصية من لجنة دراسة المسابقات المحلية التي تشكلت برئاسة عبدالله ناصر الجنيبي عضو المكتب التنفيذي للجنة دوري المحترفين، وضمت في عضويتها ممثلين لاتحاد الكرة والمجالس الرياضية، حيث تقرر أن تتم الاستعاضة عنها ببطولة الفرق الأولمبية بالأندية في سن تحت 21 سنة، كما اتخذت اللجنة قراراً بتقليص قوائم الأندية المحترفة لتصبح 22 لاعباً مواطناً فوق سن 21 عاماً، و4 أجانب، بالإضافة إلى 23 لاعباً تحت سن 21 سنة، بما يرفع القائمة إلى 49 لاعباً، يحق لهم المشاركة بصفوف الفرق الأولى المحترفة. وقلل الاتحاد من حجم المشكلات القانونية التي يمكن أن يؤدي إليها قرار إلغاء «الرديف»، خاصة في ظل تسريح ما يزيد على 100 لاعب بصفوف الأندية الـ14 المحترفة، حيث إن قرار الإلغاء من الاتحاد، كافياً لعدم تكبد الأندية لأي مصاريف ضخمة في حالة إلغاء عقود لاعبي الرديف التي لا تحتاج إليهم في الموسم المقبل.
ويسعى الاتحاد بهذا القرار إلى توفير لاعبين لفرق الدرجة الأولى، يمكن أن ينالوا فرصة اللعب لأنديتها، بما يرفع أكثر من مستوى البطولة فنياً، تماشياً مع خطة التطوير الرسمي للبطولة التي يسعى الاتحاد لتطبيقها مستقبلاً، بالإضافة إلى تقليل معدل أعمار لاعبي الأندية المحلية، والسماح للمواهب الشابة بالحصول على فرصتها بسهولة في الفرق الأولى، واستعان الاتحاد بالتجربة الألمانية التي تم تطبيقها خلال السنوات العشر الأخيرة، وأفرزت العناصر الأساسية بصفوف معظم أندية «البوندسليجا» الآن، والتي تعتبر أقل من 23 عاماً، وهو ما صب في مصلحة المنتخب الألماني، ورفع من قيمة «المانشافت»، ولم يترك الأمر في القرار للعشوائية، بل استند الاتحاد في موقفه على دراسة فنية علمية، أثبتت أن دوري الرديف لم يحقق أي فوائد فنية للأندية، إلا في تأهيل المصابين، ومنحهم الفرصة للمشاركة في البطولة لاستعادة عافيتهم قبل اللعب مع الفريق الأول، بينما يتم السماح في القرار الجديد بمشاركة 3 لاعبين من الفريق الأول فقط، مع فريق تحت 21 عاماً في المسابقة التي يتم استحداثها لهذه الفئة العمرية بداية الموسم المقبل، منهم لاعب أجنبي .
من جانبه، قلل يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة من الآثار الجانبية لإلغاء الرديف بنهاية الموسم الجاري، خاصة ما يتردد بأن اللاعبين الذين سيتم إلغاء عقودهم من طرف واحد، يدخلون في قضايا ونزاعات مالية مع الأندية، بما يكبد الأخيرة مبالغاً مالية طائلة.
ولفت السركال إلى أن الاتحاد يعتبر المظلة الرسمية التي تهتم بترتيب أوضاع المسابقات المحلية، وأي قرار يصدر عنه سواء بالإضافة أو الإلغاء لأي بطولة أو مسابقة، يحمي الأندية في تلك الأمور، وقال «لست قانونياً حتى أوصف الأمر من المنظور القانوني، وهناك متخصصون في هذا المجال، ولكن قرار الاتحاد لا رجعة فيه، وهو لم يصدر بشكل فردي من جانبنا، بل من خلال لجنة مثلت الأندية ولجنة دوري المحترفين والمجالس الرياضية الثلاثة، وهو ما يعني أن جميع الأطراف لديها دراية بكل ما يترتب على القرار». وعن فوائد إلغاء الرديف، قال «حن ننظر للفوائد الإيجابية الكثيرة التي تتحقق مع الموسم المقبل، بما يخدم المنتخبات بشكل عام، وتحديداً المنتخبين الأولمبي والأول، حيث يتم الهبوط بمعدلات أعمار اللاعبين في معظم الأندية، وذلك بشكل تدريجي من موسم لآخر، اعتباراً من العام المقبل، كما تسهم البطولة في بروز أكبر للمواهب الشابة، خاصة من 18 إلى 21 عاماً، وهي مرحلة مهمة تتطلب ضرورة التركيز عليها واكتشافها، وهذا لم يكن يتحقق في بطولة الرديف التي ظلت في الخدمة 5 مواسم، دون أن تفرز مواهب إلا في المواقف والمناسبات النادرة، وتحولت أشبه ببطولة لا طائل منها، إلا إعداد لاعب مصاب أو معاقبة آخر غير ملتزم بالفريق الأول ويتم دفعه للرديف».
وشدد السركال على أن اتحاد الكرة عندما يتخذ أي قرار يضع الصالح العام أمام عينية، كما يضع مصلحة الأندية أيضاً، سواء «محترفين» أو «هواة»، وقال «أعتقد أن توفير ما لا يقل عن 100 لاعب من إلغاء دوري الرديف، يفيد كثيراً أندية الدرجة الأولى، ونسعى حالياً لإعادة الحياة لهذه البطولة، عبر اتخاذ عدة تدابير لتسويقها، وجعلها بطولة جاذبة وتضم لاعبين متميزين، ووجود هذا الرقم من اللاعبين يعتبر إضافة كبيرة لها».
عدد اليوم
