الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخلص من التوتر بطريقة «اضرب أو اهرب»

تخلص من التوتر بطريقة «اضرب أو اهرب»
31 أكتوبر 2009 23:53
التعرض لضغوط كثيرة لفترة طويلة من الوقت يؤدي إلى التوتر، ولكن إذا تمت إدارة هذه الضغوط بشكل صحيح قد تكون النتائج إيجابية، إذ ربما تكون الضغوط وسيلة إيجابية لإدارة الضغوط، حيث يحدث التحدي الملهم والمشجع، والضغوط في كثير من الأحيان ما تؤدي إلى شعور بالتوتر، وإذا استمر الشخص في التعرض للتوتر قد يضر بصحته الذهنية والجسدية على نحو خطير. وفي الحقيقة فإنَّ المناخ النفسي الذي يعمل فيه الناس اليوم هو ما يزيد الشعور بالتوتر، حيث المعرفة تتقدم بسرعة، والتكنولوجيا تقضي على الوظيفة الدائمة، لذا أصبح الجميع يشعرون بضغوط أكبر، وهذه الضغوط تطرح خيارات: فإما أن يتعلم المرء ويقوم بإدارتها، وإما أن يسمح لها بإدارته. هذا ما جاء في مقدمة كتيب الجيب الذي يتحدث عن التوتر، وهو من تأليف ماري ريتشاردز، مستشارة ومدربة في مجال الأعمال، مدعم برسومات فيل هايلستون، وهذا الكتاب هو وسيلة لمن يريد أن يقلل من توتره. اضرب أو اهرب يقدم هذا الكتيب مجموعة من التفاصيل حول التوتر ونصائح عن كيفية إداراته، ومنها التعريف بالتوتر وقسمه إليه قسمين، حيث إن للتوتر جوانب إيجابية وأخرى سلبية، فمن الناحية الإيجابية هو يمنح للناس فرصة إثبات الذات، ويملأهم بالطاقة والإثارة، أما السلبي فيه فهو حين يصبح بعض الناس أقل كفاءة، ويهبط مستوى الأداء لديهم ومنسوب الانتاجية، وينقلب الفرد إلى بعض السلوكيات الضارة كالإفراط في الأكل والتدخين. وإذا كان الفرد يتعامل مع هذه الضغوط على أنها تهديد، فإن جسمه يميل تلقائياً للعمل بطاقة مفرطة، وينتج عن ذلك ارتفاع ضغط الدم وتصلب العضلات، وازدياد معدل التنفس وهذه الاستجابة التلقائية، من خلال الكتاب، تعرف غالباً باسم استجابة «اضرب» أو «اهرب» لأنَّ هذه التغيرات تقوم بإعداد الجسم ليكون قادراً على المواجهة أو الهروب. أنت مصدر التوتر يتساءل الكثيرون عن التوتر ومصادره، فيجيب هذا الكتيب بالقول: «أنت مصدر التوتر الذي يصيبك، لأنه استجابة الفرد للضغوط، فستكون أنت دائماً مصدر ما تشعر به من توتر، وتوترك سيكون نتيجة استجابتك الخاصة للضغوط التي تتعرض لها في الحياة. والضغوط تأتي من بيئة العمل وظروفه غير المريحة، أو من سمات الوظيفة كالمهام المتكررة وتحدي إنجاز المهام الكثيرة، ومن علاقاتك بالآخرين في العمل، أو من كونك في المكان غير المناسب للوظيفة، وتطالب نفسك والآخرين بالكثير، تقول «نعم» باستمرار، أو أن تكون عاداتك في العمل غير فعالة». تعرف على توترك الاستجابة للضغوط تؤدي إلى التوتر، ومن علامات هذا التوتر المرئية قضم الأظافر وعض الشفتين، وتغير نمط الطعام، التعب والشعور بالإرهاق، وهناك علامات مسموعة كصفق الأبواب، وقذف الأوراق، والتحدث بسرعة، والنقر بالأصبع، وجلجلة المفاتيح وغيرها.. وثمة علامات محسوسة كالتعرق وتندي الجسم، وتوهج الوجه والقلق والإحباط، والغضب والعزلة واليأس، إضافة إلى نفاد الصبر والاكتئاب. والتوتر تقول الكاتبة عنه، هو عملية متدرجة يمكنها أن تضر بسلامة الفرد الذهنية والجسدية على نحو خطير. وفصل الكتيب في كل هذه الجوانب، وخلص إلى إعطاء بعض الحلول. غيرّ أسلوب حياتك تقول الكاتبة: حاول ألا تكون شديد القسوة على نفسك وعلى الآخرين، قلل من الضغوط، لا يتعين عليك أن تغير شخصيتك، ولكن أن تترفق بنفسك وبالآخرين من حولك، وإذا قلت هذا هو أسلوبي، وقد كنت دائماً على هذا الحال فتلك هي طبيعتي، ساعتها سوف تستمر طوال حياتك في تعريض نفسك للضغوط، فالضغوط استجابتك واختيارك وحياتك. التوتر يجعل جسد الإنسان معرضاً للضغوط، ويعرض قلبه وجهازه الهضمي للإجهاد، ويصبح الفرد مشغولاً ومتعباً إلى حد لا يستطيع معه ممارسة التمارين الرياضية، أو اتباع نظام غذائي متوازن، وحتى الوقت لا يتوافر للاسترخاء. ومن النصائح المجدية ممارسة الرياضة بانتظام، التفكير في الطعام المناسب، الاسترخاء التام مع إعطاء طرق الاسترخاء الصحيحة منها اليوجا والمساج، والتخيل والتأمل والقراءة وغيرها.. ثم إن الدعم ومساندة الآخرين لك تمثل قيمة لا تقدر بثمن لإزاحة الهم عن الصدر، وانظر إلى الحلول وليس إلى العقبات، وابدأ من الآن في تحقيق النتائج ربما يأتي الغد فتجد أن الأوان قد فات. الوقاية من التوتر قبل العلاج ويذكر الكتيب أن أحسن طريقة لتجنب التوتر هو الوقاية منه قبل البحث عن علاجه، وإذا حصل وعرفت أنك تعاني من التوتر فبادر لعلاجه بالإسعافات الأولية، واستخدم الحوار الذاتي: «لن أغضب، فالمسألة لا تستحق، وبدلا من ذلك سأعرض قضيتي، وأعبر عن رأيي مرة ثانية، بهدوء وبدون انفعال». ويسرد الكتاب بعض طرق الإسعافات الأولية كطريقة التنفس والاسترخاء ومواجهة الكسل، ويوصي بالابتسام حتى في أصعب الظروف، وذلك يعطي إشارة لرجوع الجسد لحالاته الطبيعية، وتقول الكاتبة: انهج طرق التفكير بإيجابية، فتبتعد عن الأفكار السلبية، تجنب الأشخاص السلبيين والهدامين، ركز على كل ما هو إيجابي، تذكر أن كل الأمور نسبية، تجنب أن تحمل الموقف أكثر مما يستحقه، تفكر بعقلانية ومنطقية، افرح بما حققته ولو كان قليلا، احصل على نتائج. اعمل على التخلي عن عادات قديمة واكتساب غيرها جديدة، ورغم أن المسألة تتطلب جهدا، فإذا ما داوم الفرد على فعل بالاعتياد والتكرار فسوف يحصل على نتائج مرضية، والارتياب في جدوى مهارات الوقاية من التوتر لن يسفر إلا في إضافة ضغوط جديدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©