يسارعون الزمن، منهمكون في أعمالهم المتناهية الدقة، يعملون في مختبرات وليس في مرآب للسيارات، خطأ ثانية، أو حتى جزء من الثانية، قد يكلفهم عمل سنة كاملة، فالرهان كبير جدا بالنسبة لهم.
الحلبة الضخمة المتكاملة في جزيرة ياس أذهلت الجميع بمرافقها المتعددة، وبتنظيمها الذي فاق تصور الجميع، والكل منبهر بكل ما يشاهده فيها. هذا ما عبر عنه فريق رونو المشارك في سباق الفورمولا 1 الذي ستجري فصوله الأخيرة اليوم الأحد، يتألف فريق رونو المشارك في السباق من 85 مشاركاً يجهزون ثلاث سيارات رونو للمشاركة في السباق، اثنتان ستشاركان، وواحدة احتياط، الكل في تحدٍ مع الزمن، والخطأ قد يجهض أحلام الجميع في الظفر باللقب.
في هذا الإطار يقول طارق آيت سعيد، مدير عمليات فعاليات الفورمولا1 بشركة رونو: «سنشارك في السباق، والأعمال جارية على قدم وساق، والكل منهمك في تركيب أجزاء السيارات التي سنشارك بها في السباق، حيث تركب الأجزاء بدقة متناهية، ويجب مراقبة كل التفاصيل، وبالمرآب هناك غرفة للتحكم والاطلاع على كل سيارة مشاركة في السباق، وعندما تكون السيارة في الحلبة يراقب المهندسون تفاصيلها من خلال الكمبيوتر، أي جزء منها تتم مراقبته من هذه الغرفة التي نعتبرها دماغ السيارة، الفرامل والحرارة، سواء في المحرك أو في الكابينة، ووزن السيارة، والوقود، والعمل مشترك بين كل الطاقم من المهندسين وسائقي السيارات، والفنيين».
يتابع آيت سعيد: «نحن في مواجهة مع الوقت، والعمل متواصل بشكل جيد وكبير، وأمامنا تحديات كبيرة، ذلك أنَّ كلَّ المتسابقين من مختلف الدول متقاربون في المستوى، وفي العادة أنَّ الفرق في هكذا مباريات لا يتخطى الثواني غالباً، لهذا يبقى الزمن هو الهازم الفعلي للمتسابقين، بحيث نتمرس على كل التفاصيل بل الجزئيات، فالدقة المتناهية هي سيدة الموقف. إذ نجهز السيارة وقطع غيارها وعجلاتها حسب الجو الذي سيجري فيه السباق من رطوبة وحرارة، و إذا تغيرت درجات الحرارة والرطوبة بعشر درجات مثلاً، يجب تغيير كل شيء من جديد، وإعادة برمجة كل الجزئيات من جديد، أما مقود السيارة فهو، خلافاً لما هو عليه الحال في السيارات العادية، ثابت وليس متحركاً، وتساعد الأزرار التي يتحكم فيها السائق، والموجودة خلف المقود، على الدوران بالسيارة يميناً ويساراً.
كما يدخل المتسابق في إجراء اختبارات للحلبة قبل السباق الرسمي، بمعدل 4 أو 5 دورات على الساحة، وذلك لمعرفة كل تفاصيلها، وليحفظ الطريق ومنعرجاتها».
يضيف طارق: «لا مجال للخطأ يوم السباق، وعندما يقف السائق خلال السباق لتغيير العجلات، يتم ذلك بسرعة فائقة بحيث يجب ألا يتجاوز 4 ثوان، ويدخل في ذلك أخذ عينات من زيت الموتور والبترول، ويشرف على هذه العملية ما بين 25 و30 شخصاً من فريق رونو، حيث يقوم كلٌّ بمهمته، ونظراً لحرارة الجو في الإمارات فإنَّ العجلات ستكون ملساء بالكامل ومن دون نقوش، وهناك عجلات للأمطار الخفيفة تقاوم الانزلاق. وقت السباق ساعة وأربعون دقيقة، ومسافته 305.470 كلم، وعدد اللفات 55 لفة، وتصل السرعة القصوى للسيارات إلى 320 كلم في الساعة.
أما عن سيارة رونو المشاركة في سباق الفورمولا 1 فيجب أن يكون وزنها 600 كيلوغرام مع السائق، الذي يجب أن لا يتجاوز ال60 كيلوغراماً، فثقل السباق كله يتركز على الرقبة، التي تكون تحت ضغط هائل.
عدد اليوم
