السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حلبة ياس على خط الإبهار بـ «قمر الليل» وشمس النهار

حلبة ياس على خط الإبهار بـ «قمر الليل» وشمس النهار
1 نوفمبر 2009 00:35
ربما ليست مصادفة أن يتم اختيار اليوم ليشهد أول سباق «ليلي – نهاري» في بطولة العالم للفورمولا- 1, فالليلة هي «ليلة 14» كما يقولون، حيث يوافق اليوم الثالث عشر من شهر ذي القعدة، وهو ما يعني أن القمر سيكون في تمامه، ولعل ذلك يضيف بُعدا إلى السباق الذي سيشهد الانتقال من حالة إلى حالة، من شمس النهار إلى قمر الليل، ليتيح للسائقين والجمهور فرصة وتجربة فريدة، ربما لا تتكرر وهي أشبه بتلك الأساطير التي قرأناها في ألف ليلة وليلة. ومنذ الإعلان عن استضافتها للسباق، لم تغب حلبة مرسى ياس، عن معمعة تنظيم الحدث ليلاً، خاصة بعد تلميحات البريطاني بيرني ايكلستون، مالك الحقوق التجارية للسباقات، في أكتوبر 2008 إلى تلك الإمكانية، وقبل أن يضع الأيرلندي ريتشارد كريجان، الرئيس التنفيذي لحلبة مرسى ياس المنظمة للحدث، حدا لكل التكهنات في أغسطس الماضي ويعلن أن سباق جائزة أبوظبي الكبرى سيجمع النهار بالليل، بحيث يحافظ على توقيته المناسب لمحيطه الشرق أوسطي ويتناغم في الوقت نفسه مع ضرورات البث التلفزيوني في أوروبا. وقال كريجان في هذا الصدد: "السباق سينطلق الساعة الخامسة مساء (بالتوقيت المحلي) بدلاً من الساعة الثالثة ظهراً كما كان مقررا، ومن خلال السباق، سيتمكن العالم من مشاهدة الجمال المذهل لغروب الشمس في أبوظبي. ومضى: "تنظيم السباق للمرة الأولى خلال النهار والليل يتيح لنا فرصة فريدة للدلالة على المرونة المتأصلة للحلبة ومرافقها المتطورة حيث إن حلبة مرسى ياس ترغب دائماً في إظهار روعة العاصمة للعالم أجمع من خلال هذا السباق". ورأى كريجان أن "حلبة مرسى ياس متطورة للغاية ومصممة خصيصاً لإجراء مثل هذه المنافسات ليلا أو نهارا"، موضحاً أن "الأضواء ستكون مفتوحة من بداية السباق لضمان الانتقال السلس من ضوء النهار إلى الظلام". وكان ايكلستون عقد العزم قبل سنوات على توسيع رقعة بطولته من خلال فتح اسواق جديدة تمثل أرضية صلبة لاستضافة جولات جديدة من السلسلة، خصوصا في القارة الآسيوية، غير أنه لم يتردد يوماً في فرض شروط قاسية أمام الراغبين في الحصول على قطعة من كعكة الفئة الأولى الدسمة على الصعيدين السياحي والاقتصادي. ولا يخفى على أحد أن دخول سنغافورة جدول سباقات بطولة 2008 قد مرّ بـمراحل صعبة تمثلت في وجوب استضافة الحدث تحت الأضواء الكاشفة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ هذه الرياضة الميكانيكية التي انطلقت سلسلتها العالمية رسمياً عام 1950. ويهدف القائمون على البطولة، وتحديداً ايكلستون، من خلال إقامة السباقات في الفترة المسائية، إلى زيادة معدل متابعي المنافسات عبر شاشات التلفزة في "القارة الاوروبية" بشكل خاص لأن التوقيت الآسيوي لتنظيمها لا يناسب المشاهد الأوروبي الذي يضطر عادة للنهوض باكراً من أجل متابعة السباقات. وانطلاقا من 2008، بات بإمكانه مشاهدة جائزة سنغافورة الكبرى ظهراً بتوقيت أوروبا الوسطى بشكل يتزامن عادة مع مواقيت السباقات المقامة في قارته. ولطالما عبر ايكلستون عن عدم نيته حصر السباق الليلي بسنغافورة، غير أنه كان يصطدم دوماً بحجة التكلفة الباهظة التي تستلزمها إنارة الحلبات والتي تتسلح بها الأخيرة. وللتدليل على ما يعنيه الانتقال من النهار إلى الليل، وما يحتاج إليه من تقنيات، يكفي أن نعلم أن حلبة لوسيل القطرية، التي احتضنت أول سباق ليلي في التاريخ بمناسبة الجولة الأولى من بطولة العالم للدراجات النارية "موتو جي بي" 2008، على سبيل المثال لا الحصر، رصدت مبلغ 15 مليون دولار أميركي لإنارة مسارها إذ جرى نشر 1200 عمود تحمل 3500 ضوء تحرك بأشعة الليزر، منها العمودي ومنها الأفقي، ما أدى إلى انكسار الاضواء لإبعاد تأثيرها عن الدراجين، وبلغت القدرة الضوئية في الحلبة 10 ميجاوات أي نحو 1200 وحدة ضوئية، مع أن القدرة الضوئية للشمس على أرض الحلبة تبلغ نحو 5000 وحدة ضوئية، أي أن نظام الإنارة فيها جاء بحجم ثلث طاقة الشمس. ومن المنتظر أن تساهم إقامة السباق ليلاً في ارتفاع نسبة المتابعة التلفزيونية في "القارة الاوروبية"، السوق الأبرز والأهم للبطولة، وبالتالي زيادة معدل الإعلانات وتهافت الجهات الراعية. وهناك حلبات عدة حول العالم كانت مرشحة لدخول "لائحة ايكلستون" الخاصة باستضافة الحدث ليلاً، غير أن الأخير كان يصطدم دوما برفض القيمين على تلك الحلبات وذلك لأسباب مختلفة، أبرزها التكلفة الباهظة، في وقت ارتأى فيه بعضها إدخال تعديل طفيف على موعد انطلاق سباقه بما يتناسب وضرورات البث التلفزيوني في أوروبا، وهو الأثر الذي اقتفته أبوظبي حرصاً منها على إرضاء الأطراف كافة وإيماناً منها بضرورة إيصال الصورة الرائعة لأبوظبي إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدين حول العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©